/تقارير وتحقيقات/ عرض الخبر

تقرير المنظمات الدولية تدق ناقوس الخطر... وشهداء الجوع ينتشرون على أرصفة غزة

2025/07/29 الساعة 11:22 م

وكالة القدس للأنباء - خاص

الإحصائيات الدولية أكدت أن غزة باتت أمام كارثة إنسانية غير مسبوقة بسبب المجاعة، وإذا لم يتدارك المجتمع الدولي هذا الوضع المأساوي، بإدخال المساعدات والأدوية بكميات تتناسل وظروع غزة، وفتح المعابر، ووقف الحرب، فإننا سنكون أمام أرقام ضحايا مخيفة.

منظمة الأغذية العالمية التي دقت ناقوس الخطر، أكدت من جهتها أن 122 شهيداً سقطوا حتى الآن جراء انعدام الغذاء، بينهم 83 طفلاً، وهناك أفراد وعائلات أمضت أياماً صعبة بدون طعام.

 التجويع هو أقسى أنواع الحروب، حين يتحول رغيف الخبز إلى حلم.. هنا لا يُقاس الجوع بالسعرات الحرارية، بل يُقاس بالخذلان، وبالندبة التي يتركها في وجدان كل أمّ وأب لا يملكان سوى دموعهما.. أهالي وأطفال غزة يموتون من الجوع على مرأى ومسمع من العالم، يتساقطون على الأرصفة، وفي الطرقات، ومن بقي منهم على قيد الحياة، أصبح يعاني من مضاعفات خطيرة. فالإغلاق الكامل والحصار الذي يفرضه العدو الصهيوني حال دون وصول المساعدات إليهم، ناهيك عن أن القصف ما زال مستمراً حتى اللحظة فوق رؤوسهم.

أزمة ضمير

وفي هذا السياق، تحدث الأهالي عن ظروفهم القاسية وهم يعانون من الجوع، فقال شحدة ضرغام، إن "الجوع ليس قَدَرًا بيولوجيًا، بل سؤال أخلاقي، وحين يصبح الجوع مشهدًا مألوفًا، فإننا لا نعيش أزمة غذاء، بل أزمة ضمير، وحين نعتاد الطوابير أمام تكيات الطعام، وننظر بلا اكتراث إلى يدٍ ممدودة، نكون قد بدأنا نفقد إنسانيتنا شيئًا فشيئًا".

أنقذوا غزة..

أما نعمة حسن فأكدت أنه "إذا استمر الوضع للغد على نفس الأسعار والجوع .. الناس حتقتل بعضها بالشوارع، فأنقذوا غزة قبل فوات الأوان".

بدورها أشارت، ولاء عطوان، إلى أنه  "في غزة لا يفرق الجوع بين صغير وكبير، الوجوه شاحبة والصداع يخنق العقول، والدوخة تزلزل الأجساد، بات القولون صديقاً للجميع، أثقل بالحبوب التي كانت يوماً وجبة الفقراء، واليوم تعد أمنية بعيدة المنال، يصارع الأطفال ألم الفراغ في بطونهم، ويهتف الكبار بحسرة لا يسمعها إلا القلب، قال ابن أختي بالأمس مت من الزوع (الجوع) ولم تكن تلك مبالغة بل صرخة حقيقية وسط عالم أدار ظهره..  لا يوجد طعام في السوق لا يوجد شيء .. حسبي الله ونعم الوكيل".

لا شيء متاح..

من جانبه وصف، ياسر أبو أسامة، ما يحدث، قائلاً: "تمر الدقائق على أهل غزة  كأنها سنوات، ليس فقط بسبب نزيف الدم، بل بسبب العجز عن توفير أدنى مقومات الحياة، جالون مياه، حفنة طحين، بعض "الحفاضات للأطفال، بعض الأدوية للمرضى.. وهذا يجعلهم في حالة بؤس لا تتوقف لحظة، هم غير قادرين على الخروج من هذه الحالة التي انزلقوا نحوها، لأنها باتت تشكل كل أركان حياتهم، لا شيء متوفر، لا شيء متاح، كل شيء مفقود، والجميع ينظر في الجميع بلا أي حيلة، ضف إلى ذلك أنهم ملقون في الطرقات على الأرصفة، اجتمع فيهم شعور الفقر والخوف والعجز والقهر والظلم".

أما أم بكر أبو شعبان، فقالت: "جاع الكرام أعزاء النفوس، جاع أهل العزة فيكي ياغزة، ماتت كل أساليب الحياة، الكبار والصغار عاشوا حياة الكابوس الذين يتمنون أن يخرجوا منه بقدرة الله تعالى، لكم الله يا شيوخ بكت، ومرضى ماتت، وأطفال حرقت، وعلم توقف وأمهات فقدت الضنى والعائل، لا كلام يكتب ولا إحساس إلا إحساس من وجد بغزة بيوت بتعب السنين ذهبت في ثواني، يارب عوضاً جنات النعيم لمن ارتقوا وفرجاً قريباً لمن عاشوا".

نموت من الجوع قبل القصف!

ووصف محمد الخطيب، وضعه قائلاً: "إحنا أهل غزة بنعيش أيام ما بتنحمل، مش بس قصف وخراب… إحنا بنواجه المجاعة بعيونا وعيون ولادنا، في كتير بيوت فاضية من الأكل، وفي ناس بتنام على صوت بكا أولادها من الجوع، وبتصحى تدور على لقمة وما تلاقي،

الخبز صار أمل، والمَيّ صارت كنز، والناس بتموت من الجوع قبل ما تموت من القصف، موضحاً أن "الأم بتجوع وبتضحك لولادها، بتحاول تخبّي الألم… بس الجوع مش سهل، الجوع قاتل، إحكي عنّا، احكي عن وجعنا، عن بطون فاضية وقلوب موجوعة، إحكي أنو غزة عم بتموت جوع، والعالم ساكت".

وأكد محمد ماهر نوفل أنه "لم نأكل منذ أيام، كان لدي بعض الحفاضات الخاصة بابنتي الرضيعة، اضطررت لبيعها لأشتري الطحين بأسعار خارقة للعادة 50$ كيلو الطحين، ثم عدت للمنزل وأصبح لدينا طحين يكفينا ليوم واحد، ولكن فقط خبز لا شيئ معه، تناولنا الخبز فقط!".

ما زال النصر حليفنا!

وبين بلال الأشقر، أنه "هنا في غزة، الجوع ما عاد شعورًا مؤقتًا، بل صار رفيق يومنا وهمّ ليلنا، الخبز صار أمنية، والطعام حُلم أطفالنا وهم يحدّقون في الرفوف الفارغة والقدور التي لا تغلي، في غزة، لا نتحدث عن الجوع فقط، بل نعيشه في كل نفس، في كل زفير يخرج من أمّ لا تملك ما تطعم به أبناءها، ورغم الألم، ما زالت الكرامة تعيش في قلوبنا، وما زال الصبر حليفنا، واليقين بأن الفرج قريب، بإذن الله".

نحلم برغيف خبز..

بدوره، أوضح أحمد الأزعر، أنه "من بداية الحرب وإحنا عايشين في جوع ما بعده جوع، أنا وأولادي، وأولاد كثير غيري، بنمشي يومنا بستر الله وبقلب موجوع،

الغلاء صار وحش يأكلنا، وناس كثير ما معها ثمن وجبة، ولا لقمة تسد رمق أطفالها، كيلو الطحين صار بـ 100 شيكل! مين يقدر يشتري؟ صرنا نحلم برغيف خبز، وصحن عدس… والعدس اللي كان أكلة الفقراء، اليوم صار الكيلو بـ 50 شيكل!".

وأضاف الأزعر: "تخيلوا اليوم سألت طفل صغير بيبيع فاصوليا: "بكم كيلو الفاصوليا؟"، قالي: “بالحرف 50 شيكل”.

استغربت وسألته: “ليش غالية هيك؟”

رد عليّ بكلمة كسرتني: "ليش سعر كيلو الطحين 100 شيكل؟" أطفالنا صاروا يفهموا الجوع، ويتعاملوا مع الغلاء كأنه شيء عادي، وتجار البلد لا قلب ولا دين ولا رحمة… يستغلوا الحرب، ويبيعوا أرواحنا بأضعاف مضاعفة، وأسعار المواصلات نار، الخضار فوق طاقة البشر،

وإحنا بنحكي مش عشان نشتكي،

لكن عشان اللي عنده ضمير يتحرك،

واللي عنده إنسانية يصحى".

ويين وئام برهوم، "لقد خذلنا العالم تركونا ننتظر الموت في كل دقيقة ولازلنا، من عاش منا قد مات خوفاً وقهراً ونزوحاً وجوعاً، لانسمع من أطفالنا إلا كلمتان: أنا خائف! أنا جائع! ولا حيلة لنا إلا الصمت، فلا شيئ بيدك كله مفقود، الأمان والحماية والطعام والمأوى، وأسواقاً فارغة من كل شيئ حتى لو امتلكت المال".

لا يوجد أي طعام!

من جانبها، أشارت مريم الأسطل، "نحن الآن بمجاعة حقيقية لا خبز، ولا شيء آخر..، وصلنا مرحلة طحين ما فيش!ممكن تحكيلي العرب وين! طيب المُسلمين!! حالتنا الصحية بتتدهور وهم للأسف نايمين، تتخيلي معي فترة طويلة ما تأكلي! ما أتوقع حد بيتحمل اللي بنتحمله إحنا، وكل كلام الدنيا ما بيوصف معاناتنا.. نحن خصماءكم يوم القيامة، صدقوني ما رح نغفر ولا نسامح.."

الجوع 2
الجوع 3
 

رابط مختصرhttps://alqudsnews.net/p/218111

اقرأ أيضا