/الصراع/ عرض الخبر

نيوزيلندا: تظاهرات في أوكلاند للتضامن مع فلسطين في ذكرى وعد بلفور

2025/11/02 الساعة 12:04 ص

وكالة القدس للأنباء - متابعة

نظّمت شبكة التضامن مع فلسطين في نيوزيلندا وقفة احتجاجية في ساحة بريتومارت بقلب أوكلاند، أكبر مدن البلاد وعاصمتها الاقتصادية، اليوم السبت، أعقبتها مسيرة بمشاركة المئات عبر شارع كوين الرئيسي في المدينة وصولاً إلى ساحة أوتيا (مسافة كيلومتر تقريباً)، وذلك إحياءً لذكرى وعد بلفور ولمطالبة الحكومة النيوزيلندية بمعاقبة إسرائيل، لا سيما بعد انتهاكها الصارخ لاتفاق وقف إطلاق النار الهش في غزة.

وركزت كلمات المتحدثين على المنصة، وفي مقدمتهم المحامية والنائبة عن حزب العمال فانوشي والترز، النائب العام في حكومة الظل النيوزيلندية، والنائب ريكاردو مينينديز عن حزب الخضر، والناشطان يوسف سمور ورنا حميدة، عضوا الحركة العالمية من أجل غزة وأسطول الصمود العالمي، على مأساة الشعب الفلسطيني المتفاقمة منذ عامين وما يتعرض له من إبادة جماعية، إضافة إلى موقف الحكومة النيوزيلندية المتخاذل إزاء معاقبة إسرائيل ونصرة الشعب الفلسطيني، وكذلك المذابح التي يتعرض لها الشعب السوداني على يد مليشيات قوات الدعم السريع المدعومة إماراتياً.

وفي مداخلتها على المنصة، ندّدت النائبة فانوشي والترز بالمذابح التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني في غزة على مدار أكثر من عامين على يد الاحتلال الإسرائيلي، وكذلك بموقف الحكومة النيوزيلندية "المخزي" بهذا الخصوص. وتابعت أن الشعب النيوزيلندي على موعد العام المقبل مع انتخابات ستسفر عن حكومة جديدة "غير متورطة في ما يحدث في غزة والأراضي المحتلة"، حكومة "تعترف بدولة فلسطين وتوقع عقوبات على إسرائيل التزاماً بقرارات محكمة العدل الدولية".

وأوضحت أن حزب العمال لا ينتظر العام المقبل من أجل التحرك، بل بدأ بالفعل، مشيرة إلى أنها تواصلت، بصفتها نائبَ عام الظل في حزب العمال والمتحدثة باسم الشؤون الخارجية، صباح اليوم، مع اثنين من المحامين في جنوب أفريقيا للوقوف على تطورات الدعوى التي رفعتها بلادهم ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية لانتهاكها اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها، لتأكيد "تضامننا معهم واستعدادنا العام المقبل للانضمام إلى هذه الدعوى". وأضافت أنها أجرت اتصالاً هاتفياً صباح اليوم أيضاً مع الممثل الدائم الأسبق لنيوزيلندا لدى الأمم المتحدة ومجلس الأمن لمناقشة المبادرات التشريعية لمعاقبة إسرائيل.

وشددت والترز، في حديث لـ"العربي الجديد"، على أن "وقف إطلاق النار الذي شهدناه على مدار الأسبوعين الماضيين ليس وقفاً لإطلاق النار في غزة، حيث تابعنا تواصل الاعتداءات وكسر العهود وسقوط الضحايا. أحداث مؤسفة مثل هذه ينبغي ألا تستمر ومن واجبنا أن نوقفها". وأوضحت أن "الحكومة النيوزيلندية الحالية ببساطة لا تبذل جهوداً كافية حيال ما يحدث في غزة. نحن بحاجة إلى حكومة تتخذ إجراءات ملموسة لمعاقبة إسرائيل والاعتراف بدولة فلسطين، نريد حكومة تحترم قرارات محكمة العدل الدولية، كما نحتاج حكومة تضمن عدم تورط نيوزيلندا في هذه الإبادة الجماعية".

من جهته، ندد النائب ريكاردو مينينديز بمطالبة الساسة ووسائل الإعلام الجماهير بأن تشكر الرئيس الأميركي دونالد ترامب على دوره في التوصل إلى ما يُدعى "اتفاق وقف إطلاق النار في غزة"، مشيراً إلى دوره في "الإبادة الجماعية للفلسطينيين". ولفت إلى جهود حزب الخضر في مناصرة القضية الفلسطينية، مشيراً إلى المذكرة التي اقترحتها النائبة كلوي سواربريك، الرئيسة المشاركة لحزب الخضر، لمعاقبة إسرائيل على جرائم الحرب والإبادة التي ارتكبتها في غزة، والتي ما زالت تحتاج إلى توقيع ستة من نواب أحزاب الائتلاف الحكومي لتمريرها.

وأوضح مينينديز، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن مشاركته في فعالية اليوم هدفها "تأكيد التزام حزب الخضر أن تكون لنيوزيلندا حكومة تناضل من أجل السلام والعدالة. وفي هذه الحالة، فإننا ندفع من أجل توقيع عقوبات على إسرائيل". وأضاف: "نندد أيضاً بتواطؤ الإمارات في الجرائم الوحشية التي ترتكبها قوات الدعم السريع في السودان بحق الشعب السوداني". وشدد على أن "حزب الخضر سوف يواصل التزامه حيال السلام والعدالة صوتاً مستقلاً، سواء كان مع الحزب الوطني (رأس الائتلاف اليميني الحاكم) أو حزب العمال".

من جهته، ذكر الأمين العام لشبكة التضامن مع فلسطين في نيوزيلندا نيل سكوت أن سبب تنظيم هذه المسيرة اليوم هو أن "الإبادة الجماعية ما زالت مستمرة في غزة؛ فعلى الرغم من اتفاق وقف إطلاق النار، ما زالت إسرائيل تواصل قتل الأطفال والنساء في عمليات تطهير عرقي امتدت لتشمل أيضاً الضفة الغربية من خلال اعتداءات المستوطنين الإسرائيليين".

وأضاف سكوت، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن "غاية إسرائيل كانت تهجير الفلسطينيين إلى مصر، وعندما لم يتحقق هذا الهدف، تحولت نحو الإبادة الجماعية أيضاً من خلال التجويع. ونحن هنا اليوم لمطالبة الحكومة النيوزيلندية بالتحرك بعد أن التزمت بالصمت حيال جرائم قتل الأطفال والقصف". وختم بقوله: "أنا شخصياً لا أستطيع أن أفهم كيف يمكن لأعضاء هذه الحكومة: لاكسون (رئيس الحكومة) وبيترز (وزير الخارجية) وكولينز (وزيرة الدفاع) أن يغضوا الطرف عما يحدث في غزة".

وأخيراً، ذكر عضو الحركة العالمية إلى غزة وأسطول الصمود العالمي الناشط النيوزيلندي الفلسطيني يوسف سمور، أن "مشاركتنا اليوم تأتي للتذكير بوعد بلفور الذي تسبب في نكبة فلسطين، كما تطرقنا في مداخلاتنا أيضاً إلى ما يحدث في السودان والكونغو". وأوضح سمور، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن "هذه الفعاليات التضامنية مع فلسطين، المستمرة منذ أكثر من عامين، تحظى بدعم السكان الأصليين (الماوري) وكذلك بدعم حزبي العمال والخضر. ونحن نبذل كل ما بوسعنا ونواصل الحديث عما يحدث في فلسطين". ولفت إلى أن "الأربع والعشرين ساعة الفائتة شهدت مقتل أكثر من 120 فلسطينياً و43 طفلاً، فعن أي اتفاق لوقف إطلاق النار نتحدث؟".

وشدد على "ضرورة تدخل نيوزيلندا من أجل وقف إطلاق النار وإنهاء هذه الإبادة الجماعية وفرض عقوبات على إسرائيل ومقاطعتها وعدم الاستثمار فيها، احتراماً لقرارات محكمة العدل الدولية والمحكمة الجنائية الدولية ومطالبات المنظمات الحقوقية، مثل العفو الدولية وأطباء بلا حدود وأنقذوا الأطفال، بوقف الإبادة الجماعية في غزة".

رابط مختصرhttps://alqudsnews.net/p/220833

اقرأ أيضا