/مقالات/ عرض الخبر

قلق متزايد في الكيان بعد إقالة ترامب عدداً من أنصاره.. من بينهم أورتاغوس

2025/06/03 الساعة 02:44 م
باي باي اورتاغوس
باي باي اورتاغوس

وكالة القدس للأنباء – ترجمة

إقالة كبار المسؤولين المؤيدين "لإسرائيل" في واشنطن تثير قلق "إسرائيل"

في ظل تهميش أجندة ترامب "أمريكا أولاً" للحلفاء؛

يقول حلفاء نتنياهو إن شخصيات مثل دونالد جونيور وجاي دي فانس

تشكل الآن السياسة الأمريكية، ما يعمّق الخلاف بشأن إيران وغزة.

أعرب مسؤولون "إسرائيليون" عن قلقهم المتزايد إزاء سلسلة من التغييرات غير المتوقعة في صفوف الإدارة الأميركية، وخاصة تلك التي تشمل أفراداً يُنظر إليهم على نطاق واسع على أنهم يدعمون "إسرائيل" بقوة.

ويأتي التعديل الإداري وسط تصاعد التوترات بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بشأن ضربة محتملة لإيران والحرب المستمرة في غزة.

أُقيل اثنان من كبار المسؤولين مؤخرًا من منصبيهما، وهما ميراف سيرين، وهي مواطنة أمريكية إسرائيلية مزدوجة الجنسية عُيّنت مؤخرًا رئيسةً لملف إيران وإسرائيل في مجلس الأمن القومي، وإريك تراغر، المسؤول عن شؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. عُيّن كلاهما من قِبل مستشار الأمن القومي السابق مايك والتز، وهو مؤيد قوي "لإسرائيل"، أقاله ترامب هو الآخر. وبحسب ما ورد، فقد نفّذ إقالتهما خليفة والتز، وزير الخارجية ماركو روبيو. ومن الشخصيات البارزة الأخرى المتوقع رحيلها مورغان أورتاغوس، نائبة المبعوث الخاص ستيف ويتكوف والمسؤولة عن ملف لبنان. وتقول مصادر إن رحيلها ليس طوعيًا.

تُعتبر أورتاغوس، التي اعتنقت اليهودية وترتدي قلادة نجمة داوود، من أقوى المؤيدين "لإسرائيل" داخل الإدارة الأمريكية. لعبت دورًا رئيسيًا في مفاوضات وقف إطلاق النار بين "إسرائيل" ولبنان، وفي إقناع الحكومة اللبنانية باتخاذ موقف حازم ضد حزب الله ونزع سلاح مخيمات اللاجئين الفلسطينيين. وقد أثار رحيلها الوشيك دهشة المسؤولين في القدس، حيث يُنظر إليها على أنها قريبة من المصالح "الإسرائيلية".

أفادت صحيفة الأخبار اللبنانية، التابعة لحزب الله، يوم الاثنين بتكهنات حول مستقبل أورتاغوس. ونقلًا عن مصادر مرتبطة بالسفارة الأمريكية في بيروت، ذكر التقرير أن أورتاغوس سعت مؤخرًا إلى نيل ترقية إلى منصب إقليمي أعلى، على أمل تولي ملف سوريا من توماس باراك. وبحسب ما ورد، لا تزال تنتظر قرارًا. وأشارت الصحيفة إلى أنها "أكملت مهمتها المؤقتة" وأنه سيتم إعادة توزيع مسؤولياتها قريبًا.

ومن بين الخلفاء المحتملين لأورتاغوس، جويل رايبورن، أو ربما باراك نفسه، الذي قد يضيف لبنان إلى ولايته الحالية في سوريا. كما تم طرح اسم رجل الأعمال اللبناني الأميركي مسعد بولس، والد زوجة تيفاني ترامب، كمرشح محتمل.

"من غير الواضح ما إذا كان خلف أورتاغوس سيبني على تفاهماتها أم سيتبنى سياسة جديدة تعيد ترتيب الملف"، حسبما ذكرت صحيفة الأخبار: "لقد خُفِّضت مرتبة الملف اللبناني في أولويات الولايات المتحدة، مع احتلال سوريا الآن مركز الصدارة".

في غضون ذلك، أكدت مصادر أمريكية لشبكة MTV اللبنانية إقالة أورتاغوس. وقال أحد المصادر: "الأسباب مهنية، لا تتعلق بالملف اللبناني، بل تنبع من علاقاتها العملية داخل وزارة الخارجية". وبحسب ما تردد، أُلغيت زيارتها المرتقبة إلى بيروت، ومن المتوقع تعيين رايبورن مساعدًا لوزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى، ليتولى مسؤولية لبنان.

وأضافت المصادر أنه لن تتم ترقية أورتاغوس أو تكليفها بأي مهام خارجية، سواء في الشرق الأوسط أو في أي مكان آخر. بدلاً من ذلك، من المتوقع إعادة تكليفها بمهام داخلية، داخل وزارة الخارجية، ولن يكون لها دور آخر في فريق ويتكوف.

تعتقد مصادر "إسرائيلية" مطلعة على العلاقات الأمريكية "الإسرائيلية" أن موجة الإقالات مدفوعة بأجندة ترامب "أمريكا أولاً". ووفقًا لهذه المصادر، فإن هذه التغييرات لا تستهدف "إسرائيل" تحديدًا، بل تعكس جهدًا أوسع لكبح النفوذ الأجنبي في جميع المجالات. وتؤكد المصادر أن الإقالات لم تكن نتيجة آراء المسؤولين بشأن "إسرائيل"، بل جزءًا من محاولة ترامب المستمرة لإضعاف مجلس الأمن القومي وترسيخ سيطرته على السياسة الخارجية الأمريكية. ويضيفون أن هذا يُفسر سبب ترك ترامب منصب مستشار الأمن القومي شاغرًا، وتولي روبيو مسؤولياته بدلًا منه.

أثار اختيار روبيو لإقالة المسؤولين استغرابًا، نظرًا لسجله المؤيد "لإسرائيل". ومع ذلك، يشير المطلعون إلى أنه بينما يظل روبيو داعمًا "لإسرائيل"، إلا أنه ليس على نفس درجة التقارب مع الأجندة "الإسرائيلية" التي كان عليها سلفه، والتز. وفوق كل ذلك، يصفون روبيو بأنه براغماتي ومتكيف مع التيارات السياسية السائدة في واشنطن. وفي نهاية المطاف، تقول المصادر إن الضغط لإقالة الشخصيات المؤيدة "لإسرائيل" يقوده في النهاية ابن ترامب، دونالد ترامب الابن، ونائب الرئيس جيه دي فانس.

لا يستبعد المسؤولون المتابعون للقضية إمكانية إقالة المزيد من المسؤولين المؤيدين لإسرائيل. ويشيرون إلى أن القرارات في إدارة ترامب غالبًا ما تُتخذ فجأة. ولا تحدث هذه الإقالات في فراغ، بل تعكس تباعدًا أوسع بين القدس وإدارة ترامب، التي يبدو أنها تسعى إلى حساباتها الاستراتيجية الخاصة. وتشير التقارير إلى أن نتنياهو اعترف في مناقشات مغلقة مع صديقه المقرب وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر بأنه أخطأ في تقدير الاتجاه الذي تتخذه الولايات المتحدة تجاه "إسرائيل" والشرق الأوسط على نطاق أوسع.

وقال مسؤولون "إسرائيليون" كبار إن نتنياهو لم يُخفِ خيبة أمله من ديرمر. وقال أحد المصادر: "أخطأ ديرمر في قراءة الوضع؛ كان مقتنعًا بأن الولايات المتحدة لن تنقلب علينا أبدًا". وأضاف: "لم يتوقع التحول في السياسة الأمريكية تجاه "إسرائيل". وحتى الآن، لا يزال ديرمر يعتقد أن الولايات المتحدة ستظل داعمة وستحافظ على التنسيق، لكن الحقيقة هي أنه فقد صوابه".

ووفقًا لهؤلاء المسؤولين، يشعر نتنياهو بقلق بالغ إزاء التطورات في واشنطن، وخاصةً النفوذ المتزايد لتيار "اليقظة البيضاء" الانفصالي المُحيط بترامب، وشخصيات مثل المُعلق المحافظ تاكر كارلسون.

وقال مسؤول كبير: "هؤلاء أشخاص خطرون يؤثرون على الرئيس ترامب"... "إنهم يزرعون الشكوك تجاه "إسرائيل" ويُخبرون ترامب أن "إسرائيل" تُحاول جر الولايات المتحدة إلى الحرب. هذه هي أمريكا الجديدة، وهذا يُثير قلق نتنياهو العميق".

ونفى مكتب رئيس الوزراء التقارير التي تفيد بأن نتنياهو انتقد ديرمر، واصفًا إياها بـ"الأخبار الكاذبة". مع ذلك، يقول آخرون مطلعون على الأمر إن ديرمر يعمل بأسلوب فريق العصابات، إذ يُدير إحدى أكثر الملفات الدبلوماسية حساسيةً في الحكومة بفريق صغير جدًا. وقال مصدر: "إنه لا يُشرك أحدًا، ومن الواضح الآن أن هناك خللًا ما في علاقة نتنياهو وترامب. ثمة خلل ما".

------------------- 

العنوان الأصلي: Concern in Israel over US administration shakeup of pro-Israel officials

الكاتب: Itamar Eichner, Lior Ben Ari

المصدر: Ynet News

التاريخ: 3 حزيران/يونيو 2025

رابط مختصرhttps://alqudsnews.net/p/216362

اقرأ أيضا