قائمة الموقع

معظمهم في مخيم "البداوي" و"البارد" يئن تحت وطأة إهمال "الأونروا"

2012-12-27T07:40:00+02:00

من «نزوح» الى «نزوح» مأساة الشعب الفلسطيني تتكرر كلما عصفت الصراعات في عالمنا العربي، هذه الصراعات التي ترميهم في بحر «اللجوء» وتزيد من غربتهم. معاناة حقيقية وواقع مرير رافقهم في نزوحهم من مخيم اليرموك الى مخيم البداوي ليصطدموا بمأساة أشد مرارة من التعرّض للموت المحتوم، الواقع المأساوي يتجلى في عدم تأمين المأوى والملبس ورغيف الخبز والأغطية والبطانيات لتلافي البرد، والمسكن لا يتعدى الغرفة الواحدة. الواقع المرير هذا يدفعهم الى التفكير بالعودة تحت نار القذائف خصوصا في ظل اهمال الاونروا والمنظمات التابعة ومساعدتهم انسانيا.
وان كانت الغالبية العظمى من سكان مخيم «اليرموك» تربطهم علاقات القرابة مع أهالي مخيم «نهر البارد» الا ان الواقع المأساوي للبارد دفعهم للتوجه الى «مخيم البداوي» المكتظ أصلاً بالسكان وبالنازحين من «البارد» والذين حتى الساعة لم يحققوا «حلم العودة لمخيمهم» مما يزيد في الطين بلّة، ويصعّب الأحوال على الفصائل الفلسطينية والتي تسعى جاهدة في سبيل تأمين المأوى للنازحين ولا سيما أن هذا النزوح يتزامن وفصل الشتاء والذي يتطلب احتياجات خاصة لم يتم تأمينها حتى الساعة في ظل الغياب الكامل والغير مبرر لدور «الأونروا» في تحمّل مسؤولياتها، حسبما تقول الفصائل الفلسطينية. وفي المقلب الآخر فان الدولة اللبنانية ترفض تقديم المساعدات للنازح الفلسطيني على غرار النازح السوري أيضاً لأسباب مجهولة وان كانت الدولة اللبنانية في الشكل ترفض ذلك باعتبار أن «الأونروا» هي المسؤول الشرعي عن شؤون وشجون الشعب الفلسطيني.
هذا وكانت حملة النصرة (6) من الكويت قامت بتوزيع بطانيات وأغطية شتوية بالإضافة الى حصص غذائية على قرابة 300 عائلة فلسطينية نازحة من مخيم اليرموك في دمشق الى مخيم البداوي في شمال لبنان المكتظ سكانياً حيث تعاني هذه العائلات من عدم قدرتها على تأمين الإحتياجات الضرورية من الأثاث المنزلي، الفرش والأغطية واللباس، وقد أكد نائب رئيس وقف الرحمة الخيري في لبنان الأستاذ غسان حبلص عن الإستمرار في دعم صمود النازحين السوريين والفلسطينيين الى لبنان وتقديم ما توفر لهم من مساعدات لتأمين الاحتياجات الإنسانية الضرورية.
وبين إمكانية تحقيق «العودة» في ظل الأوضاع الأمنية الكارثية التي تتخبط بها سوريا، بحيث أن التوقعات لا تشير الى حل قريب كيف يتعامل «الفلسطيني» النازح مع قضيته؟!!!
النازح الفلسطيني يقول!!!
"لواء الفيحاء" جال داخل مخيم البداوي والتقى بعضاً من النازحين الذين وافقوا على الادلاء برأيهم.
آمنة مصطفى رحيم وعائلتها المؤلفة من خمسة أشخاص، احدى النازحات من مخيم العائدين في حمص منذ أكثر من ثلاثة أشهر تقول أن وصولها الى لبنان كان آمناً اما اليوم فالعديد من العائلات تئن تحت وطأة الضغط.
أحمد رحيم شقيق آمنة أكد على ان أوضاعاً مأساوية يعيشها النازحون في مخيم البداوي جراء عدم الاهتمام بهم من قبل المعنيين وايجار المنزل يتجاوز الـ 200 ألف ليرة وفي غالب الأحيان هو عبارة عن غرفة واحدة، ما من مساعدات تأتينا على غرار النازحين السوريين، ومخيم البداوي غير قادر على تحمّل المزيد من النازحين.
بدوره النازح محمود بوادي من مخيم اليرموك منذ ثلاثة أيام يروي معاناته وأولاده فيقول: الأوضاع المزرية بغنى عن التعريف وهي أسوأ من السيئ وهناك دمار كبير في مخيم اليرموك وواجهتنا صعوبات كبيرة خلال انتقالنا على الطرقات، حواجز وقصف، وهناك عائلات كثيرة عادت بعد وصولها الى الحدود بسبب عدم حصولها على اذن المغادرة.
على الحدود اللبنانية تمت معاملتنا بطريقة طبيعية حتى اننا دفعنا الرسوم التي تتوجب علينا لدخول الأراضي اللبنانية، إضافة الى ايجار السيارة التي نقلتنا من الحدود الى المخيم ولولا وجود أحد اصدقائي في مخيم البداوي لما تيسّر لنا تأمين أي قوت لعائلتي. نناشد الأونروا والدولة اللبنانية ضرورة الوقوف الى جانبنا، وحده صديقي أمّن لي هذه الغرفة بمبلغ يفوق الـ 250 ألف ليرة في الوقت الذي لم نجد فيه أشغال، الحقيقة اننا هربنا من القصف بيد ان أوضاعنا اليوم أسوأ بكثير في ظل الغياب الفاضح لكل المعنيين، الأنظار كلها تتجه صوب النازح السوري أما النازح الفلسطيني فلا يلقى العناية والاهتمام وبصراحة أفكر بالعودة الى سوريا حتى في أسوأ الحالات كونه ما من مكان نأوي إليه، ونوجّه النداء للمجتمع الدولي والأونروا المسؤولة عنا وحتى الدولة اللبنانية لمساعدتنا وتخفيف الغرامة المفروضة علينا ان لم نتمكن من تجديد اقامتنا.
والفصائل تندد بالإهمال
أبو لؤي أركان عضو اللجنة المركزية للجبهة الديمقراطية في منظمة التحرير الفلسطينية أكد ان أعداد النازحين من مخيم اليرموك الى شمال لبنان شبه محصورة بمخيم البداوي بسبب الأوضاع الأمنية التي حصلت في مخيم اليرموك وفي مخيمات سوريا، وقد بدأ توافد الأخوة منذ قرابة السنة ومنذ حوالى الأسبوع بدأ تفاقم النزوح من مخيم اليرموك بسبب دخول المسلحين إليه وقد وصل نحو سبعمائة عائلة أي بحدود 4 آلاف موزعين بين البداوي والبارد والنسبة الأكبر في البداوي نظراً للضوابط المفروضة على مخيم البارد. النازحون يستريحون في مخيم البداوي كون الوضع أسهل في الدخول والخروج منه، أما مخيم البارد فهو مغلق والحصول على العمل فيه يستوجب «تصريح عمل» أما هنا في البداوي ففرص العمل موجودة.
وأضاف: الوضع كارثي من الناحية الإنسانية بسبب الحالة المربكة التي نعيشها، نازح يستقبل نازح، يتقاسمون رغيف الخبز حتى البطانية ويتقاسمون اللوازم مع بعضهم البعض.
نسبة النازحين من مخيم البارد بعد الأحداث التي حصلت تقارب الـ 10 آلاف، ومعظم النازحين من اليرموك استقبلهم فلسطينيو البارد كون العائلات الأساسية والبلدات في فلسطين لديهم روابط نسب وقربى والعائلات الكبيرة هي: موعد، وأبو خرج وغنيم، وهذه العائلات تتوزع بين الصفورية قضاء الناصري ومخيم البارد واليرموك ولهذا يستقبلهم أبناء البارد في مخيم البداوي. الحالة مربكة بشكل مأساوي ورغم ذلك فان طبيعة عاداتنا وتقاليدنا ومن زوايا وابعاد وطنية تحتم علينا استقبال اخوتنا بقلوبنا قبل الدار، حتى أننا نبحث عنهم، فبالأمس أتت من اليرموك امرأة و4 أولاد ووالدتها وطالبت بالحد الأدنى للتدفئة، أي الأغطية والحرامات وأدنى مقومات العيش، لكن لا وجود لهذه المساعدات لدينا وخصوصا ان المضيفين من عائلات البارد لا تزال تقيم في الـ «هنغارات» الحديدية منذ حرب البارد.
وتابع: المشكلة اليوم لها 3 عناوين للتخفيف منها، وهي الاونروا والحكومة اللبنانية ومنظمة التحرير. فبالنسبة للاونروا هي المسؤولة عن اللاجئين الفلسطينيين أينما كان وأينما نزح ووصل، الاونروا لا علاقة لها بالجغرافيا وقد أعلنا وطالبنا في اجتماعات نداء لتنفيذ خطة اغاثة شاملة للنازحين من سوريا منذ أكثر من عام والاونروا لم تفعل شيئا وقد تفاقمت الأمور مع النزوحات من اليرموك. التقصير غير مبرر وهو تقصير في وظيفة أساسية من وظائفها فكيف بالإمكان ضمان دورها في في الحالات الطارئة لذا نسجل على الاونروا مسؤولية إدارة الظهر تجاه جزء ليس بالقليل من شعبنا الذي نزح قسرا. المطلوب من الاونروا استدراك الأمور من استشفاء وإغاثة وبدلات الايجار وتأمين السكن وشمول الطلبة من النازحين بمنهاج خاص في لبنان كما سائر الطلاب السوريين. هذا السؤال برسم الاونروا والضمير العالمي الذي يقف ساكتا.
اما بالنسبة للحكومة اللبنانية فالمطلوب أولا أن يتوقف البعض في الحكومة عن النظرة الاجتماعية بحيث قال البعض يجب اغلاق الحدود مع سوريا كي لا يزداد عدد الفلسطينيين في لبنان ونحن نسأل هل من غير المسموح أن يهرب نازح من أرض معركة فيها الموت المحتم الى أرض مجاورة؟؟؟
ومع ذلك نجد في الحكومة من يقف في وجه اخوتنا وقد قتل الفلسطيني سياسياً بهذه المواقف رغم عدم قتله بالرصاص والقذائف، ونحن ندعو الأخوة في حكومة لبنان وكل الأحزاب والقوى والطوائف الى التعاطي مع ملف النازحين الفلسطينيين من سوريا الى لبنان بطريقة انسانية بعيدة عن التسييس وذلك من خلال مساواة النازح الفلسطيني بأخيه النازح السوري والضغط معنا على الأونروا والمجتمع الدولي والدول المانحة لتوفير الأموال المطلوبة للأونروا للقيام بواجباتها كما نطالب الدولة اللبنانية بزيادة الفترة القانونية التي تعطى للنازح الفلسطيني من شهر الى ستة أشهر بغية اعطاء الطمأنينة له وكي لا يبقى تحت ضغط الهاجس الأمني. كما أن المطلوب من الحكومة اللبنانية المساهمة بما أمكن عبر الهيئة العليا للاغاثة وتقديم المساعدات الممكنة من خلال الأموال التي تبرّع بها المانحون في المؤتمر الذي عقد في السراي الحكومي مع شكرنا وتقديرنا الكبيرين لدولة الرئيس نجيب ميقاتي ولعدد وفير من الوزراء الذين رفضوا الدعوات لإغلاق الحدود أمام الفلسطينيين ولا سيما منهم وزراء الحزب الاشتراكي والوزير فيصل كرامي، أما بالنسبة لمنظمة التحرير فبما أنها الممثل الشعبي والوطني للشعب الفلسطيني وهي كانت وما زالت وستبقى فالمطلوب منها دور وطني وسياسي تجاه النازحين الفلسطينيين عبر القيام بحملة دولية على الدول المانحة لجمع المساعدات المادية والعينية لإغاثة النازحين حيث أنه بات من غير المقبول استمرار هذا الوضع الانساني بهذا الشكل والى جانب الدور الوطني لفصائل منظمة التحرير في سوريا لا سيما في اليرموك بالتوصل الى اتفاق بانسحاب المسلحين من المخيم وتسليمه لفصائل المنظمة والفصائل الأخرى واعتباره منطقة آمنة، الأمر الذي أدى ويؤدي الى عودة تدريجية للنازحين من المخيم إليه. وتقوم لجان من فصائل المنظمة باستقبال هؤلاء النازحين على مداخل المخيم الرئيسية لهذا نشدد على ضرورة تحييد مخيم اليرموك وعموم المخيمات في سوريا وعدم الاقتراب منها كي تتمكن العائلات النازحة من العودة الى بيوتها والحفاظ على خصوصية التجمع الفلسطيني ويحمي المخيم ورمزيته. والمطلوب عدم زج الوجود الفلسطيني في أتون الصراعات والتداخلات الداخلية لأن ذلك لا يخدم القضية الفلسطينية ولا المصالح العربية والقومية خاصة وان نموذج مخيم نهر البارد المأساوي ما زال جاسماً أمامنا وعلى الجميع أن يتعظ من هذه التجربة المرّة، فالمخيم الفلسطيني كان وما زال وسيبقى عنواناً من عناوين النضال وشاهداً من شواهد المأساة الأمر الذي يفرض على المقيمين الحفاظ على هذه الخصوصية الى جانب الأونروا وما تمثله من التزام وتجسيد دولي لقضية اللاجئين إضافة الى القرار الدولي 194 الضامن لحق اللاجئين في العودة الى ديارهم.
وختم أركان: هناك تساؤلات عن خلفية وأسباب عدم وجود خطة طوارىء، أسئلة مشروعة، لذا هناك حالة غضب واسعة وكبيرة على الاونروا خاصة وانها المسؤولة عن اللاجئين في الأقطار الخمسة والتي تتواجد فيها المنظمة، نحن نحمّل الاونروا ومن خلفها المجتمع الدولي والأمم المتحدة المسؤولية ونسأل الأمين العام بان كي مون لماذا هذا التقصير هل له خلفيات وأهداف سياسية؟ أم ماذا؟
وعن وقوع المخيم بين نارين يقول أبو لؤي: الأمر الثابت ان التجمع الفلسطيني في سوريا بمكوّناته وفعالياته اتخذ موقفا مبدئيا من الصراع في سوريا ومارسوا سياسة النأي بالنفس عما يجري في سوريا فلسنا جزءا منه وهو خارج مصلحة الشعب الفلسطيني ونحن قلنا بأن الصراع يجب أن يحل بالحوار وما زلنا ندعو لهذا الحل الفلسطيني. في لبنان لهم مصلحة أكيدة باستقرار الوضع الأمني في سوريا كما في لبنان، لذلك نحن الفلسطينيون لسنا جزءا من الصراعات التي تدور رحاها وندعو كل الأطراف الى تحييد المخيمات من دائرة الصراع لأنه لا مصلحة لاقحامنا في هذا الصراع.
وعن أعداد المقيمين في مخيم اليرموك، يقول ان المخيم يقيم فيه أكثر من 150 ألف نسمة وقد عاد نحو عشرين ألفاً من النازحين من محيط اليرموك إليه والنازحون السبعة آلاف الى لبنان ينتظرون العودة بعد خروج المسلحين للعودة بأسرع وقت الى ديارهم.
وعن وجود نازحين فلسطينيين الى الأردن يقول: لا معلومات موثقة لدينا، ولكن من المؤكد ان يكون هناك نازحين لقرب اليرموك من الأردن، نتوقع أن تنحصر مساحة النزوح وتتقلص في الأيام القليلة المقبلة وسنسعى الى تأمين عودتهم وأكثر العائلات لديها قناعة بوجوب العودة.
من جهته مسؤول لجنة المتابعة للجان الشعبية والقيادي في الجبهة الديمقراطية في مخيم نهر البارد خليل خضر يعلق على الموضوع قائلاً: منذ اللحظة الأولى للنزوح أعددنا كشوفات بأسماء النازحين وسعينا لتقديم المساعدات عبر المؤسسات الفاعلة في هذا المجال بيد ان الوضع صعب جداً كون العائلات اليوم لا تملك أدنى مقومات العيش الكريم وفي المقابل فان «الأونروا» لم تحرك ساكناً بالرغم من كل الجهود المبذولة لوضعها أمام مسؤولياتها، النزوح يكون من قرية الى قرية بيد ان ما نقف أمامه اليوم هو «لجوء» بكل ما للكلمة من معنى، مؤخراً أبلغتنا الأونروا أنه سيتم توزيع مساعدات على يومين أحدهما اليوم «الخميس» وغداً «الجمعة» بيد ان هذه المساعدات ستكون على مرة واحدة فقط، لذا نطالب الأونروا بحمل مسؤولياتها تجاه الشعب الفلسطيني من خلال دفع الايجارات بدل الشقق وتأمين المواد الغذائية والحرامات الضرورية ذلك أن الصليب الأحمر اللبناني وحده تفرّد بتقديم مثل هذه المساعدات من حرامات وبطانيات للنازحين في مخيم البداوي.
وحول أعداد النازحين في مخيم البارد يقول: هناك 400 نازح معظمهم من مخيم اليرموك و500 عائلة في البداوي ويومياً هناك عائلات تأتي هرباً من الأوضاع الأمنية السيئة وبالطبع هم لا يملكون الا ما ندر من الأموال لا تكفيهم أياما معدودة الحاجة ماسّة للالتفات إلينا من كل المؤسسات، ونناشد الحكومة اللبنانية ضرورة اعفاء النازح من غرامة تجديد اقامته في ظل الظروف القاسية التي يتخبط بها. وتابع: أهالي البارد نازحون فكيف بالإمكان استقبال النازح السوري؟؟ سؤال يبقى برسم المسؤولين جميعهم والقيّمين على قضيتنا، ونعلن بأننا مع عودة النازحين الى منازلهم فور انتهاء الأزمة التي لا علاقة لنا بها لا من قريب ولا من بعيد.


المصدر: اللوء
 

اخبار ذات صلة