وكالة القدس للأنباء – ترجمة
ركزت الأخبار بشكل أساسي على نجاح ترامب في ضمان التزام سعودي بقيمة 600 مليار دولار، يوم الثلاثاء، للاستثمار في الولايات المتحدة.
أثار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مخاوف، الأسبوع الماضي، بشأن احتمال تراجع الدعم "لإسرائيل" خلال جولته في الشرق الأوسط، التي لم تشمل "إسرائيل". إلا أن تصرفاته في هذه الرحلة حتى الآن تُثبت أن "إسرائيل" لا تزال حاضرة في ذهنه.
شهدت جولة ترامب في الشرق الأوسط لقاءات بقادة المملكة العربية السعودية وقطر ولبنان وسوريا والسلطة الفلسطينية، وهو ما اعتبره العديد من الخبراء والمحللين إهانةً "لإسرائيل". ففي النهاية، لم يكن الحليف الأكبر المفترض للولايات المتحدة مدرجًا على جدول أعماله.
ركزت الأخبار بشكل رئيسي على حصول ترامب على التزام بقيمة 600 مليار دولار من المملكة العربية السعودية يوم الثلاثاء للاستثمار في الولايات المتحدة. وافقت الولايات المتحدة على بيع السعودية صفقة أسلحة بقيمة تقارب 142 مليار دولار، فيما وصفه البيت الأبيض بأنه "أكبر اتفاقية تعاون دفاعي" في تاريخ الولايات المتحدة.
كما ركزت الأخبار على رغبة ترامب في قبول طائرة بقيمة 400 مليون دولار من قطر لاستخدامها كطائرة رئاسية، والمعارضة الأخيرة من كلا الحزبين في الكونغرس.
لكن على هامش تلك المناقشات والمداولات ذاتها، دعا ترامب دول الشرق الأوسط إلى الانضمام إلى اتفاقيات إبراهام.
أولاً، مساء الثلاثاء، أعرب ترامب عن أمله في انضمام السعودية إلى اتفاقيات إبراهام. وأشار إلى أنها ستفعل ذلك في الوقت المناسب، إلا أن هذا التصريح كان بمثابة إشارة واضحة إلى أولوية ترامب: حماية "إسرائيل".
وفي اليوم نفسه، قال إنه سيأمر برفع العقوبات عن سوريا بناءً على طلب ولي العهد السعودي.
وقال ترامب في منتدى استثماري بالرياض: "سأأمر برفع العقوبات عن سوريا لمنحها فرصةً للتألق. لقد حان وقت تألقها. سنرفعها جميعها... بالتوفيق يا سوريا، أظهري لنا شيئاً مميزاً للغاية".
ثم في اليوم التالي، حين التقى ترامب بالرئيس السوري أحمد الشرع، حثّه على توقيع اتفاقيات إبراهام مع "إسرائيل".
أبلغ ترامب الزعيم السوري أن لديه "فرصة هائلة لإنجاز شيء تاريخي في بلاده"، وفقاً لبيان رسمي صادر عن السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض، كارولين ليفيت. وأضاف الرئيس الأمريكي أنه يتطلع أيضاً إلى تطبيع العلاقات مع الشرع. أكد الشرع، خلال النقاش، التزامه بمعاهدة فض الاشتباك مع "إسرائيل" العائدة للعام 1974، وفقًا للبيت الأبيض، وأعرب عن اهتمامه بالجهود الأمريكية السورية المشتركة في مكافحة الإرهاب والقضاء على الأسلحة الكيميائية.
استشاط الكثيرون غضبًا حين صرّح ترامب للصحفيين يوم الأربعاء أثناء صعوده على متن الطائرة الرئاسية بأنه "لولا الولايات المتحدة، لما كان الرهائن على قيد الحياة الآن. هناك حوالي 20 منهم على قيد الحياة؛ وسنُخرجهم تباعاً".
ترامب لم يكن مخطئًا.
مع ذلك، تشير التقارير الإخبارية الأخيرة إلى أن الرئيس الأمريكي ليس مخطئًا؛ فقد أفادت وسائل إعلام "إسرائيلية" يوم الثلاثاء أن عيدان ألكسندر، الرهينة "الإسرائيلي" الأمريكي البالغ من العمر 21 عامًا الذي أُفرج عنه يوم الاثنين، أخبر ترامب أن ظروف احتجازه قد تحسنت بشكل ملحوظ منذ توليه منصبه.
في النهاية، كان فريق ترامب المفاوض مع حماس هو من أفرج عن ألكسندر. وأصدر مكتب رئيس الوزراء بيانًا يوم الأحد عند الإعلان عن الصفقة، محاولًا تحريفها لصالحه وإظهارها وكأن "إسرائيل" طرف فاعل، بينما في الواقع، كان فريق ترامب هو من كان على الأرض يُبرم الصفقة لإطلاق سراحه.
لذا، بينما استشاط الكثيرون غضبًا من ادعاء ترامب لنفسه، قال آخرون إنه مُحق، وهذا دليل آخر على أن الحكومة "الإسرائيلية" لا تبذل جهدًا كافيًا لإعادة الرهائن.
مع ذلك، وفيما يتعلق بجولة ترامب في الشرق الأوسط، فإنّ الأهمية الكبيرة التي حظيت بها "إسرائيل" خلال المناقشات خلال يومين قصيرين دحضت تمامًا أي ادعاء بأن "إسرائيل" في مرتبة متأخرة على قائمة أولويات الرئيس الأمريكي.
علاوة على ذلك، كانت هذه إشارة: إشارة إلى أن "إسرائيل" قد تُبرم في المستقبل القريب اتفاقيات مفيدة للغاية مع جيرانها، ورغم أنهم ليسوا جيرانًا، فإن انضمامهم إلى اتفاقيات إبراهام قد يكون بمثابة الخطوة الأولى التي تحتاجها البلاد لتحسين مكانتها الدبلوماسية في الشرق الأوسط، واستعادة سمعتها الدولية، وفي نهاية المطاف، حشد ما يكفي من الشركاء للضغط على حماس لإنهاء الحرب بشكل حاسم.
-----------------
العنوان الأصلي: Despite skipping Israel, Trump signals strong support through Abraham Accords push
الكاتب: افتتاحية
المصدر: جيروزاليم بوست
التاريخ: 15 أيار/مايو 2025