تظاهر نشطاء أميركيون مساء أمس السبت أمام مجمع سكني في ولاية فيرجينيا يضم منزل القس الداعم لإسرائيل جون مور مدير "مؤسسة غزة الإنسانية" المدعومة من إسرائيل والولايات المتحدة، وهي المنظمة التي تلاحقها اتهامات بأنها أنشئت من قبل مؤيدين لإسرائيل وبالتعاون مع الحكومة الإسرائيلية بغرض التحكم في كمية الطعام لسكان غزة ولإبعاد المنظمات الدولية والأممية المتخصصة في تقديم المساعدات الإنسانية.
ومنذ بدء أعمالها تحولت مراكز "مؤسسة غزة الإنسانية" إلى مصايد للموت حيث سجلت وزارة الصحة في قطاع غزة منذ بداية نظام التوزيع الجديد للمساعدات في 27 مايو/ أيار الماضي، نحو 1300 شهيد، وما يزيد عن 8 آلاف جريح بفعل إطلاق النار أثناء انتظار المساعدات الإنسانية قرب مراكز توزيع المساعدات الأميركية، وعلى طول طرق قوافل الإغاثة.
وسرد المتظاهرون، طريقة إنشاء المؤسسة وكيف اختارت إسرائيل جون مور المقرب من الرئيس الأميركي دونالد ترامب لرئاستها بعد استقالة مديرها السابق، جيك وود، ودور مور المشبوه، ودفاعه عن جرائم إسرائيل، وكتبوا على الأرض: "جوني مور مجرم حرب". وقرأ بعض الحضور شهادة أصدقاء لهم في غزة تعرّض بعض ذويهم للاعتداء أو القنص أو القتل، وأشارت إحدى المشاركات إلى أن صديقاً لها وزوجته توجها للحصول على المساعدات وتركا طفلهما في المنزل وعندما عادا وجدا أنه تم قصفه من قبل الجيش الإسرائيلي، وأثناء نقل الطفل لإسعافه قنص السائق وأحد أفراد الأسرة.
وطالب المتظاهرون بحلّ "مؤسسة غزة الإنسانية"، معتبرين أن إنهاء الحصار المفروض على قطاع غزة يبدأ بتفكيكها، ورددوا شعارات "جوني مور مشارك في الإبادة الجماعية"، وأشاروا إلى الدور الذي تلعبه هذه المؤسسة ومور في الترويج الكاذب للدعاية الإسرائيلية عن دخول الطعام وتحويل مراكز توزيع الطعام التابعة لها إلى مصيدة لقتل الفلسطينيين العزل.
وقال أحد المشاركين في الاحتجاج لـ"العربي الجديد"، وفضل الإشارة إليه باسمه الشخصي يوسف فقط: "نحن هنا أمام منزل جون مور أحد المشاركين والمسؤولين عن الإبادة الجماعية التي تتم في غزة لنقول إن الإبادة الجماعية غير مقبولة وسنواصل الحراك ضدها وضد من يشاركون فيها"، مضيفاً أن "المؤسسة التي يطلق عليها غزة الإنسانية ويتولى جوني إدارتها هي مكان لقتل الأبرياء والفلسطينيين الذين يتوافدون للحصول على الطعام". وشدد على ضرورة رفض مثل هذه الجرائم.
ويوصف مور بأنه صديق إنجيلي لدولة إسرائيل، ويشغل عضوية مجلس إدارة في "الزمالة الدولية للمسيحيين واليهود" التي أُسست عام 1983، والتي تساعد على هجرة اليهود إلى إسرائيل، إذ تقول عن نفسها بحسب موقعها الإلكتروني: "نحن نساعد في تحقيق النبوءة التوراتية من خلال إعادة الشعب اليهودي إلى وطنه من خلال الهجرة إلى إسرائيل، وتزويدهم بالمساعدة في إعادة التوطين عند وصولهم، والمعدات التي يحتاجونها". كما تدعو هذه المنظمة إلى التبرع لليهود في ظل "الظروف التي لا تطاق في إسرائيل لليهود وحول العالم"، وتصف نفسها بأنها "منظمة رائدة غير ربحية تبني جسوراً (للتواصل) بين المسيحيين واليهود".
ويبلغ القس جون مور من العمر 42 عاماً، وصفته مؤسسة غزة الإنسانية بأنه "مناصر دولي مرموق للحرية الدينية والكرامة الإنسانية والسلام"، وأنه سبق أن عينه ترامب مرّتين مفوضاً في اللجنة الأميركية للحرية الدينية الدولية، وزعمت أنه يتمتع بخبرة عقود في العمل لدعم القضايا الإنسانية. وعلى منصات التواصل، يعمد في منشوراته إلى الترديد بأن "معاداة الصهيونية هي معاداة السامية".
وفي فبراير/ شباط الماضي، أشاد بخطة ترامب لتهجير الفلسطينيين من غزة، وكتب على منصة إكس: "الرئيس ترامب يوقف الحروب ويصنع السلام، وهو يرى الحرب من خلال تكلفتها البشرية ولا يلتزم بالطرق التقليدية"، وتابع: "الولايات المتحدة ستتحمل المسؤولية الكاملة عن مستقبل غزة بما يمنح الأمل والمستقبل للجميع".