قائمة الموقع

رويترز: تقسيم غزة خطر يلوح في الأفق مع تعثر خطة ترامب

2025-11-11T12:32:00+02:00
"اسرائيل" تسعى لتكريس تقسيم غزة!..
وكالة القدس للأنباء – ترجمة

الملخص:

•       كتل إسمنتية صفراء، تحصينات على طول خط الانسحاب "الإسرائيلي".

•       بدون إحراز تقدم في خطة ترامب، قد يصبح الخط الأصفر حدوداً فعلية جديدة، وستقتصر عمليات إعادة الإعمار الكبرى على الجانب "الإسرائيلي".

•       نزع سلاح حماس، ومعارضة إسرائيل لمشاركة السلطة الفلسطينية من بين النقاط الخلافية الرئيسية.

قالت مصادر متعددة إن التقسيم الفعلي لقطاع غزة بين منطقة تسيطر عليها إسرائيل وأخرى تحكمها حماس أصبح مرجحاً بشكل متزايد، مع تعثر الجهود المبذولة لتنفيذ خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإنهاء الحرب بما يتجاوز مجرد وقف إطلاق النار.

وقال ستة مسؤولين أوروبيين مطلعين بشكل مباشر على جهود تنفيذ المرحلة التالية من الخطة لوكالة رويترز إنها متوقفة فعلياً، وأن إعادة الإعمار من المرجح أن تقتصر الآن على المنطقة التي تسيطر عليها "إسرائيل.

وحذروا من أن ذلك قد يؤدي إلى سنوات من الانفصال.

بموجب المرحلة الأولى من الخطة، التي دخلت حيز التنفيذ في 10 أكتوبر/تشرين الأول، يسيطر الجيش "الإسرائيلي" حاليًا على 53% من الأراضي المطلة على البحر الأبيض المتوسط، بما في ذلك جزء كبير من أراضيها الزراعية، إلى جانب رفح في الجنوب، وأجزاء من مدينة غزة ومناطق حضرية أخرى.

ويعيش ما يقرب من مليوني نسمة من سكان غزة في مخيمات خيام وأطلال المدن المدمرة في بقية أنحاء غزة، الخاضعة لسيطرة حماس.

وتُظهر لقطات بطائرات مسيرة لوكالة رويترز التقطت في نوفمبر/تشرين الثاني دمارًا هائلاً في شمال شرق مدينة غزة بعد الهجوم "الإسرائيلي" الأخير قبل وقف إطلاق النار، في أعقاب أشهر من القصف المتواصل. وتنقسم المنطقة الآن بين السيطرة "الإسرائيلية" وسيطرة حماس.

وتنصّ المرحلة التالية من الخطة على انسحاب إسرائيل بشكل أكبر ممّا يسمى بالخط الأصفر المتفق عليه بموجب خطة ترامب، إلى جانب إنشاء سلطة انتقالية لحكم غزة، ونشر قوة أمنية متعددة الجنسيات لتحل محل الجيش الإسرائيلي، ونزع سلاح حماس، وبدء إعادة الإعمار.

لكن الخطة لا تتضمن أي جداول زمنية أو آليات للتنفيذ. وفي الوقت نفسه، ترفض حماس نزع سلاحها، وترفض "إسرائيل" أي مشاركة من جانب السلطة الفلسطينية المدعومة من الغرب، ولا يزال الغموض يكتنف القوة متعددة الجنسيات.

وقال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي في مؤتمر أمني في المنامة هذا الشهر: "ما زلنا نعمل على بلورة الأفكار"؛ مضيفاً: "الجميع يريد إنهاء هذا الصراع، وكلنا هنا نريد النتيجة النهائية نفسها. السؤال هو، كيف ننجح في ذلك؟"

بدون دفعة قوية من الولايات المتحدة لكسر الجمود، يبدو أن الخط الأصفر سيصبح الحدود الفعلية التي تقسّم غزة إلى أجل غير مسمى، وفقًا لـ 18 مصدرًا، من بينهم ستة مسؤولين أوروبيين ومسؤول أمريكي سابق مطلع على المحادثات.

صاغت الولايات المتحدة مشروع قرار لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يمنح القوة متعددة الجنسيات وهيئة حكم انتقالية ولاية لمدة عامين. لكن عشرة دبلوماسيين قالوا إن الحكومات لا تزال مترددة في إرسال قوات.

وقالوا إنه من غير المرجح أن تشارك الدول الأوروبية والعربية، على وجه الخصوص، إذا امتدت المسؤوليات إلى ما هو أبعد من حفظ السلام، وتعني مواجهة مباشرة مع حماس أو جماعات فلسطينية أخرى. وقال نائب الرئيس الأمريكي جي دي فانس وصهر ترامب المؤثر جاريد كوشنر الشهر الماضي إن أموال إعادة الإعمار يمكن أن تبدأ بالتدفق سريعًا إلى المنطقة التي تسيطر عليها "إسرائيل" حتى دون الانتقال إلى المرحلة التالية من الخطة، وذلك بهدف إنشاء مناطق نموذجية ليعيش فيها بعض سكان غزة.

وقال مايكل وحيد حنا، مدير برنامج الولايات المتحدة في مجموعة الأزمات الدولية، وهي مركز أبحاث، إن هذه المقترحات الأمريكية تشير إلى أن الواقع المجزأ على الأرض يهدد بالتحول إلى وضع "أكثر استدامة على المدى البعيد".

وقال متحدث باسم وزارة الخارجية إنه على الرغم من إحراز "تقدم هائل" في دفع خطة ترامب قدمًا، إلا أنه لا يزال هناك المزيد من العمل الذي يتعين القيام به، دون الرد على أسئلة حول ما إذا كانت إعادة الإعمار ستقتصر على المنطقة التي تسيطر عليها "إسرائيل".

وقال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إن "إسرائيل" لا تنوي إعادة احتلال غزة أو حكمها، على الرغم من أن وزراء اليمين المتطرف في حكومته حثوا على إعادة بناء المستوطنات التي تم تفكيكها في العام 2005.

كما قاوم الجيش أيضًا هذه المطالب بالاستيلاء الدائم على القطاع أو الإشراف المباشر على المدنيين في غزة. وتعهد نتنياهو بدلاً من ذلك بالحفاظ على منطقة عازلة داخل غزة، على طول الحدود، لمنع تكرار هجوم حماس في أكتوبر 2023 الذي أشعل فتيل الحرب.

كتل صفراء تحدد الخط الفاصل

وضعت القوات "الإسرائيلية" كتلًا إسمنتية صفراء كبيرة لتحديد خط الانسحاب، وتقوم ببناء بنية تحتية على الجانب الذي تسيطر عليه قواتها في قطاع غزة. في حي الشجاعية بمدينة غزة، اصطحب الجيش الصحفيين الأسبوع الماضي إلى موقع عسكري محصن منذ وقف إطلاق النار.

تُظهر صور الأقمار الصناعية أن الأتربة وأنقاض المباني قد جُرفت بواسطة الجرافات لتشكيل تلال شديدة الانحدار، ما يوفر نقطة مراقبة محصنة للجنود. كما تم رصف طرق جديدة بالإسفلت.

وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، ناداف شوشاني، إن الجنود موجودون هناك لمنع المسلحين من عبور المنطقة التي تسيطر عليها إسرائيل، مضيفًا أن إسرائيل ستنسحب أكثر من الخط الفاصل بمجرد أن تفي حماس بالشروط، بما في ذلك نزع السلاح، وبمجرد نشر قوة أمنية دولية.

وقال شوشاني: "بمجرد أن تلتزم حماس بجزئها من الاتفاق، سنكون مستعدين للمضي قدمًا". وقال مسؤول في الحكومة الإسرائيلية، ردًا على أسئلة مكتوبة لهذا المقال، إن إسرائيل ملتزمة بالاتفاق واتهم حماس بالمماطلة.

أطلقت حماس سراح آخر 20 رهينة على قيد الحياة كانوا محتجزين في غزة، بالإضافة إلى رفات 24 رهينة متوفاة، كجزء من المرحلة الأولى من الخطة. ولا تزال رفات 4 رهائن آخرين في غزة.

وفي المناطق الفلسطينية المجاورة من المدينة، أعادت حماس ترسيخ سيطرتها في الأسابيع الأخيرة، وقتلت منافسيها. وقد وفرت الشرطة لتوفير الأمن، وعمالًا مدنيين يحرسون أكشاك الطعام ويفتحون الطرق عبر الأنقاض باستخدام حفارات متهالكة، كما يظهر في مقطع فيديو لوكالة رويترز.

وقال وزير الخارجية الألماني، يوهان فاديفول، في مؤتمر المنامة: "نحن بحاجة ماسة لملء الفراغ الأمني داخل قطاع غزة"، وحث على الإسراع في ذلك، محذرًا من أن عودة حماس قد تؤدي إلى تجدد العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة.

وقال حازم قاسم، المتحدث باسم حماس في مدينة غزة، إن الحركة مستعدة لتسليم السلطة إلى كيان فلسطيني تكنوقراطي حتى تبدأ عملية إعادة الإعمار.

وأضاف: "جميع مناطق غزة تستحق إعادة الإعمار على قدم المساواة".

ووفقًا لمسؤولين أوروبيين ودبلوماسي غربي، فإن إحدى الأفكار المطروحة للنقاش هي ما إذا كان بإمكان حماس تسليم أسلحتها تحت إشراف دولي بدلًا من تسليمها لإسرائيل أو أي قوة أجنبية أخرى.

وترغب الدول الأوروبية والعربية في عودة السلطة الفلسطينية ومؤسساتها الأمنية، ومقرها الضفة الغربية، إلى غزة إلى جانب القوة متعددة الجنسيات لتتولى المسؤولية من حماس. الآلاف من ضباطها المدربين في مصر والأردن جاهزون للانتشار، لكن إسرائيل تعارض أي مشاركة للسلطة الفلسطينية.

إعادة الإعمار تحت الاحتلال "الإسرائيلي"

قال المسؤولون الأوروبيون الستة إنه في غياب تحول كبير في مواقف حماس أو إسرائيل، أو ضغط أمريكي على إسرائيل لقبول دور للسلطة الفلسطينية ومسار نحو إقامة دولة، فإنهم لا يرون خطة ترامب تتجاوز مرحلة وقف إطلاق النار.

وقالت وزيرة الخارجية البريطانية إيفيت كوبر في مؤتمر المنامة: "يجب ألا تبقى غزة عالقة في منطقة محرمة بين السلام والحرب".

وقال صلاح أبو عمرو، البالغ من العمر 62 عامًا، وهو من سكان مدينة غزة، إنه إذا لم يتم إحراز أي تقدم في نزع سلاح حماس وبدأت إعادة الإعمار عبر الخط الفاصل، فقد يفكر الناس في الانتقال إلى هناك. لكنه قال إن واقع غزة المقسمة يصعب تصوره.

وأضاف: "هل سنتمكن جميعًا من الانتقال إلى تلك المنطقة؟ أم أن إسرائيل ستفرض حق النقض على دخول بعضنا؟" وتساءل: "هل سيقومون أيضًا بتقسيم العائلات بين

أناس طيبين وأناس سيئين؟"

لا يزال من غير الواضح من سيموّل إعادة بناء أجزاء من غزة تحت الاحتلال الإسرائيلي، حيث تحجم دول الخليج عن التدخل دون مشاركة السلطة الفلسطينية ومسار نحو إقامة دولة، وهو ما ترفضه إسرائيل. تُقدر تكاليف إعادة الإعمار بنحو 70 مليار دولار.

أي تقسيم فعلي لأراضي غزة من شأنه أن يزيد من تقويض التطلعات الفلسطينية لإقامة دولة مستقلة تشمل الضفة الغربية، ويزيد من تفاقم الكارثة الإنسانية لشعب يفتقر إلى المأوى المناسب ويعتمد بشكل شبه كامل على المساعدات للبقاء على قيد الحياة.

قال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي: "لا يمكننا قبول تجزئة غزة. غزة وحدة واحدة، وغزة جزء من الأراضي الفلسطينية المحتلة".

كما رفضت وزيرة الخارجية الفلسطينية فارسين أغابيكيان شاهين التقسيم الإقليمي لغزة، وقالت إن السلطة الفلسطينية مستعدة لتحمل "المسؤولية الوطنية الكاملة".

وقالت في بيان ردًا على أسئلة رويترز: "لا يمكن أن يكون هناك إعادة إعمار حقيقية أو استقرار دائم دون سيادة فلسطينية كاملة على الإقليم".

----------------- 

العنوان الأصلي: Partition of Gaza a looming risk as Trump's plan falters

الكاتب: Alexander Cornwell

المصدر: رويترز

التاريخ: 11 تشرين الثاني / نوفمبر 2025

اخبار ذات صلة