سمية قاسم*
تحت وقع الضغوط الاقتصادية والإنسانية الكبيرة التي يعاني منها قطاع غزة بفعل الحصار "الإسرائيلي" المستمر والمتواصل منذ ما قبل العدوان الصهيوني، تتصاعد أصوات التضامن مع القضية الفلسطينية، والتي كان أبرزها موقف قيادة حركة أنصار الله في اليمن، والتي أعلنت عودة حصار الكيان الغاصب عبر البحر الأحمر ومنع وصول السفن التجارية الإسرائيلية إلى موانئ كيان العدو.
قائد حركة أنصار الله - الحوثيين، عبد الملك الحوثي، قال في خطابه الأخير إن غزة هي خط الدفاع الأول ضد الاحتلال الإسرائيلي، وأن الحصار المفروض عليها أمر لا يمكن السكوت عليه. مؤكدًا أن رفع الحصار عن غزة مسؤولية جماعية لكل أحرار العالم لا سيما العالم العربي والإسلامي.
وأكد الحوثي خلال كلمة له عقب سلسلة من الغارات الأمريكية على عدد من المواقع والمنشآت اليمنية أن اليمن لن يتراجع عن دوره الإنساني والشرعي والقانوني بإسناد الشعب الفلسطيني وقال: "سنواصل مواجهة العدوان الأمريكي الإسرائيلي ولا يمكن لأحد أن يوقف نشاطنا طالما استمر العدوان على غزة.
منذ بداية العدوان على غزة، كثف الحوثيون من مواقفهم الداعمة عبر تعزيز الخطاب السياسي وتقديم الدعم العسكري لفصائل المقاومة الفلسطينية، وهو ما عبر عنه القيادي في حركة أنصار الله محمد علي الحوثي الذي أكد أن العمليات العسكرية اليمنية جاءت استجابة لدعوات الشعب اليمني لنصرة غزة، مشددًا على أن هذا الدعم ليس خيارًا بل واجبًا تجاه شعب يعاني من حصار وقمع يومي. وأضاف أن اليمن لن يسمح للاحتلال الإسرائيلي بالاستمرار في عدوانها دون رد.
وتعرضت اليمن خلال الأيام الماضية لعدة ضربات جوية عنيفة من قبل القوات الأمريكية بإشراف مباشر من الرئيس الأمريكي دونالدو ترمب، حيث استهدفت الغارات مواقع استراتيجية في صنعاء وصعدة وعدد من المحافظات الأخرى، وخلفت خسائر بشرية ومادية كبيرة، كرد مباشر من الولايات المتحدة الأمريكية على مواقف الحوثيين وتصعيدهم لدعم غزة. لكن الحوثيين أكدوا أن هذه الضربات لن تنجح في ثني اليمن عن مواصلة دعمه لغزة، بل ستزيد من إصرار اليمنيين على مواجهة العدوان الإسرائيلي والأمريكي.
وردًّا على هذا العدوان الأمريكي استهدف الحوثيون سفنًا مرتبطة بالاحتلال في البحر الأحمر والعربي، كرسالة واضحة أن اليمن لن يقف مكتوف الأيدي. كما أطلقت الصواريخ البالستية المجنحة على أهداف ى في كيان العدو.
وكانت حركة أنصار الله قد انخرطت ومعها الشعب اليمني في معركة اسناد غزة بكل حكمة ومسؤولية منذ بداية معركة طوفان الأقصى، وأربك اليمنيون الحسابات الإسرائيلية والأمريكية في المنطقة وكانوا سندًّا حقيقيًّا للشعب الفلسطيني، ودفعوا فاتورة باهظة من الدماء والخسائر المادية، هذا الموقف اليمني الأصيل يعبر تعيرا صادقا عن العلاقة الأخوية التي ينبغي أن تجمع الشعوب العربية والإسلامية لا سيما في قضية فلسطين العادلة الواضحة.
اليمن لم يكن مجرد داعم صامت لغزة، بل كان لاعبًا نشطًا في الضغط على الاحتلال والمجتمع الدولي لأنصاف الشعب الفلسطيني وتحقيق مطالبه العادلة بوقف العدوان على غزة وإنهاء الحصار البري والبحري والجوي على الشعب الفلسطيني، وإعادة إعمار ما هدمه العدوان الصهيوني بالأسلحة الأميركية.
*(وكالة القدس للأنباء)
