قائمة الموقع

خاص أطفال غزة المرضى.. رهينة الموت بسبب نقص الدواء وعدم نقلهم للعلاج في الخارج

2025-07-16T14:19:00+03:00
وكالة القدس للأنباء

يعيش أطفال غزة المرضى، والمصابون جراء القصف الصهيوني الغادر، في ظروف قاسية جداً، حيث يفتقرون إلى أبسط مقومات العلاج والرعاية، في ظل نقص المستلزمات الطبية والأدوية الأساسية. فالمستشفيات العاجزة عن مداواة جروحهم، أصبحت شاهدة على حجم المأساة، تكشف عن صراع مستمر مع الزمن لإنقاذ هؤلاء الأطفال، وبعضهم بحاجة ماسة إلى العلاج في الخارج.

وتشهد الحالات الصحية تدهورًا مستمرًا نتيجة سوء التغذية، بسبب النقص في الطعام وعدم توفر مياه صالحة للشرب، كما يحرم الأطفال من السفر لتلقي العلاج في ظل  إغلاق المعابر واستمرار العدوان الصهيوني .

خطر الإبادة يهدد أطفال غزة الخدج

بعد أن منع الاحتلال دخول الأدوية والمستلزمات إلى مستشفيات غزة، قد تضطر المستشفيات في أي لحظة إلى إعلان استشهاد جميع الأطفال المرضى، فأجهزة التنفس تتوقف، والقلوب الصغيرة تلفظ أنفاسها الأخيرة بصمت قاتل، على مرأى من العالم .. وكذلك الموت يزحف ببطء إلى حضانات الأطفال الخدج. 

سراج.. الناجي الوحيد يصارع الموت

في هذا السياق وثق الصحفي الغزاوي، عمر طبش، بعض حالات الأطفال المرضى في غزة، وكان آخرهم الطفل سراج، الذي فقدت أمه إيمان النوري طفليها عمر وأمير في مجزرة أثناء بحثهم عن مكمل غذائي، لم يبقَ لها سوى طفلها الثالث سراج "سنتان ونصف"، الناجي الوحيد، الذي يصارع الموت بجراح خطيرة في الرأس والعين.

جمجمته مكسورة، إحدى عينيه فقئت، والأخرى مهددة بالفقد، يرقد الآن موصولًا بالأجهزة في مستشفى شهداء الأقصى، حيث يعجز الأطباء عن إنقاذه بسبب نقص الإمكانيات، ولكن لا يزال هناك أمل إذا نقل  إلى الخارج لتلقي العلاج.

حلا.. مرض نادر يمنع نموها

الطفلة حلا الهنادي، "4 سنوات"، جسدها الصغير لم يعد يعرف ملامح الطفولة، تعاني من مرض نادر "تصلب الجلد الجهازي"، يهاجم أعضاءها ويمنع نموها، ويحول حياتها إلى معاناة يومية، كانت تتحسن ببطء بفضل فرص العلاج في الخارج، لكن الحرب حرمتها من السفر، ومن الغذاء، ومن حقها في الحياة.

جسدها لا يتجاوز 6 كيلوغرامات، وكل يوم يمر يسلبها جزءًا من روحها، حصلت على أربع تحويلات للعلاج خارج غزة، ولم ينفذ أي منها. حلا تموت ببطء، كل دقيقة وتحتاج إلى علاج فوري ينقذ ما تبقى من طفولتها، أنقذوها الآن قبل أن يطفأ الأمل الأخير.

خالد.. يتألم بلا توقف

الطفل خالد حلاوة (15 عامًا) فقد عينه اليمنى بانفجار جسم مشبوه خلفه الجيش الإسرائيلي بعد انسحابه من مناطق التوغل في خانيونس. منذ ذلك اليوم، لم يعد خالد كما كان، يتجنب اللعب مع أقرانه بسبب التنمر القاسي، ويقضي وقته ينظر إلى صوره القديمة، عاجزًا عن تصديق ما آلت إليه حالته.

خالد يعيش صدمة نفسية عميقة، ويتألم بلا توقف، وهو اليوم بأمس الحاجة لزراعة عين وعلاج خارجي يعيد له بعضًا مما سلبته الحرب من طفولته.

سوار.. ورم سرطاني ينهش كليتها

الطفلة سوار أبو طبيخ، لم يتجاوز عمرها الثلاث سنوات، ترقد اليوم على حافة الموت، بجسد صغير أنهكه ورم سرطاني خطير ينهش جانب كليتها ويزحف نحو الطحال دون رحمة.

سوار، لا تملك رفاهية الوقت، فكل دقيقة تمر تسرق من عمرها شيئًا، الورم ينتفخ في بطنها أمام أعين والديها، ولا علاج لها في غزة. هذه الطفلة لا تحارب المرض فقط، بل تقاتل وسط الحصار والقصف والجوع، تقاتل وحدها، أنقذوا سوار قبل أن تُطفأ زهرة جديدة في غزة، قبل أن يتحول الجمال إلى ذكرى، والضحكة إلى صمت أبدي.

أما الطفل إيهاب الذي اكتسحت صوره مواقع التواصل الاجتماعي، فوالده يناشد الجميع من أجل إنقاذه .

الطفل إيهاب مؤمن وشاح (11 عامًا)، وحيد والديه، أصيب بإصابات بالغة وخطيرة بعد تعرضه لشظايا قاتلة اخترقت جسده النحيل، ويعاني من إصابة نافذة في تجويف الصدر، وثقب في الأذين الأيسر من القلب، وارتشاح شديد حول القلب، وقد خضع لعملية فتح صدر طارئة وخياطة عضلة القلب لإنقاذ حياته.

اليوم، يرقد إيهاب في غرفة العناية المركزة، موصولًا بأجهزة التنفس الصناعي، عاجزًا عن الحركة أو الكلام، ولا تزال حالته حرجة وغير مستقرة. الفريق الطبي المشرف على حالته أوصى بتحويله العاجل إلى مركز متخصص خارج قطاع غزة، حيث لا تتوفر الإمكانيات المتقدمة اللازمة لاستكمال هذا النوع الحرج من الرعاية.

أهل إيهاب طرقوا كل الأبواب الممكنة، وقد استُكملت أوراق التحويل، لكن اسمه وُضع ضمن قوائم الانتظار الطويلة، في وقتٍ لا يملك فيه إيهاب ترف الانتظار، فكل ساعة تمر دون علاج متقدم تُهدد حياته أكثر.

الأطفال المرضى ليسوا أرقاماً في قائمة انتظار... فهم يصارعون من أجل الحياة، أنقذوهم قبل فوات الأوان!

اخبار ذات صلة