تتواصل التطورات الميدانية والإنسانية في قطاع غزة وسط واقع معقّد يتقاطع فيه أثر العدوان "الإسرائيلي" المستمر مع الكوارث الطبيعية التي فاقمت هشاشة البنية التحتية واستنزفت قدرة السكان على الصمود.
ففي ظل وقف إطلاق النار القائم، شنّ جيش الاحتلال الإسرائيلي غارة جديدة استهدفت "الرجل الثاني" في حركة المقاومة الفلسطينية "حماس" في قطاع غزة، القيادي في كتائب القسام رائد سعد، ما أدى إلى ارتقاء شهداء وإصابات خطرة وصلت إلى المستشفيات في مدينة غزة، وفق ما أفاد به مراسل "العربي الجديد". وتأتي هذه الضربة في سياق استمرار جيش العدو "الإسرائيلي" في تنفيذ عمليات محددة داخل القطاع، رغم التزامات اتفاق وقف النار، بذريعة مواجهة "تهديدات أمنية" جديدة.
وبموازاةً مع التصعيد العسكري المتقطّع، واجه القطاع خلال الأيام الماضية منخفضاً جوياً عميقاً كشف مستوى التدهور الذي أصاب البنية العمرانية والخدماتية بفعل الإبادة الإسرائيلية.
فقد حذّر المدير العام للمكتب الإعلامي الحكومي في غزة، إسماعيل الثوابتة، من "كارثة إنسانية مركّبة" بعد انهيار بنايات كانت قد تعرّضت لقصف سابق وتضررت بفعل الأمطار والرياح، ما أدى إلى استشهاد 11 فلسطينياً وانتشال جثامينهم، فيما لا يزال البحث جارياً عن مفقود واحد على الأقل. ويعيش مئات الآلاف من الفلسطينيين في ظروف قاسية غير ملائمة للحياة، في ظل غياب المأوى الآمن وتهالك البنى التحتية، وتزايد مخاطر الانهيارات، وتراجع قدرة المؤسسات المحلية على الاستجابة.
في الجانب الصحي، تعكس الأرقام الجديدة عمق الكارثة المستمرة منذ أكثر من عام. فقد أعلنت وزارة الصحة في غزة استشهاد ثلاثة فلسطينيين بنيران الاحتلال خلال الساعات الثماني والأربعين الماضية، ووصول 16 إصابة جديدة إلى المستشفيات. كذلك تشير بيانات الوزارة إلى أنه منذ وقف إطلاق النار، ارتفع إجمالي الشهداء إلى 386، فيما بلغ عدد الإصابات 1018.
وفي موازاة ذلك، كشف ريك بيبركورن، ممثل منظمة الصحة العالمية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، أن نحو 1092 مريضاً في غزة توفوا خلال فترة انتظار الإجلاء الطبي بين يوليو/ تموز 2024 و28 نوفمبر/ تشرين الثاني 2025، في مؤشر صارخ على انهيار منظومة الرعاية الصحية وعجزها عن إنقاذ المرضى في الوقت المناسب.
صف مدفعي على خانيونس ومخيم جباليا
قالت وسائل إعلام فلسطينية إن مدفعية الاحتلال الإسرائيلي استهدفت مناطق في شرق مدينة خانيونس، جنوبي قطاع غزة، ومنطقة الفالوجا غرب مخيم جباليا، شمالي القطاع.
أردوغان: رسالتنا بشأن غزة تركت أثراً عند ترامب
قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، يوم الأحد، إنه أوصل رسالة تركيا بشأن قطاع غزة لنظيره الأميركي دونالد ترامب، خلال اجتماع على هامش انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة، وأنها تركت أثراً لديه. وجاء ذلك في تصريحات أدلى بها خلال فعالية شبابية لحزبه "العدالة والتنمية" في حرم جامعة العلوم الصحية بإسطنبول.
وقال أردوغان رداً على سؤال لأحد الشباب، حول ما إذا كان وقف إطلاق النار في غزة يمكن أن يستمر بصدق، إن الواجب الملقى على عاتقهم هو الأخذ بالأسباب، أما ما تبقى فهو موكول إلى الله. وأوضح أنه أثناء إلقائه خطاباً في الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر/ أيلول الماضي، كان على الطاولات المقابلة له مندوبون "إسرائيليون"، وأضاف: "ألقيت كلمتي وأنا أنظر في وجوههم مباشرة. فالحرب لا تُخاض مع الجبناء، ونحن لسنا جبناء".
وقال أردوغان: "في الجمعية العامة للأمم المتحدة أيضاً، وخلال الاجتماع الذي عقدناه مع ترامب، أوصلنا، كدول إسلامية بشكل خاص، رسالتنا على نطاق محدود. لكن ما قلناه نحن، بصفتنا تركيا، ترك أثرا لدى ترامب"، وأضاف: "سنواصل طريقنا بنفس الحزم في المرحلة المقبلة أيضاً، ولن يكون هناك تراجع، لأنه إذا تراجعنا لن نستطيع أن نبرر ذلك لا أمام الله ولا أمام غزة".
ويذكر أن أردوغان، حضر في سبتمبر/أيلول الماضي اجتماعاً بشأن غزة عُقد على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، بحضور ترامب. وحضر الاجتماع، الذي كان مغلقاً أمام الصحافة، قادة يمثلون تركيا والولايات المتحدة وإندونيسيا وقطر والسعودية والإمارات العربية المتحدة والأردن وباكستان ومصر.