قائمة الموقع

تقرير جنرالٌ صهيونيٌّ: "إسرائيل" بأخطر مراحلها.. الكيان يعيش حرب استنزافٍ متواصلةٍ ولا أحد يعلم أين نحن ولأين نتجّه

2025-12-06T17:36:00+02:00
وكالة القدس للأنباء - متابعة

وجّه الجنرال إسرائيل زيف، رئيس شعبة التخطيط الأسبق في جيش الاحتلال، انتقادات واسعة للسياسة المتبعة في سوريّة، موضحًا أنّ دولة الاحتلال، بدل السعي لاتفاقياتٍ تنقل المسؤولية الأمنية إلى الجيوش المحليّة في سوريّة ولبنان، تدفع إلى حرب استنزافٍ تنهك جيش الاحتلال، وتلزم الجنود بتنفيذ اعتقالاتٍ داخل العمق السوريّ وكأنّها عمليات في نابلس، في صورةٍ يرى أنّها تصب في مصلحة الرواية التركيّة حول إسرائيل" المحتلّة.

وأكّد أنّ عدوان الجيش في سوريّة يمثل تعبيرًا واضحًا عن ارتباك وغياب استراتيجية، في ظلّ غياب أيّ وضوحٍ سياسيٍّ بخصوص ما تريده "إسرائيل"، واصفًا الوضع بأنه “خطأ عملياتي يُميّز نهاية الحرب على الجبهات الخمس، حيث لا أحد يعلم أين نحن وإلى أين نتجه”.

وأوضح في تحليلٍ نشره على موقع القناة الـ 12 بالتلفزيون العبريّ أنّ الرئيس الأمريكيّ طلب من "إسرائيل" الحفاظ على الحوار مع سوريّة وتجنّب التدخل في شؤونها، موضحًا أنّ ترامب تحدث مع نتنياهو هاتفيًا حول الأمر، ما يدفع للتساؤل بشأن هدف إسرائيل في سوريّة ومستقبلها، وما إذا كان ترامب مدركًا لما يجري، وما إذا كانت هناك أطراف داخل إسرائيل منخرطة في التوجهات التركيّة للسيطرة على سوريّة.

ورأى زيف أنّ الحكومة “تخفي رأسها في الرمال” لدوافع سياسيةٍ ترتبط بعلاقة نتنياهو بترامب وما يمليه الأخير عليه، بعيدًا عن ممارسة السياسة.

وأكّد أنّ غياب التوجيه السياسي يجعل الجيش، رغم تآكله، الجهة الوحيدة التي تواصل العمل دون تساؤلات، فيما تلقي الحكومة اللوم عليه بدلاً من تحمّل مسؤولياتها، ويشير إلى بناء سلسلة من البؤر الاستيطانية غير الضرورية، هدفها حماية القوات من الهجمات المتوقعة، وإرسال كتيبة احتياط لتنفيذ اعتقالات داخل سوريّة كما لو كانت عمليات في نابلس.

ووصف هذه السياسة بأنها تتجاوز الأخطاء العملياتية لتتحول إلى “حماقة استراتيجية”، تتجسد في نشوة القوة التي تدفع الاحتلال لاستخدامها في أيّ مكانٍ، وفي الوقت نفسه تمنع الجيش السوريّ من الانتشار قرب الحدود، وتتجاهل سيادة سوريّة بالكامل عبر اعتقال أفراد منظمة وصلوا إلى المنطقة نتيجة وجود الجيش الإسرائيلي.

وشدد زيف على أنّ المطلوب إسرائيليًا هو المضي في الاتفاقية الأمنية مع سوريّة، التي يجري تأجيلها، بحيث تنقل المسؤولية إلى الجيش السوريّ بعد إعادة بنائه تحت إشرافٍ أمريكيٍّ لا تركيّ.

ويعتبر أنّ للاتفاقية دورًا محتملاً في إعادة تشكيل سوريّة، مع الحفاظ على التوازن السعودي التركي، مشيرًا إلى أنّ المنطقة الأمنية الخالية من الأسلحة الثقيلة يجب أنْ توضع تحت سيطرة الجيش السوري الجديد لمنع العداء المستقبلي لإسرائيل.

ويضيف زيف أن ورود معلومات استخباراتية عن منظمة مسلحة يجب أن يدفع إلى نقل المسؤولية إلى الأجهزة السورية مع تحقق إسرائيل من التنفيذ، وفي حال لم يتم التعامل مع التهديد، يمكن تنفيذ هجوم جوي دون إرسال قوات برية لدوريات في سوريا كما لو كانت الضفة الغربية، لأن هذا النهج يخدم الرواية التركية التي تصف إسرائيل بأنها تنتهك السيادة.

ويوضح أن هذه الرواية تزعم أن الاحتلال يسيطر على أراض في غزة وسوريا ولبنان، مشيرا إلى أن الوضع في لبنان مشابه، إذ إن الهجمات اليومية الإسرائيلية، رغم دوافعها الداخلية ورغبة إسرائيل في “التكفير” عن إخفاق السابع من أكتوبر، لا تشكل سياسة طويلة الأمد، وتخلق حربًا مستمرة تضعف الحكومة اللبنانية، وتمنعها من تحمل مسؤولية تفكيك حزب الله، ما يدفعها إلى تبني سياسة معادية للاحتلال والعودة لدعم حزب الله.

واستعرض زيف الوضع في غزة، قائلاً إنّ القطاع يعيش جمودًا تامًا بفعل غياب رؤية سياسية، واعتماد سياسات ضيقة لخدمة الانتخابات. وحذّر من صعوبة الحفاظ على حجم القوات في الشرائط الأمنية في غزة ولبنان وسوريّة والضفة دون عشرة آلاف جندي إضافي، وقبل بناء السياج على امتداد غور الأردن.

واختتم قائلاً إنّ ” إسرائيل تعيش حرب استنزاف متواصلة، قد تتصاعد مستقبلاً، وتستمر في النزيف لخدمة احتياجات نتنياهو الانتخابية وتحديدًا تأجيل المحاكمات والعفو وتجميد الحكومة حتى نهايتها”، لافتًا إلى أنّ السياسات الحالية تتعارض مع المصلحة الأمنية، وتُضعف ما تسمّيه إسرائيل بـ “إنجازات الحرب”، وتفقدها ما تبقى من الشرعية الإقليمية والدولية، وتنهك الجيش وتعمّق الشعور العام بالانحدار داخل الدولة، التي تمرّ بمرحلة شديدة السوء، طبقًا لأقواله.

اخبار ذات صلة