قائمة الموقع

المسجد الأقصى المبارك تحت وطأة حصار المستوطنين وسط صمت دولي مخزٍ!

2025-04-20T14:49:00+03:00
الأقصى تحت الحصار .. والتدنيس.. متى يصحى المسلمون
هبة دهيني*

تستمرّ الإبادة في غزّة، ويُستشهد العشرات يوميًّا، ويتغنّى العالم بصمته، بموازاة استمرارِ العدوان على الضفة الغربية، الّتي يغضّ العالم بدوره النّظر عنها، فتتبدّل معاني "الإنسانيّة"، وتُطمس تحت غطاءٍ دوليّ، ومن ثمّ تُستكمل الاعتداءات لتطال المسجد الأقصى المبارك، قِبلة المستضعفين وأصحاب الحقّ، والبقعة المقدّسة الّتي على العالم أجمع أن ينتفض لأجلها.

يومًا بعد آخر، تتضاعف أعداد المستوطنين المقتحمين للمسجد الأقصى المبارك، وسط صمت دوليّ مخزٍ، إذ شهد الأقصى خلال الأيام الأولى من "عيد الفصح اليهودي" لعام 2025، تصعيدًا في وتيرة الاقتحامات، حيث اقتحمه في اليوم الأول -الأحد- 494 مستعمرًا، وارتفع العدد في اليوم الثاني إلى 1149، ثم إلى 1732 في اليوم الثالث، تحت حماية قوات الاحتلال.

هذا يعكس تضاعفًا لافتًا لأعداد المقتحمين مقارنةً بالعام الماضي، ما يشير إلى تطوّرٍ خَطِرٍ يهدّد أمن المسجد. يأتي ذلك بالتّوازي مع فرض قوّات الاحتلال إجراءاتٍ مشدّدةً على الفلسطينيين في محيط المسجد الأقصى المبارك، شملت منع دخولهم إليه خلال فترة الاقتحامات، واحتجاز هويات عدد منهم على بواباته.

إذ منحت شرطة الاحتلال آلاف المستوطنين الحرية الكاملة لأداء طقوسهم داخل الأقصى، وخاصة في المنطقة الشرقية منه، وحوّلت مدينة القدس إلى ثكنة عسكرية مغلقة، من خلال نشر الآلاف من عناصر الشرطة والوحدات الخاصة في الشوارع والطرقات، وإقامة الحواجز، بهدف "حماية" اقتحامات المتطرّفين.

وفي السّياق، حذّر خطيب المسجد الأقصى، الشيخ عكرمة صبري، من أن استباحة آلاف المستوطنين للأقصى واقتحام بن غفير للحرم الإبراهيمي يمثلان رسالة خطيرة، قائلًا إنّ "اقتحامات الأقصى والحرم الإبراهيمي محاولة لفرض واقع جديد وتغيير هوية المقدسات الإسلامية في فلسطين، وهي اعتداء على الأقصى وعلى صلاحيات الأوقاف الإسلامية".

محاولات المستوطنين لتدنيس المسجد الأقصى مستمرّة، يتجاوزون من خلالها الخطوط الحمراء، ويرسمون واقعًا ومستقبلًا جديدًا يخدم مصالحهم، فإن لم تحرّك هذه المشاهد مسلمي العالم أجمع، فما الّذي سيحرّكهم للانتفاضة لأجل أقصاهُم؟ *(وكالة القدس للأنباء)

اخبار ذات صلة