انتهى عصر نتنياهو في رئاسة الليكود. السبت، أعلن ذلك وزير (الحرب) إسرائيل كاتس، الذي نشر بياناً مطولاً هاجم فيه وسائل الإعلام، والمحللين الأمنيين والضباط “السابقين” الذين أكثروا من نقد على الخصام المغطى إعلامياً، الذي قاده رئيس الأركان الفريق أيال زمير.
لقد كان الأسبوع الماضي دراماتيكياً لحزب الليكود. فالوزير “المقصى” جدعون ساعر، عاد إلى حضن الليكود واستقبل على بساط أحمر وحدده بعض من أعضاء المركز خليفة لنتنياهو.
وزير الدفاع إسرائيل كاتس، سياسي محنك كان في السنوات الأخيرة رجل جهاز الليكود والرجل القوي في مركز الحزب. فهم كاتس بسرعة ما يحصل له، وسارع إلى الخروج في هجوم. كان الهدف الأول رئيس الأركان وهيئة أركان الجيش. تجفيف رئيس الأركان خارج مكتب الوزير، وتوبيخ علني، وبلاغ عن عدم إقرار قائمة الضباط المرشحين للترفيع إلى مناصب قادة الفرق وقيادات هيئة الأركان من عقيد وعميد.
مع حلول نهاية الأسبوع، أشارت الاستطلاعات إلى تأييد شبه كامل لرئيس الأركان. فقبل لحظة من الاحتجاج العظيم ضد الحكومة التي فشلت في إدارة المفاوضات لإعادة المخطوفين – وهو فشل منسوب على المستوى الجماهيري لرئيس الوزراء ولمساعده القريب (السائح من أمريكا) رون ديرمر- فهم الوزير كاتس بأنه وقت ملاحقة نتنياهو وخوض معركة حظوة على النجاحات التي حققها الجيش، و”الشاباك” والموساد.
حسب كاتس، ليس للنجاحات سوى أب واحد، ليس نتنياهو ولا زامير، ولا جدعون ساعر. فمن إذن؟ د. الأمن لدولة إسرائيل، كاتس. هو الذي وجه التعليمات، وأمر، وقاد، وانتصر.
هكذا قال عن هجوم إيران في إطار حملة “الأسد الصاعد”: “أولاً وقبل كل شيء، حملة “الأسد الصاعد” تجاه إيران. بصفتي وزير الدفاع، شاركت مشاركة مركزية في بلورة الأهداف وقدرات الجيش قبيل الهجوم، وفي الدفع قدماً بقدرة “الاستعداد” لوصول طائرات سلاح الجو إلى طهران، وفي ضرب منشآت النووي ومصانع إنتاج الصواريخ، وفي حملة “عرس أحمر” لقطع رأس القيادة العسكرية العليا، وفي خطة “تورنادو” بضربات شديدة على أهداف النظام في طهران”.
أما بشأن اتخاذ القرارات إلى جانب رئيس الوزراء، فكتب كاتس وواصل تعداد إنجازاته، بصفته الاستراتيجي الأعلى لإسرائيل: “في زمن رئيس الأركان السابق، اتبعنا سياسة إنفاذ أقصى حيال حزب الله في لبنان. الجيش الإسرائيلي إياه ينفذ بدقة، وأنا أقر عند الحاجة، وبعد ذلك بادرت ودفعت قدماً لإقامة حزام أمني في خمس نقاط مشرفة في لبنان، وفهمت حاجتها من زياراتي إلى أراضي لبنان، رغم أنها لم تكن في الاتفاق الموقع على الإطلاق، فيما نجح الوزير ديرمر، بتنسيق معي ومع رئيس الوزراء، في المساعدة وإقرارها مع الأمريكيين”.
وهكذا، قال عن جبهة سوريا أيضاً: “وفقاً لتعليماتي، بلور الجيش الإسرائيلي خطة دخول إلى سوريا عرضتها على الكابنت بناء على طلب رئيس الوزراء، وكافحت اعتراضات كثيرة في سبيل إقرارها. وهكذا منذ ليل سقوط الأسد، دخل الجيش الإسرائيلي إلى سوريا وسيطر على قمة جبل الشيخ، ومنطقة الأمن فيه كانت منطقة فاصلة. وبناء على توجيهاتي، بنيت استحكامات ثابتة ووضع أساس لتواجد دائم في المنطقة. وبالتوازي، أحبطت كل قدرات الجيش السوري الاستراتيجية في هجمة شاملة. منذئذ، يتبع الجيش الإسرائيلي سياسة واضحة وقوية للدفاع عن الحدود وعن بلدات الجولان والدفاع عن الدروز في سوريا وإبقاء جنوب سوريا منطقة مجردة من السلاح"..
يواصل كاتس أخذ المزيد من الحظوات: “بعد عدة زيارات في “يهودا والسامرة”، وجهت تعليماتي للجيش بتغيير نهج ومكان طريقة “قص العشب” في الدخول والخروج من مخيمات اللاجئين في شمال “السامرة” التي أصبحت معقلاً إيرانياً ومركزاً لتنفيذ العمليات في كل مجال – احتلال مخيمات اللاجئين في ظل إخلاء السكان، والبقاء في المخيمات بشكل دائم، وهو ما غير الواقع الأمني تماماً في “يهودا والسامرة”. المخيمات فارغة من السكان ومن الإرهاب، والجيش والشاباك يلاحقون منفذي الإرهاب بلا انقطاع. نتيجة لذلك، طرأ انخفاض قرابة 80 في المئة في عمليات الإرهاب في يهودا والسامرة”.
"هذه هي السياسة التي وجهت الجيش لتنفيذها وأقرها بين الحين والآخر. بالتوازي، أعمل على إقامة بلدات جديدة وتعزيز الاستيطان”، كتب الوزير كاتس أمس.
قضى الوزير كاتس بأنه يقود السياسة في غزة: “في غزة أيضاً، بلورت مع الجيش مبادئ حملة “بأس وسيف” و”عربات جدعون”، واتبعت نهجاً مختلفاً عن الماضي، سواء في مدى الدفاع القوي لقوة المناورة قبل وفي إطار دخوله أم في تدمير البنى التحتية للإرهاب من فوق لأرض وتحتها بحجوم غير مسبوقة. بخلاف الماضي، بقي الجيش في المناطق التي طهرت، ويستولي على 75 في المئة من الأراضي – ما يمنع عودة المخربين".
"نحن الآن في مرحلة المداولات لبلورة خطة لحسم حماس في غزة وإعادة المخطوفين، وسيكون في نهايتها خطة مبلورة وقوية لتنفيذ المهمة بكل جوانبها”، قضى الوزير كاتس في البيان.
إسرائيل كاتس هو بالفعل وزير مسيطر، نشط، لكنه لا ينجح في الدخول إلى صورة “الأمني”، كأمني تلبس الخوذة رأسه، يشعر براحة في سترة وحدة حراسة الشخصيات في الشاباك 730.
لقد حاول أمس سرقة الحظوة ولقب “سيد أمن” من نتنياهو. فقد جعل نتنياهو أمس كعامل ثانوي في تصميم مفهوم الأمن لإسرائيل في الأشهر الأخيرة. سار إلى الأمام انطلاقاً من فهم بأن عصر نتنياهو في الليكود انتهى. السؤال المركزي الآن ليس سياسياً بل أمني – إذا أعلن الوزير بأنه هو من يقود سياسة القتال في غزة، فنحن الآن في مرحلة مداولات لبلورة خطة حسم حماس في غزة وإعادة المخطوفين، وستكون في نهايتها خطة مبلورة وقوية لتنفيذ المهمة بكل جوانبها.
"كوزير دفاع مسؤول عن الجيش، مهمتي أن أقود جهاز الأمن والجيش في بناء القوة واستخدام القوة تجاه الأهداف التي نقف أمامها.
هكذا فعلت، وهكذا سأواصل الفعل في المستقبل”، قال كاتس.
السؤال هو: كم ستؤثر الخطوات في مركز الليكود بشكل مباشر على الروح وعلى أفعال هيئة الأركان في الجيش الإسرائيلي؟ من قال إنهم لا يحاولون جعل الجيش الإسرائيلي فرعاً لمركز الليكود؟
------------------
المصدر: معاريف
التاريخ: 17/8/2025