وكالة القدس للأنباء - متابعة
أعلنت إسرائيل تقديم خرائط إعادة انتشار محدّثة في مفاوضات الدوحة، تشمل «انسحاباً واسعاً من محور موراغ» في مدينة رفح جنوبي القطاع. إلا أنّ هذه الخرائط لا تستجيب لمطالب حركة «حماس» بالعودة إلى خطوط الثاني من آذار الماضي، كما أنها تمثّل استمراراً للمراوغة في المفاوضات، والهادفة إلى تغطية حرب الإبادة والتجويع المستمرة على القطاع.
وقالت «هيئة البث الإسرائيلية» إنّ «الخرائط التي قدّمتها إسرائيل للوسطاء تُظهر انسحاباً واسعاً للجيش من محور موراغ»، مشيرة إلى أنّ «الدينامية في محادثات الدوحة إيجابية ولكن لا تزال هناك حاجة إلى تقليص الفجوات بين الأطراف». ولكنّ الحديث عن الانسحاب من «موراغ»، يحصل بعد استحداث الاحتلال محوراً جديداً يحمل اسم «ماغين عوز»، أي «درع الشجاعة»، في خانيونس، لإقامة ما يُسمّى «المدينة الإنسانية» التي سيتمّ حشر مئات آلاف الفلسطينيين فيها، وفق ما يخطّط له العدو، تمهيداً لتهجيرهم إلى خارج القطاع.
كما جاء الحديث عن العرض الإسرائيلي الجديد، بعد اجتماع عقده رئيس الوزراء القطري، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، مع الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، مساء أمس (الأول)، على عشاء في البيت الأبيض، حيث تناول البحث مفاوضات الدوحة حول وقف إطلاق النار في غزة.
وعلى خلفية العرض الجديد، هاجم وزير الأمن القومي الإسرائيلي، إيتمار بن غفير، بعنف رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو. وقال في تصريح له إنّ «موافقة نتنياهو، كما يبدو، على الانسحاب من محور موراغ في إطار مفاوضات الاستسلام لحماس، أمر خطير، وتشكّل استسلاماً إضافياً»، مضيفاً: «نتنياهو، أَوقفِ المفاوضات مع الإرهابيين وأعطِ التوجيهات الضرورية لتحقيق أهداف الحرب، بالاحتلال الكامل لقطاع غزة، وتشجيع الهجرة والاستيطان".
في المقابل، وفي ما يشكّل ضغطاً معاكساً على نتنياهو، اعترف جيش الاحتلال بأنه «يدفع أثماناً لتنفيذ الخطط المرسومة في قطاع غزة»، وقال الناطق باسمه، إيفي ديفرين، إنّ الجيش مستعدّ «لإظهار مرونة أكبر والانتشار في حدود جديدة من أجل المفاوضات». وجاء ذلك في وقت بدأ فيه وزير الحرب، يسرائيل كاتس، زيارة إلى واشنطن لعقد اجتماع مع نظيره الأميركي، بيت هيغسيث، يُتوقّع أن يطلب عبره «دعماً عسكرياً عاجلاً، وإبقاء بطاريات الصواريخ (الأميركية) في إسرائيل".
ميدانياً، اعترف جيش العدو بإصابة 5 من جنوده، اثنان منهم بحالة خطرة، في معارك صباح أمس، في قطاع غزة. كما تحدّثت الجبهة الداخلية الإسرائيلية عن اعتراض صاروخين أُطلقا من شمال غزة باتجاه مناطق الغلاف. وذكرت أنّ صفارات الإنذار دوّت في مستوطني سديروت ونير عام في غلاف غزة إثر إطلاق الصاروخين. وتبنّت «سرايا القدس»، الهجوم، وقالت إنها قصفت بالصواريخ مستوطنات سديروت ومفلاسيم ونيرعوز، في حين بثّت «كتائب القسام»، تسجيلاً مصوّراً موجّهاً إلى الجنود الإسرائيليين في غزة تطالبهم فيه بالاستسلام للأسر بدلاً من التعرّض إلى القتل.
وعلى خط موازٍ، واصل جيش الاحتلال ارتكاب المجازر ضد النازحين والجوعى في أنحاء القطاع كافة، وهو ما أدّى إلى سقوط عشرات الشهداء والمصابين. وتحدّثت مصادر مستشفيات غزة عن استشهاد 46 فلسطينياً في غارات إسرائيلية، أمس، بينهم 30 في مدينة غزة والشمال.
ومن بين الشهداء، ثلاثة سقطوا في ضربة إسرائيلية استهدفت كنيسة «العائلة المقدسة» في مدينة غزة، وأثارت موجة احتجاج عالمي؛ إذ أعرب البابا لاوون الرابع عشر عن «حزنه العميق» حيال الهجوم، داعياً إلى «وقف فوري لإطلاق النار». كما نشر الناطق باسم جيش العدو، أفيخاي أدرعي، أوامر إخلاء للسكان في جباليا في اتجاه مواصي خانيونس، مطالباً إياهم بمغادرة المنطقة فوراً.
وإزاء المرواغة في المفاوضات، ومواصلة حرب الإبادة والتجويع في ظلّها، طالبت «حماس» بتحرّك عربي وإسلامي وأممي لكسر حلقة الإبادة، قائلة في بيان إنّ «حكومة الاحتلال توظّف الجوع والحرمان من المواد الأساسية للحياة في قطاع غزة كإحدى أدوات الإبادة المتواصلة».