قائمة الموقع

ما يحدث في الضفة الغربية يندرج في اطار التآمر على القضية

2025-12-03T10:49:00+02:00
المطران عطا الله حنا*

عامان من حرب الإبادة والتي قيل لنا انها توقفت ولكن في الواقع لم تتوقف واليوم هنالك ممارسات احتلالية غير مسبوقة والتي تستهدف الضفة الغربية وخاصة المحافظات الشمالية.

اشبعونا خطابات دولتان لشعبين واليوم ما نراه على الأرض انه لم يبق للفلسطينيين حتى ربع دولة .

اين هي الدول العربية الشقيقة التي من المفترض ان تكون سندا قويا للفلسطينيين وهم يتعرضون لهذه المظالم حيث ان غزة دمرت عن بكرة ابيها والضفة الغربية تعاني من سياسات الاقتحامات والاغتيالات والاعتقالات والاغلاقات وانتشار غير مسبوق للبوابات والحواجز العسكرية فبات الانتقال من مكان الى مكان في الضفة الغربية مهمة في غاية الصعوبة وكأنه يراد للفلسطينيين ان يعيشوا محاصرين في سجن كبير .

اعتقد بأن ما حدث في غزة وما يحدث حاليا في الضفة الغربية انما هدفه هو التهجير الطوعي وحتى التهجير القسري بهدف افراغ فلسطين من مكونها الفلسطيني الأصيل.

لقد حدثونا خلال سنوات مضت عن القنبلة الديموغرافية وهم يقصدون بذلك تكاثر اعداد الفلسطينيين في فلسطين التاريخية ويبدو ان ما نعيشه في هذه الأيام هدفه الأساسي تقليل عدد الفلسطينيين وافراغ فلسطين من سكانها اما طوعا واما قسرا وفي كلتا الحالتين نحن امام مؤامرة ومخطط استعماري غير مسبوق يهدف لتصفية القضية الفلسطينية وما نعيشه في هذه الأوقات يكاد يكون اسوأ من نكبة عام 48.

نحن امام نكبة جديدة ونكبتنا ليس سببها فقط الاحتلال بل الحالة العربية المتردية وحالة الوهن التي نلحظها في اكثر من مكان، أما المسؤولين في الغرب فهم يحدثوننا عن السلام المنشود والمنتظر كما ويحدثوننا عن دولتين لشعبين ولكن على الأرض المستوطنون وجنود الاحتلال يعيثون فسادا ودمارا وخرابا في كل مكان ولا يحرك أحد ساكنا من أولئك الذين اشبعونا خطابات عن دولتين لشعبين واليوم لم يبق للفلسطينيين الا بعض الأراضي المحاصرة والأماكن المهددة بالابتلاع.

نعرف جيدا ان الاحتلال لا يريد السلام ولكن اين هم دعاة السلام في العالم وأين هم قادة الدول الغربية الذين يتغنون بالسلام فهل السلام بالنسبة اليكم هو استسلام الفلسطينيين ورضوخهم للاحتلال.

ان الصمت على جرائم الاحتلال لن يوصلنا الى السلام والرغبة باستسلام الشعب الفلسطيني لن تؤدي الى السلام، فطريق السلام واحدة لا ثانية لها وهي انهاء الاحتلال وتحرير الأرض الفلسطينية من الاحتلال ووقف سياسات الاحتلال وممارسات المستوطنين وإزالة الحواجز والبوابات العسكرية لكي يتمكن الفلسطينيون من ان يعيشوا حياة طبيعية مثل باقي شعوب العالم .

كفانا ظلما وامتهانا لحرية وكرامة الانسان الفلسطيني وحقه المشروع في ان يعيش بحرية في وطنه وان يقطف ثمار زيتونه دون ان يعتدى عليه .

ارفعوا الظلم عن شعبنا واوقفوا هذه الممارسات الغاشمة فشعبنا يريد ان يحيا بسلام وان يبقى في وطنه وفي ارضه ومن ينتظرون استسلام الفلسطينيين لن يروا امامهم الا مزيدا من الصمود والاباء والتمسك والتشبث بالأرض والقضية .

*رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس

اخبار ذات صلة