قائمة الموقع

سلاح المقاومة خطّ أحمر

2025-03-04T13:34:00+02:00
هبة دهيني*

حينَ كان العدوّ "الإسرائيليّ" يتوغّل في رفح، ويطلق دبّاباته في جنين، ويصوّب حقده نحو جنوب لبنان، كانت "الحكومات" العربية المطالبة بنزع سلاح المقاومة تجلس على كراسيها "الفخمة"، بفكرٍ غربيّ-استعماريّ، وتندّد بقتل "الضحايا من كلا الطّرفَين"، في وقتٍ كانت دماء المجاهدين على الجبهات تتخالط مع دماء أطفال غزّة.

هذا السّلاح الّذي عرفهُ المستضعفون في الأرض، من فلسطينَ الّتي لا تملّ من العمليات الفدائية، ولا من تعب المقاومينَ في الثغور، هؤلاء الذين يقاتلون اليوم وهم صائمونَ كي يبقى الإنسان حيًّا بكرامته وعزّته، هذا السّلاح الّذي سيحرّر البلاد، وسينتقل من يدٍ إلى أخرى، ومن قائدٍ مجاهدٍ إلى آخر، ليكون ترجمةً للجهاد الإسلامي الحقيقيّ في وجه مغتصبي الأرض وسارقيها.

شرعيّةُ السلاح لا تُقاس بالقاعدينَ الذين لا تتخطى تصريحاتهم "الإدانة"، ويجلسونَ مع حكومة الاحتلال على طاولةٍ واحدة، إنّما يبارَك الكفاح المسلّح ببوصلته الموجّهة نحو أعداء الله والمسلمين، وإنّما تُبارَكُ البندقيّةُ حين ترسم طريقًا جديدًا نحو فلسطين، وإنّما تسوَّد وجوه المطبّعينَ أكثر، حينَ يدينونَ هذا السّلاح.

هم يظنّونَ أنّ الحلّ يكونُ بأن تسلّم الضحية نفسها للجلّاد، ولا يعرفونَ أنّ سلاحنا من جنوب لبنان إلى غزّة والضفة، يحوّلنا من مستضعفينَ إلى أقوياء، هذه القوة التي ورثناها من الشهيد القائد سماحة السيد حسن نصر الله، الذي عرف كيف يُترجم السلاح ليكونَ فكرًا مشتبكًا وعقلًا مفكّرًا وقلبًا فدائيًّا، إلى القائد يحيى السنوار، الذي أدرك كيفَ يحمل سلاحه حتّى لو كان عصا في آخر لحظات حياته، ثمّ إلى القائد المفكّر فتحي الشقاقي، الذي أراد أن تبقى بوصلة السلاح هي العدوّ فقط، لنحرر جميعًا كلّ أرضٍ محتلّة، وليكونَ الجهادُ سبيلًا واضحًا نحو القدس.

سلاح المقاومة خطٌّ أحمر، ولأنّ الخطوط الحمراء ممنوعةُ التّجاوز، فإنّ سلاح المجاهدينَ باقٍ، ثابت، صامد، شرعيّ، متجذّر في الأرض وراسخٌ فيها رسوخ الجبال، وطالما أنّ العدوّ موجود، فسلاح المقاومة موجود، والقتالُ باقٍ حتّى يُدحَرَ المحتلّ بقوّاته وجنوده ومستوطنيه من أرضنا المحتلّة.

 سيكبر أطفال غزّة -من بقيَ منهم- وسيدركون، أنّهم في الوقت الّذي كان المحتلّ يسعى لإبادتهم، كان المقاومون يمتشقون أسلحتهم، يتسلّقون الجبال ويُجرَحونَ بين الأشواك والأشجار، في الأنفاق والتّراب، كي يقدّموا دماءهم فداءً لهذه الأرض وهذا المسير الطّويل، وليبقى الطفل في غزّة بدمائه المتخالطة مع دماءٍ رجلٍ جنوبيّ، وآخر فلسطينيّ، ويمنيّ، وعراقيّ، لم يتركوا غزّة، امتشقوا كلّ أسلحتهم، وصوّبوها جميعًا نحو الكيان المحتلّ، فكانوا خيرَ محورٍ، وحقّقوا خيرَ انتصار! (*وكالة القدس للأنباء)

اخبار ذات صلة