قائمة الموقع

خاص صحافيو غزة: استهداف الصحافيين في غزة محاولة فاشلة لإسكات الصوت الحر

2025-05-19T13:50:00+03:00
وكالة القدس للأنباء - خاص

.. مرة أخرى، وبدم بارد، وأمام مرأى ومسمع من العالم بكل هيئاته ومؤسساته، الإعلامية، والسياسية، والثقافية، ترتكب آلة الحرب الصهيونية، مجزرة جديدة بحق الصحافيين الفلسطينيين، ذهب ضحيتها خمسة شهداء مع عائلاتهم، ليقفز بذلك رقم الشهداء إلى 222 وفق آخر الإحصاءات، في محاولة يائسة لإسكات الصوت الحر، ومنعه من الوصول إلى الرأي العام المحلي، الإقليمي والدولي، وفضح ممارسات قوات الاحتلال الإجرامية التي لا تستثني طفلاً ولا امرأة ولا شيخاً ولا مريضاً، لكن ما حدث لم يضعف عزيمة بقية الإعلاميين الغزيين، الذين سجلوا انطباعاتهم لما حصل، مؤكدين أنهم ماضون في حمل الرسالة بكل إقدام ومسؤولية، و في الخط الأمامي بالكاميرا والكلمة، مكملين الرصاصة، من أجل إجهاض كل مساعي العدو في تهجير وقتل شعبنا، وستظل  أسماء وصور الشهداء الصحفيين الفلسطينيين في قطاع العزة والكرامة: عبد الرحمن العبادلة وعزيز الحجار، وأحمد اليزيناتي، وخالد أبو يوسف، ونور قنديل، أوسمة فخار على صدر الصحافة المقاومة.

وفي هذا السياق قال الصحفي، إسلام بدر، "الصحفيون في غزة يُستهدفون كما شعبهم: قنصًا، قصفًا، حرقًا. أكثر من 200 شهيدًا حتى الآن، وقائمة الانتظار مفتوحة"، مضيفاً أن "الاحتلال لا يقتلنا فقط، بل يسبق جريمته بحملة تشويه تُشرعن القتل، نحن في عين العاصفة، ندفع الثمن مُضاعفًا، ولا أحد يُبالي".

أما الصحفي، أحمد حسن، فأكد أن "استهداف هذا العدد الكبير من الصحفيين خلال فترة زمنية قصيرة، يحمل رسالة تهديد وترهيب تستخدمها "إسرائيل" قبيل بدء عملياتها الكبرى، التي تخشى من تغطيتها وفضحها أمام المجتمع الدولي. فقد دأبت على ارتكاب الجريمة ذاتها في كل عملية عسكرية شنتها داخل قطاع غزة.. إن هذا الاستهداف المتكرر للصحفيين، وبأعداد كبيرة، قد يكون مؤشراً على تصعيد نوعي في عمليات جيش الاحتلال، ويعكس خوفه من التغطية الإعلامية لجرائم الإبادة الجماعية المتواصلة".

هجوم مباشر على الصحافة..

بدورها، استنكرت زكية اليعقوبي، استهداف الصحفيين، قائلة: إن "المجزرة التي وقعت بحق الزملاء الصحفيين، هي جريمة مروعة وهجوم مباشر على حرية الصحافة، وحق العالم في معرفة الحقيقة"، موضحة أن "استهداف الصحفيين الذين لا يحملون سلاحًا سوى الكاميرا والقلم، يكشف عن محاولات متعمدة لإسكات الصوت الحر، ومنع نقل الصورة من أرض الواقع.. هؤلاء الصحفيون كانوا يؤدون واجبهم المهني والإنساني في توثيق ما يجري من معاناة إنسانية وعدوان متواصل، وسقوطهم ضحايا لهذا العنف يمثّل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني، ولكل المواثيق التي تضمن حماية الصحفيين في مناطق النزاع".

وأكدت أن "ما يحدث في غزة ليس فقط كارثة إنسانية، بل أيضًا كارثة أخلاقية بحق العالم الذي يصمت أو يتواطأ، بينما تُزهق أرواح الأبرياء، ومن بينهم من نذروا حياتهم لنقل الحقيقة... رحم الله الشهداء، وشفاء عاجل للجرحى، والحرية لكل صوت صادق لا يزال يحاول أن يروي ما يحدث رغم كل المخاطر.

خرجت من فم الموت..

من جانبه، روى الصحفي يوسف فارس، ما حصل معه أثناء القصف، قائلاً: خرجت الآن برفقة عائلتي من فم الموت، قصفوا منزل جيراننا وقضوا جميعاً، ثم أطلقت المدفعية قذائف تجاه البيت ونحن محاصرون في بيت الدرج، وحينما حاولت الخروج أول مرة أطلقت طائرات الكواد كابتر النار تجاهنا، عدت إلى البيت، تجدد القصف العنيف وحوصرنا بالشظايا، عاودت الخروج مجازفاً تحت القصف، كل الطرق مقطوعة بالقصف والركام، قصفت المدفعية الشارع على بعد عشرة أمتار من سيارتي فغرقت في الغبار، اصطدمت السيارة بكومة من الركام وعلقت بين قصف من الاتجاهين، أيقنت أنها اللحظات الأخيرة، قبل أن ييسر الله لنا طريقاً فرعياً لم أدخله سابقاً .. رأيت مع حنين ومحمد ونور وشام الموت 100 مرة، وكان الفاصل بين خروجنا وحصار دبابات العدو لنا بضعة دقائق .. الحمد لله على كل حال وكان الله بعون أهلنا المحاصرين".

مجازر لا تتوقف..

وبيَّن الصحفي مثنى النجار، أن "خانيونس تنزف من كل الجهات، 80 شهيدًا بالأمس، و37 اليوم، في مجازر لا تتوقف.. منازل، خيام، تجمعات آمنة، لم تسلم من القصف العنيف الذي اجتاح شرقًا وغربًا وجنوبًا وشمالًا، خزاعة، عبسان، الزنة، بني سهيلا، القرارة، الطريق الغربي للمستشفى الأوروبي، المواصي، كل زاوية تحكي قصة ألم، ووراء كل جدار مهدوم عائلة دفنت تحت الركام".

وأضاف: "أكثر من 20 منزلًا سُويت بالأرض في أقل من 48 ساعة، والمأساة مستمرة: أكثر من 20 روحًا عالقة تحت الأنقاض، لا أحد يستطيع الوصول إليهم… لا سيارات إسعاف، ولا ممرات آمنة، ولا وقت حتى للبكاء. وفي بيت لاهيا وجباليا، فجراً، لحظة واحدة كانت كفيلة بخطف أرواح 100 إنسان بين شهيد ومفقود في ساعة واحدة فقط. العدوان لا يفرّق بين طفل وشيخ، بين بيت وخيمة، بين حلم وأمان، هذا أكثر من أرقام، هذه أرواح تُزهق وعائلات تُفنى في ظل صمت العالم.

اخبار ذات صلة