قائمة الموقع

تشابه روايات سلطة رام الله وسلطة الاحتلال، والهدف واحد!..

2025-01-09T14:53:00+02:00
سبطة في خدمة الاحتلال
آلاء الغزي

في ظل الإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال "الإسرائيلي" في قطاع غزة، تتبنى سلطة رام الله في الضفة الغربية المحتلة، خطابًا مشابهًا لخطاب الاحتلال في قطاع غزة، وذلك لتبرير عمليتها المشبوهة ضد المقاومين في مخيم جنين، وباقي مخيمات الضفة.

هذا التشابه الخطير لا يقتصر على تبرير الإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال في قطاع غزة، وما جرى في لبنان، فحسب، وانما يمهد لتكرار المشهد وتسلط الضوء على إبادة مستقبلية سيرتكبها الاحتلال في الضفة الغربية، حيث يتم استخدام نفس الروايات والاتهامات، لشرعنة استهداف المقاومين وحاضنتهم الشعبية، وكذلك، المؤسسات الصحية والمستشفيات والبنى التحتية، تحت شعار: "محاربة الإرهاب".

استنادا لهذه المقولة، صرّح العميد أنور رجب، من أجهزة أمن السلطة: أن "هذه المجموعات لا تزال تستخدم مستشفى جنين الحكومي لإطلاق النار وإلقاء القنابل اليدوية على أجهزة الأمن، وتفاجأنا بكمية ونوعية الأسلحة التي تستخدمها هذه المجموعات." وذلك بعد أشهر من تصريح الجيش الإسرائيلي لخطاب جاء فيه : "تم التعرف على مسلح في جنين دخل منطقة المستشفى الحكومي وتحصن فيه. هذا مثال آخر على الاستخدام الساخر للبنية التحتية الإنسانية بما في ذلك المستشفيات كملاجئ وأماكن للاختباء"،

بموازاة ذلك، استخدم الاحتلال ذات الخطاب، مع كل استهداف للمستشفيات في قطاع غزة، وإخراجها عن الخدمة وارتكاب مجازر فيها، وتكرر الخطاب مع مراكز الإيواء وخيم النازحين.

من ناحية أخرى، اتهم أنور رجب المقاومين في جنين، بأنهم "خارجون عن القانون" و"يتبنون النهج الداعشي."

وهذا الاتهم يتساوق مع ما قاله رئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو عند بداية الحرب على غزة: "حماس هي داعش" .

في رواية مشابهة، يصف الاحتلال عملياته في غزة بأنها موجهة ضد "وكلاء إيران"، حيث قال: "نحارب إيران ووكلاء إيران في قطاع غزة."

وحاليًا، تستخدم الحسابات والصحفات التابعة لحركة فتح وسلطة رام الله مصطلح "محاربة المشروع الإيراني" في إشارة إلى عملية السلطة ضد المقاومين في جنين .

بالاضافة الى ذلك، قال المتحدث باسم جيش الاحتلال أفيخاي أدرعي في سبتمبر/أيلول 2024: "حركتا حماس والجهاد الإسلامي تستخدمان سكان غزة كأداة للاستغلال، إذ تدرك الحركتان خطورة هذه الصواريخ على حياة السكان وتعتبرانها بمثابة تهديد."

في السياق ذاته، قال العميد أنور رجب بعد تفجير السلطة مركبة مفخخة أعدها المقاومون لاستهداف الاحتلال: "المركبة كان من المقرر تفجيرها وسط المواطنين وعناصر الأجهزة الأمنية، في إطار عمل إجرامي جبان يعكس نهجًا دخيلًا على قيمنا الفلسطينية."

كما صرّح المجلس الثوري لحركة فتح: "نُتابع الاعتداءات في جنين عبر زرع العبوات المتفجرة في الشوارع المكتظة بالسكان، أو أمام المستشفيات، أو بيوت الضباط."

سلطة رام الله ترى بعينها كيف يقوم الاحتلال بشكل منهجي في تقويض سلطتها،  ومصادرة الأرض ومقدساتها ومحاولة ضم الضفة الغربية، غير انها تقوم بالتنسيق مع الامريكان لكي يسمح لها "الاسرئيليون" بالتزود بأسلحة اميركية لقمع مقاومة جنين، بل وترى في ذلك (بحسب موقع اكسيوس "لحظة حاسمة" بالنسبة لها. وكأن السلطة تلاحق الزمن لتبرير وجودها لدى الاحتلال وربما لدى ترامب القادم، كي تحجز لنفسها "مكانا" لحكم قطاع غزة!..

لقد فقدت سلطة رام الله البوصلة، ووصلت إلى درجة غير مسبوقة من الانحدار والسقوط، حيث تنفذ بدم بارد أجندة "إسرائيلية" أمريكية بامتياز، وانخراطها في خطة فنزل الأمنية الهادفة الى  إخضاع مخيم جنين لمعايير الاحتلال وتنفيذ ما لم يستطع الاحتلال تحقيقه خلال السنوات الماضية من القضاء على المقاومة ونزع أسلحتها، في جنين وباقي الضفة الغربية!..

اخبار ذات صلة