/الصراع/ عرض الخبر

مطالبات للأميركيين بالضغط على نتنياهو: "إسرائيل" تسعى للتّفلّت من القيود

2025/10/29 الساعة 09:19 ص

وكالة القدس للأنباء - متابعة

زعم جيش العدو، مساء أمس، تعرّض قوة عسكرية تابعة له لإطلاق نار في مدينة رفح جنوب قطاع غزة، متّهماً حركة «حماس»، بالوقوف خلف العملية. وادّعت وسائل إعلام عبرية، أنّ «عناصر من حماس، أطلقوا النار باتجاه جنود الاحتلال في رفح»، ما أسفر عن «إصابة حرجة» لأحد الجنود، وفق ما تداولته منصّات غير رسمية. وفي أعقاب «الحادث» المفترض، أعلن مكتب رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، أنّ الأخير وجّه الجيش لتنفيذ "ضربات قوية في غزة على الفور".

وفي المقابل، أكّدت حركة «حماس»، في بيان رسمي، أنّ «لا علاقة لها بحادث إطلاق النار»، مشدّدة على «التزامها الكامل باتفاق وقف إطلاق النار». واعتبرت أنّ القصف الإسرائيلي، الذي طاول مناطق في قطاع غزة، بعد الحادثة يُعدّ «خرقاً فاضحاً للاتفاق الذي تمّ توقيعه برعاية الرئيس دونالد ترامب»، محمّلةً الاحتلال «مسؤولية التصعيد». كما دعت الوسطاء الدوليين إلى التدخّل الفوري "لوقف الاعتداءات المتكرّرة".

وأتت مزاعم إصابة الجندي "الإسرائيلي" في رفح، مباشرة بعد اجتماع أمني عقده نتنياهو، بمشاركة وزراء الأمن، يسرائيل كاتس، والمالية، بتسلئيل سموتريتش، والأمن القومي، إيتمار بن غفير، لمناقشة «سلوك حماس وانتهاكاتها». ورغم تسريب وسائل إعلام عبرية، أنّ الاجتماع «لم يُسفر عن قرارات فورية بانتظار التنسيق مع واشنطن»، أفادت أخرى بأنّ «نتنياهو، قرّر توسيع رقعة الاحتلال غرب الخط الأصفر». وكان الاجتماع قد عُقد أصلاً على خلفية اتّهام تل أبيب، لـ«حماس»، بخرق الاتفاق عبر إنكار علمها بموقع وجود جثث الأسرى الإسرائيليين، و«تقطير» الجثث وعدم تسليمها في أثناء وقت قصير.

وكان جيش العدو نشر مقطع فيديو، ادّعى فيه أنّ عناصر من «حماس»، قاموا بدفن جثّة لأسير "إسرائيلي"، في موقع في غزة، بعدما استخرجوها من نفق في موقع آخر، ثم دعوا «الصليب الأحمر» إلى المكان للبحث عن الجثة لاستخراجها وتسليمها.

وعلى وقع الادّعاءات "الإسرائيلية"، كشف مراسل موقع «أكسيوس»، باراك رافيد، أنّ «الولايات المتحدة، شكّكت في الرواية الإسرائيلية، التي قُدّمت إليها»، وتتعلّق بما زُعم أنه مقطع مصوّر يُظهر عناصر من «حماس»، يدفنون جثة جندي ثم يستخرجونها. وبحسب «أكسيوس»، فإنّ «الإدارة الأميركية، تفضّل الحفاظ على وقف إطلاق النار»، وتنسّق حالياً مع تل أبيب، لـ"تقييد الردّ الإسرائيلي، وعدم الانزلاق إلى تصعيد واسع".

لكن مسؤولين "إسرائيليين"، تحدّثوا للموقع نفسه، قالوا إنّ «تل أبيب، أبلغت الإدارة الأميركية، مسبقاً بقرار تنفيذ ضربات في غزة»، فيما أوردت «هيئة البث الإسرائيلية»، أنّ «القرار شمل توسيع المنطقة الخاضعة لسيطرة الاحتلال داخل القطاع». غير أنّ «القناة 13» العبرية، أفادت بأنّ «واشنطن، لم تمنح موافقتها النهائية على الخطوة»، ما يعكس تبايناً في الموقفين.

وفي السياق نفسه، أفادت محطة «سي إن إن»، بأنّ مسؤولاً أميركياً، أكّد تلقّي بلاده «إخطاراً إسرائيلياً بشأن الضربات»، بينما نقلت «وول ستريت جورنال»، عن مسؤول آخر، قوله إنّ الضربات ستكون «محدّدة الأهداف»، وإنّ "إسرائيل"، "لا تسعى حالياً لتقويض وقف إطلاق النار".

ونقلت صحيفة «يسرائيل هيوم» عن مصدر أميركي، قوله إنّ «أي ردّ إسرائيلي قاسٍ قد يؤدّي إلى اندلاع حرب جديدة»، مضيفاً أنّ واشنطن، «تعارض أي تغييرات جوهرية في الخط الأصفر وأي اجتياح برّي جديد». فيما أكّد نائب الرئيس الأميركي، جي دي فانس، أنّ "الاتفاق في غزة لا يزال صامداً رغم تبادل النيران الحاصل".

وفي أعقاب التصعيد "الإسرائيلي"، أطلق الوسطاء في القاهرة والدوحة، اتصالات مكثّفة مع الولايات المتحدة، وعدد من الدول الأوروبية، للضغط على نتنياهو، لخفض التصعيد ووقف الاعتداءات.

ووصفت مصادر مصرية مطّلعة، في حديث لـ«الأخبار»، قرار نتنياهو بـ«المفاجئ»، وأنه «يعيد الأمور إلى النقطة صفر دون مبرّر»، مع الإشارة إلى أنّ «الوصول إلى جثث الأسرى "الإسرائيليين"، يواجه صعوبات وتعقيدات بالغة». وكان المسؤولون المصريون، قد أبلغوا الأميركيين، على مدار اليومين الماضيين، "تفاصيل عمليات البحث المكثّف التي جرت بمشاركة الفرق المصرية".

وأكّدت القاهرة، أنّ «التعرّف إلى هوّيات الجثث أمر بالغ الصعوبة والتعقيد، وما يجري ليس له علاقة بمحاولات لتضييع الوقت، بل بالتعقيدات الميدانية». وفي غضون ذلك، تترقّب القاهرة، موقف الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، وسط تقديرات بأنّ «البيت الأبيض»، قد يفعّل ضغوطاً مباشرة على نتنياهو، لـ«ضبط الموقف والحفاظ على اتّفاق وقف إطلاق النار»، على حدّ وصف المصادر.

رابط مختصرhttps://alqudsnews.net/p/220732

اقرأ أيضا