دعا الكاتب والشاعر المصري فاروق جويدة في مقاله الدوري بصحيفة "الأهرام" إلى اتخاذ مواقف جادة وحاسمة ضد إسرائيل والاستفاقة من "غيبوبة السلام وأكاذيب التطبيع".
وتحدث جويدة في مقاله عن مخطط تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة، دون رادع قوي من القوى الدولية؛ قائلا إن إسرائيل تجاوزت حدود التصريحات وأصبحت تمارس الإرهاب بكل أشكاله ولا أحد يردعها.
وأشار إلى البوح برؤية "إسرائيل الكبرى" وسط صمت أمريكي يزيد الموقف غموضا، فضلا عن قرار احتلال غزة الذي سيكون "أول أبواب التهجير"، متسائلا حول رد الفعل العربي والدولي، وجدوى الاعتراف بالدولة الفلسطينية وسط "إصرار أطراف على إكمال المؤامرة".
وقال جويدة في مقاله: "مازالت الأحاديث تدور على لسان مسئولين كبار في أمريكا وإسرائيل حول قضية التهجير، ووصل الأمر إلى أن يؤكد نتنياهو مشروعه «إسرائيل الكبرى» التي قد تمتد حدودها إلى دول أخرى. والغريب أن الصمت الأمريكي يزيد الموقف غموضًا، وأن احتلال غزة قرار غير مرفوض من الجانب الأمريكي، وهذا يعني أن الاحتلال سيكون أول أبواب التهجير".
وواصل: "والسؤال هنا: إذا كانت إسرائيل جادة في احتلال غزة وتهجير أهلها إلى دول أخرى، فأين الأمم المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي؟ وماذا عن إعلان قيام الدولة الفلسطينية في مؤتمر باريس القادم الذى تشارك فيه الدول العربية؟ إن السؤال الأخطر يدور حول موقف الدول العربية إذا احتلت إسرائيل غزة وأخرجت شعبها، وما هو رد الفعل العربي، وما هو الموقف إذا تجاوزت إسرائيل واعتدت على أرض عربية أخرى؟ إن الغموض الذى يحيط بالصراع القائم حاليًا، خاصة موقف أمريكا وبعض الدول العربية، يزيد الأمور تعقيدًا في ظل غياب كامل لبعض الأطراف، وإصرار من أطراف أخرى على إكمال المؤامرة".
وتابع: "لا أعتقد أن تصريحات المسؤولين في أمريكا وإسرائيل حول احتلال غزة أو تهجير أهلها أو التوسع في دول أخرى، كلها إلا مناطق خطيرة، تتطلب مواقف جادة وحاسمة أمام أزمة تاريخية".
لم تكن إسرائيل تتحدث بهذه الفجاجة في يوم من الأيام، بل إنها تجاوزت حدود التصريحات وأصبحت تمارس الإرهاب بكل أشكاله ولا أحد يردعها. إسرائيل لا تخفى نواياها وأطماعها التوسعية في الأرض العربية، وعلى العالم العربي أن يفيق من غيبوبة السلام وأكاذيب التطبيع، لأن المأساة أكبر.
إن إسرائيل لا تتردد في استعراض قوتها، وأنها قادرة على إنشاء حلم إسرائيل الكبرى على حساب الأرض العربية.
*المصدر: صحيفة الأهرام المصرية