/تقارير وتحقيقات/ عرض الخبر

تقرير أسرار كتيبة طمون.. مقاومة شرسة رغم الملاحقة المشتركة من الاحتلال والسلطة

2025/02/01 الساعة 11:29 ص

وكالة القدس للأنباء - متابعة

بعد مطاردة ساخنة استمرت لنحو عامين، تخللتها محاولات فاشلة عدة لاعتقالهم أو اغتيالهم، استشهد قادة كتيبة طمون في الضفة الغربية في قصف صاروخي، مساء الأربعاء، استهدفهم خلال وجودهم في باحة منزل في بلدة طمون، الواقعة إلى الجنوب من مدينة طوباس، شمال شرقي الضفة الغربية المحتلة.

بالإضافة إلى المستهدف الأول والأبرز قائد الخلية الشهيد عمر بشارات (28 عاماً) ومساعده الرئيسي منتصر بني عودة (25 عاماً)، استشهد في القصف ذاته الشقيقان محمد مثقال بني عودة (36 عاماً)، وإبراهيم مثقال بني عودة (33 عاماً).

ومع ظهور كتائب المقاومة خلال الأعوام الثلاثة الماضية في مختلف مناطق شمالي الضفة الغربية، شكلت بلدة طمون، وتحديداً في العامين الأخيرين، أحد أبرز مواقع النضال، مع مدينة طوباس، وبلدة عقابا، ومخيم الفارعة القريبة منها. واستشهد من البلدة منذ بدء الحرب على غزة 28 شخصاً، بمن فيهم شهداء الأربعاء.

وفي السياق، قال الناشط المجتمعي محمود بني عودة لـ"العربي الجديد"، إن ملاحقة الكتيبة اشتدت بشكل غير مسبوق خلال الشهرين الأخيرين، وتعاظمت بعد مقتل جندي برتبة رقيب أول وإصابة ثلاثة آخرين بجروح خطرة بينهم قائد الكتيبة، بعد تفجير المقاومة الفلسطينية عبوة ناسفة بآلية عسكرية في أحد أحياء البلدة قبل 12 يوماً، وتحديداً يوم 20 يناير/كانون الثاني الحالي.

بعض أسرار كتيبة طمون

بدوره، كشف أحد قادة كتيبة طوباس، لـ"العربي الجديد"، مفضلاً عدم ذكر اسمه، عن بعض أسرار كتيبة طمون، مشيراً إلى أنها برعت في صناعة العبوات الناسفة التي تحولت إلى جحيم للاحتلال الإسرائيلي، وجعلته يفكر ألف مرة قبل اقتحام البلدة. وقال: "إلى اليوم، يحاول الاحتلال أن يفك لغز العبوة التي انفجرت بإحدى آلياته، وقتلت ضابطاً كبيراً وأصابت آخرين، قبل عشرة أيام، فقد كانت شديدة الانفجار ومعدة بطريقة متقنة، وزُرعت في موقع حساس وخطير، ولم يتمكن الاحتلال رغم عمليات التمشيط التي ينفذها قبل كل اقتحام، من اكتشاف أمرها، فسمعنا دوي الانفجار من مسافة عشرات الكيلومترات، والذي حول الآلية العسكرية المصفحة إلى كتلة من الحديد (الخردة)".

وأشار القائد في الكتيبة إلى أن لكتيبة طمون اليد البيضاء والطولى في نقل خبرة صناعة المتفجرات إلى طوباس وعقابا، حيث كان العمل يتم بشكل مشترك وجماعي، لافتاً إلى أنهم انتقلوا من تفخيخ العبوات إلى المركبات، فقد تمكنت قوات الاحتلال قبل عدة أسابيع من اكتشاف سيارة مخفية كانت معدة للتفجير في رتل لآليات الاحتلال شرقي طمون، "ولو نجحت العملية، لكان القتلى من جنود الاحتلال بالعشرات".

وأعاد القائد في الكتيبة الفضل في ذلك إلى الشهيد هاني بني عودة (52 عاماً) الذي اغتالته قوات الاحتلال في بداية نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، فقد كان أحد أبرز المحتضنين للحالة النضالية في بلدته طمون، وهو ما ظهر في تصدي المقاومين هناك لاقتحامات الاحتلال والإثخان به، وما رافق عملية التشييع لجثمانه، حيث خرجت طمون عن بكرة أبيها.

ملاحقة مشتركة

وعلى صعيد آخر، تعرضت كتيبة طمون أسوة ببقية المجموعات العسكرية المقاومة في الضفة الغربية لملاحقة شديدة من الأجهزة الأمنية الفلسطينية، حيث عملت على اعتقال عدد من المقاومين، أو اعتقال ذويهم للضغط عليهم لتسليم أنفسهم، وآخرهم معروف ذياب بني عودة من أجل الضغط على ابنه أسامة لتسليم نفسه، وقد تم الإفراج عن الأب عقب استشهاد نجله.

وقال أحد المقربين من كتيبة طمون لـ"العربي الجديد"، بعدما طلب عدم كشف اسمه، إن هناك محاولات حثيثة لإفشال الفعل المقاوم في شمال الضفة عامة، وفي طوباس، والمناطق التابعة لها على وجه الخصوص، وهو ما تمثل بالملاحقة الأمنية المكثفة من الاحتلال والسلطة الفلسطينية، شملت اعتقال العشرات من الشبان الذين وجهت إليهم تهم محاولات تشكيل خلايا مقاومة. ولفت إلى نجاح أجهزة السلطة في تفكيك عدد كبير من العبوات الناسفة التي وضعتها المقاومة الفلسطينية في طريق دوريات جيش الاحتلال في بلدة طمون ومحيطها. وقال: "قطار المقاومة انطلق ولن يتوقف إلا في المحطة الأخيرة، بعد زوال الاحتلال عن أرضنا".

تشييع شهداء طمون

 

رابط مختصرhttps://alqudsnews.net/p/212596

اقرأ أيضا