/مقالات/ عرض الخبر

بيانات "الإدانة" و"الاستنكار" العربية لا توقف العدوان "الإسرائيلي" ولا تفشل مخططاته!..

2025/01/13 الساعة 02:22 م

هبة دهيني*

على مدى أكثر من عامٍ كامل، تعرّضت فيه غزّة لأخطر أنواع الإبادة الجماعيّة على مرّ التّاريخ، و"تُوِّجَ" فيه العام المنصرم بلقب عام تخاذل العرب تجاه غزّة، والوحشية غير المسبوقة من قبَل العدوّ "الإسرائيليّ"، لم تصعد من حكومات العرب المطبّعة سوى الإدانة -إن ذُكِرَت- ولم ينتج أيّ أثر ملموسٍ من كلامهم يؤدي إلى وقف العدوان.

وفي وقتِ امتشاقِ المجاهدينَ صهوة النضال والكفاح والقتال بأقل القدرات الممكنة، ليردعوا العدوان ويتصدّوا لمذابحه المستمرة، كانت الحكومات "العربية" التي سلّمَت رأسها لمقصلة الكيان، ترقص على دمائهم، وتغنّي على وقع الإبادة، وحين تريد فعل شيء لئلّا تصبح صورتها شنيعةً أمام العالم، تقدّم إداناتها و"حزنها" في كلماتٍ لا تتعدى بيانًا واحدًا، تنتقد فيه "مقتل الضحايا من كِلا الطّرفين"!

مخطّطات العدوّ تهيمن على غزّة والضفة الغربية ومنطقة غرب آسيا كلها التي يسعى الاحتلال إلى جرّها نحو "شرق أوسط جديد"، كلّ هذا الصمت خيانة، والتطبيع مع المجازر حُجّةٌ على أكتاف العالم العربيّ، الذي لم يستطع أن يُدفئَ طفلًا غزّيًّا يرتجف بردًا في خيمةٍ مهترئة، غمرتها أمطار كانون الثاني/يناير، ولا أن يشبع معدةَ مولودٍ جديدٍ ماتَ جوعًا وخوفًا وقهرًا وبرداً.

استنكارُ العرب للعدوان، هروبٌ من واجبهم لفك الحصار عن القطاع ووقف الإبادة التي يستطيعون إيقافها لو جمعوا جيوشهم وكلمتهم وقوتهم الحاضنة للكيان "الإسرائيلي" الغاصب، بدلًا من توفيرها لحماية غزّة من أضخم إبادةٍ وحشيّةٍ يشهدها التاريخ الحديث، فتجرّ الحكومات تلكَ أنفسها إلى الدّرك الأسفل من الخذلان والوَهن والخَبال.

إنّ التاريخ اليومَ يُكتَب، وإدانات العرب ستكون في خانةِ الحقدِ والتخاذل والظلم والتطبيع، طالما هم يشطّونَ في حججهم الواهية، وذرائعهم الوهميّة، وكلماتهم التي لا طائل منها، فهم في القعر الأدنى من التاريخ، ولو كانت بلادهم على حدود غزة، فإنّ السلاحَ هو من يقرّب المسافة اليوم، إذ استطاع اليمن الأبيّ أن يكون قريبًا من غزة، حاضنًا لشعبها الصّامد، داعمًا لمقاومتها الحَقّة، ولو بعُدت المسافات، وقد سطّر حزب الله في لبنان، أسمى معاني التضحية والإباء في جبهة الإسناد عبر الدماء التي ذرفتها البلادُ دمعًا حيًّا على طريق القُدس، وصولًا للعراق والعمليات التي لم تتوانَ عن نصرة فلسطين، والجمهورية الإسلامية في إيران، والدعم المستمر للمقاومة في فلسطين.

أين حكومات "العرب" من كلّ هذا؟ الإدانات لا تحرّك في "إسرائيل" ساكنًا، إنّما السّلاح هو من يفعل، الكفاح المسلّح الذي أتقنه رجالنا في ساحات المعارك، بينما يجلس الحكّام في قصورهم المرفّهة، وأجساد الغزيين النحيلة تتأوّه جوعًا وقهرًا وبرداً، إذ لن تنتهيَ النّكباتُ بالإدانة، ولا بالاستنكار الذي يكتبه المطبّعون بيدٍ ثمّ "يحتضنون" الكيان باليد الأخرى، بل إنّ الإبادة تنتهي بالنضال والمقاومة، فإن أردتم أن تدخلوا كتب التاريخ المُعَنوَنةِ بنصر المقاومة، فاستلّوا سلاحكم، وإلّا فمقصلة التاريخ ستقتل القاصي والداني منكم.

*وكالة القدس للأنباء

رابط مختصرhttps://alqudsnews.net/p/212030