/الصراع/ عرض الخبر

ترويج "إسرائيلي" لـ"الفزعة الهاشمية": الملك "يكسر" المجاعة افتراضياً

2025/07/24 الساعة 10:29 ص
طحين "الفزعة" الأردنية للدعاية والإعلام ولراحة "إسرائيل"
طحين "الفزعة" الأردنية للدعاية والإعلام ولراحة "إسرائيل"

وكالة القدس للأنباء - متابعة

لم يخجل المؤثّرون ومشاهير مواقع التواصل الاجتماعي من ركوب موجة المجاعة في قطاع غزة. ففي الوقت الذي أعلنت فيه وزارة الصحة في القطاع عن ارتفاع عدد الشهداء نتيجة الجوع وسوء التغذية إلى 110 شهداء، معظمهم من الأطفال وكبار السنّ، أقام الإعلام الأردني خلال اليومين الماضيين حفلة سمجة، ادّعى فيها أنّ ملك البلاد، عبدالله الثاني، وجّه بضرورة كسر الحصار عن غزة عبر تنفيذ أكبر عملية إنزال جوي على طول ساحل القطاع من شماله إلى جنوبه.

وفيما شارك الإعلام الإسرائيلي في الترويج «للفزعة الهاشمية المنتظرة»، بدأت قنوات الإعلام الرسمي الأردني ومعها جوقة من المؤثّرين في وسائل التواصل الاجتماعي، بالحديث عن قرب انتهاء المجاعة بسبب التدخّل الحاسم والفيصلي لـ«جلالة الملك». لكنّ الساعات مضت، ومرّ نهار أمس عاديّاً، من دون أي مفاجآت تُذكر. القصف استمرّ، والشهداء من منتظري المساعدات ظلّوا يتساقطون على أبواب مصائد الموت الأميركية. وكذلك عمليات النسف.

لا شيء تغيّر، ولم يلحظ الغزّيون أنّ طائرة عربية شقّت السماء. ولم تصل لأحد من الجوعى رسالة تطلب منه التوجّه إلى أحد مخازن توزيع المساعدات لاستلام طرد غذائي.

فقط دخلت، كما العادة، الأعداد المسموح بها من شاحنات المساعدات إلى منطقة خان يونس جنوب القطاع، وهي عبارة عن 36 شاحنة فقط تابعة لـ«برنامج الغذاء العالمي» سُمح لها بالوصول إلى مناطق حمراء، ولكن على الطريقة العشوائية الإسرائيلية، إذ تدافع الآلاف من المواطنين إلى شاحنات التوزيع، ولكنّ المغامرين وعصابات السرقة والتجارة المنظّمة كانوا الأوفر حظّاً، ثم استطاع بضع مئات من المواطنين الظفر بكيس من الطحين.

وبالتوازي مع ذلك، كان احتفاء كبير بين مؤثّري البلاط الملكي بنجاح الملك في كسر المجاعة الغزاوية. وفي ما يشبه أن يروي أحد الكسالي قصة نبي الله يوسف بعبارة «ضاع ولقوه»، قدّم هؤلاء المؤثّرون مجاعة الغزيين المعقّدة والمركّبة بتلك البساطة. نحو مليونَي إنسان لم يسمح لهم جيش الاحتلال منذ 120 يوماً بالحصول على الطعام بشكل منتظم، وأكثر من 80% منهم لم يدخل الخبز بطونهم منذ 10 أيام، وهم بحاجة لضخّ نحو 1000 شاحنة يومياً على مدار شهر كامل وبشكل منتظم وغير عشوائي، كي يتجاوزوا الجوع وسوء التغذية، لكنّ حكايتهم المزعجة انتهت بـ 36 شاحنة من الطحين، وهي، وفق المصادر، النزر اليسير من آلاف الأطنان من الطحين المحتجزة خارج الحدود.

المؤذي في الحكاية ليس فقط عدم جدوى هذه الطريقة في إدخال المساعدات بإحداث فارق في الواقع الصعب، إنما في تكفّل النشطاء والإعلام الرسمي الأردني في تخفيف عبء الضغط الإعلامي والسياسي على الاحتلال، واستخدام هذا النوع المشين من التضليل في إغلاق ملف مفتوح يتسبّب بشكل يومي باستشهاد العشرات من الجوعى، إمّا قتلاً في انتظار الحصول على الرمق على طريق الشاحنات أو مصائد الموت الأميركية، أو جوعاً نتيجة أعراض سوء التغذية.

وشارك في حملة التعمية تلك، غزّيون بشكل غير مقصود، التقاهم منتجون إعلاميون طلبوا منهم توجيه الشكر لجلالة الملك المعظّم، كما شارك صنّاع محتوى فلسطينيون على مواقع التواصل الاجتماعي يمتلكون مصالح مثل امتيازات العمل والإقامة في الأردن، من مثل الشيف «أبو جوليا» والفنان الشعبي عماد الفراجين، والذين لديهم الملايين من المتابعين. ووسط تلك الحفلة، أكّدت «منظمة العفو الدولية» أنّ إسرائيل تواصل استخدام التجويع كأسلوب حرب وأداة لارتكاب إبادة جماعية ضد الفلسطينيين، وأنّ معاناة الجوعى في غزة تتفاقم بفعل نظام توزيع المساعدات الإسرائيلي المستخدم كسلاح حرب مدمّر.

وأكّد وزير الخارجية الآيرلندي، سيمون هاريس، في تصريح له أنّ «الأطفال في غزة يتضوّرون جوعاً أمام أعيننا». كما قالت «منظمة الصحة العالمية» إنّ «هناك ارتفاعاً قاتلاً في سوء التغذية في قطاع غزة»، مضيفة في بيان إنّ «أعداداً كبيرة من الأطفال دون سنّ الخامسة يعانون من سوء التغذية و20% من الحوامل والمرضعات تم تشخيصهن بسوء تغذية قاتل». أمّا الطبيبة الأميركية نور شرف التي تطوّعت للعمل في مستشفى «الشفاء» في مدينة غزة، فأكّدت أنّ «الوضع بشأن مستوى الجوع في غزة مروع ولا يشبه أي وضع شاهدته في حياتي. نرى أناساً لم يتناولوا أي طعام لعدّة أيام يتساقطون من الجوع، كما أنّ الأطباء لا يحصلون على الطعام، لكنهم يقومون بعملهم».

رابط مختصرhttps://alqudsnews.net/p/217944

اقرأ أيضا