وكالة القدس للأنباء – ترجمة
مقدمة:
خطة "درع إبراهام" التابعة لتحالف الأمن الإقليمي هي مبادرة سياسية أمنية إسرائيلية جديدة تُمهّد الطريق لدولة إسرائيل للخروج من حروب الاستنزاف إلى واقع من الأمن والاستقرار والازدهار، انطلاقًا من الفرصة الإقليمية الراهنة.
كانت هجمات السابع من أكتوبر جزءًا من مخطط إيراني أوسع. وكان الهدف منها، من بين أمور أخرى، تخريب عملية التطبيع بين إسرائيل والمملكة العربية السعودية، ومنع اعتراف الدول العربية المعتدلة بدولة إسرائيل، وبالتالي منع تعزيز التحالف الإقليمي المعتدل الذي يُهدد إيران.
منذ السابع من أكتوبر، تُواجه دولة إسرائيل سبع جبهات مُختلفة تُشكّل "حلقة النار" الإيرانية التي تسعى إلى تدميرها. لقد بنت إيران نظام "وكلاء" إيران المُعقد بمهارة فائقة على مدى سنوات طويلة وبموارد هائلة، بهدف محاصرة دولة إسرائيل وخنقها.
لهذا السبب حوّلت إيران غزة إلى "حماسستان"، وجنوب لبنان إلى "حزب اللهستان"،
وأسست ميليشيات في العراق وسوريا، وعززت الحوثيين في اليمن. ولهذا السبب تحاول إيران التسلل إلى الأردن والضفة الغربية ومصر. تسعى إيران إلى إعادة بناء حلقة النار ومواصلة حروب الاستنزاف ضد إسرائيل، بالتزامن مع تنفيذ برنامجها النووي - الذي تعتقد أنه سيؤدي في النهاية إلى انهيار دولة إسرائيل.
في العام الماضي، خاضت دولة إسرائيل أعدل حرب منذ تأسيسها. كطائر الفينيق، نجحت دولة إسرائيل في النهوض من تحت التراب، مظهرةً قوة عسكرية غير مسبوقة أحدثت تغييرات هائلة في الشرق الأوسط.
أثبتت إنجازاتها العسكرية التاريخية، بما لا يدع مجالاً للشك، لأعدائها وشركائها الإقليميين على حد سواء، أن دولة إسرائيل لاعب إقليمي قوي ورادع - لن يتردد في استخدام قوته العظمى لملاحقة أعدائه. ومع ذلك، لن تنجح إسرائيل في هزيمة إيران ومنع عودة وكلائها بمفردها أو بالقوة العسكرية وحدها. الآن، تتمثل المهمة التاريخية لدولة إسرائيل في ترجمة إنجازاتها العسكرية الهائلة إلى نقطة تحول سياسية، نقطة تُنهي السيطرة الإيرانية، وتُستغل الفرصة الإقليمية الحالية، وتُنشئ نظامًا إقليميًا جديدًا في الشرق الأوسط.
01. إغلاق الجبهة في غزة، إعادة جميع الرهائن، تشكيل حكومة انتقالية تكنوقراطية، وقيادة إقليمية لنزع تأثير حماس:
• تُعلن إسرائيل عن تحقيق نصر في غزة وهزيمة القوة العسكرية لحركة حماس.
• تدفع نحو وقف إطلاق نار شامل، وتلتزم بانسحاب قوات الجيش الإسرائيلي من غزة مقابل إعادة جميع الرهائن، أحياءً وأمواتًا.
• تعقد تفاهمًا ثنائيًا مع الولايات المتحدة يضمن حرية عمل أمنية مستقبلية تشمل عمليات ومداهمات لمكافحة عودة حماس وتفكيك البنى الإرهابية.
• تتعاون مع شركاء إقليميين ودوليين لتشكيل حكومة انتقالية تكنوقراطية في غزة، مدعومة إقليميًا لتقديم جميع الخدمات المدنية للفلسطينيين خلال الفترة الانتقالية.
• تُنشر قوات شرطة عربية في غزة لضبط الأمن والنظام خلال هذه المرحلة.
• تقدّر حزمة إعادة الإعمار بقيادة وتمويل من الغرب والدول العربية المعتدلة، بقيادة الإمارات والسعودية.
• تدير الدول العربية المعتدلة عملية “نزع حماس” عبر إزالة التطرف من المجتمع والتعليم، بناءً على النماذج الناجحة في الإمارات والسعودية.
• تُلغى التداولات النقدية (“صفر كاش”) في القطاع، وتطبق آلية رقابة مالية متقدمة.
02. تنفيذ الاتفاق في جنوب لبنان بسياسة “صفر خروقات” وتعزيز الجيش اللبناني:
• تستفيد إسرائيل من إنجازاتها العسكرية لتطبيق ترتيبات القرار 1701 في الشمال، مع تحسينات، وسحب تدريجي من جنوب لبنان، معلنة انتهاء “عملية سهام الشمال”.
• تلتزم بسياسة “صفر خروقات” بحزم، حيث يتم الرد الفوري والقوي على أي انتهاك أو استفزاز.
• تدعم الجهود الإقليمية والدولية بقيادة الولايات المتحدة لتعزيز قدرات الجيش اللبناني، استقرار الحكومة اللبنانية، وفصل لبنان عن النفوذ الإيراني.
03. بعد سقوط نظام الأسد: تسخير القوى الإقليمية لاستقرار سوريا وتحويلها إلى “حاجز” ضد المحور الإيراني:
• تعلن إسرائيل أنها ستواصل نزع السلاح من الجولان السوري المحتل، وتحافظ على منطقة عازلة مؤقتًا حتى إقامة حكومة سورية مستقرة تحترم اتفاقية 1974 أو نشر قوات دولية كبيرة.
• تواصل عمليات لمنع تسليح استراتيجي لسوريا وكبح تهريب الأسلحة إلى لبنان والأردن والضفة، مع تعزيز الجهوزية على الحدود.
• تستند إلى دعم الإدارة الأمريكية وشركائها الإقليميين لمنع إيران من تعزيز وجودها في سوريا، وتعميق هامش الحماية، ودعم حكومة سورية مسؤولة ومستقرة قادرة على فتح عصر جديد بالعلاقات.
• وبما أن تركيا تلعب دورًا مركزيًا في رسم النظام المستقبلي بسوريا، تقيم إسرائيل قناة تواصل معها لتعزيز مصالح الاستقرار المشترك.
04. تعميق “التحالف الإقليمي المعتدل”: استئناف التطبيع السريع مع السعودية وتوسيع “اتفاقيات إبراهام”:
• تبدأ إسرائيل بإبرام اتفاق تطبيع مع السعودية لتعميق اندماجها في العالم العربي المعتدل.
• تبادر لإنشاء “تحالف إبراهام” – تحالف إقليمي ينظم التعاون الأمني والاستخباراتي والسياسي بين إسرائيل ومصر والأردن والإمارات والسعودية والمغرب والسودان ودول معتدلة أخرى، بدعم أميركي وغربي.
• تعمل ضمن “تحالف إبراهام” لتعزيز استقرار مصر والأردن، وتقويض التنظيمات الإرهابية من ناحية التمويل والأسلحة.
• تسعى لجعل منطقة التحالف منطقة تجارة خاصة في الشرق الأوسط ومحور اقتصادي عالمي، عبر اتفاقيات تعاون في البحث والتكنولوجيا والعلوم والبيئة والسياحة والتجارة والزراعة والمياه، وبناء بنى تحتية ضخمة (سكك حديد، طرق بين الخليج والمتوسط)، ما سيفتح أسواقًا جديدة لإسرائيل.
05. تنفيذ “خطة الحصار” ضد إيران ومنعها من امتلاك السلاح النووي:
• تركّز إسرائيل مواردها على “رأس الأخطبوط”، مع فهمها لإيران كزعيم للفوضى الإقليمية، وهدفها تأهيل وكلائها لخنق إسرائيل بحروب استنزاف أثناء تطور برنامجها النووي.
• تُعلن “خطة الحصار” ضد إيران، مدفوعة بإجراءات عسكرية وسياسية واقتصادية وإقليمية ودولية لعزلها عن المنطقة وتسريع قطع “أذرع الأخطبوط”.
• تستفيد من كل الموارد والحلفاء الإقليميين والغربيين لمنع إيران من النووي، باعتباره تهديدًا وجوديًا لأمن إسرائيل ومصالح “تحالف إبراهام”.
06. إعلان إسرائيلي لمسار تدريجي ومسؤول وآمن للانفصال عن الفلسطينيين خلال عقد: جزء من تسوية إقليمية شاملة:
• تُعلن إسرائيل، رغم عدم إمكانية حالية لإقامة دولة فلسطينية، عن التزامها بالعمل مع الشركاء الإقليميين والإدارة الأمريكية لتهيئة شروط مسار انفصال تدريجي عن الفلسطينيين خلال عشر سنوات، كجزء من تسوية إقليمية شاملة.
شروط الانفصال:
• إدارة العملية ضمن تسوية إقليمية يشارك فيها بعمق الدول العربية المعتدلة.
• نزع السلاح الكامل من الضفة وغزة، وإغلاق طرق التهريب.
• حرية عمل لإسرائيل في تنفيذ مداهمات واستهدافات أمنية دون ضم أحادي في الضفة أو غزة.
• إصلاح شامل للسلطة الفلسطينية لمكافحة الفساد وتعزيز الحوكمة.
• قيادة فلسطينية جديدة معتدلة تعترف بقيام دولة إسرائيل كالوطن القومي للشعب اليهودي وتؤيد الانفصال.
• إقامة نظام حكم فلسطيني معتدل في الضفة وغزة بدون تمثيل لحماس.
• وقف دفع الأجور للإرهابيين والسجناء وأسرهم، وتنفيذ مضامين تفكيك البنى الإرهابية.
• وقف تعليم الكراهية والتحريض على إسرائيل، واستبداله ببرامج للتعايش والتسامح.
• بعد تحقيق الشروط، ينضم الفلسطينيون إلى “تحالف إبراهام” بهدف منع النفوذ الإيراني على الحدود؛ فبدلاً من “حماستان” نريد “إبراهامستان”.
مبررات التوجه:
• الانفصال السياسي والجغرافي والديموغرافي عن الفلسطينيين مصلحة استراتيجية واضحة لإسرائيل، مقارنة بخيار الدولة الثنائية الذي يهدد ديمقراطية الدولة وحضورها اليهودي.
• إعلان الانفصال هو المفتاح لإنجاح “صفقة إقليمية شاملة”، تشمل التطبيع مع السعودية و”تحالف إبراهام”، وهما عنصران جوهريان لأمن إسرائيل القومي في مواجهة إيران.
• نموذج “إدارة النزاع” انهار، ويجب تحديد الحدود النهائية لإسرائيل من خلال الانفصال من أجل الحفاظ على أمنها وهويتها.
• فشلت المفاوضات السابقة لأنها لم تأتِ كجزء من تسوية إقليمية شاملة؛ ولم تُمنح الدول العربية المعتدلة دورًا قياديًا فيه؛ ولم تُكَرَّس فرصة لحزمة متكاملة، يكون حل النزاع الفلسطيني-الإسرائيلي فيها عنصرًا واحدًا فقط.
الهدف الاستراتيجي النهائي:
في السنوات القادمة، ستُعيد دولة إسرائيل بناء نفسها كدولة صهيونية، يهودية، ديمقراطية، آمنة، مستقرة ومزدهرة في أرض إسرائيل. تقوم بذلك من خلال تحليل ذكي ومتزن للخريطة الإقليمية، تتمثل في مخاطراتها وفرصها، مستندة إلى قوة عسكرية وسياسية واقتصادية. تستفيد إسرائيل من قوتها وابتكارها الريادي لبناء “نظام إقليمي جديد”، يؤدي إلى مستقبل قومي وإقليمي آمن ومزدهر لمواطنيها.
هذا واجب أخلاقي واستراتيجي تجاه الأجيال القادمة، وبالإمكان تحقيقه.
------------------
العنوان الأصلي: The Abraham Shield Plan
الكاتب: هيئة التحرير
المصدر: Coalition for Regional Security
التاريخ: 27 حزيران / يونيو 2025