تشهد مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان حالة من الغضب والاستياء ضد العملية العسكرية التي تنفذها "سلطة رام الله" في مخيم جنين بهدف القضاء على المقاومة والمقاومين بزعم أن عناصر المقاومة في المخيم هم أشخاص "خارجون عن القانون" وفق ما تقوله السلطة. وأثارت هذه العملية ردود فعل بين أوساط أبناء الضفة الغربية، وتجمعات اللاجئين الفلسطينيين، بخاصة في لبنان، الذين يرون في هذه الخطوة تهديدًا مباشرًا لنضالهم ومقاومتهم ضد الاحتلال "الإسرائيلي".
وأسفرت العملية العسكرية حتى الآن عن تدمير عشرات المنازل وارتقاء 8 فلسطينيين بينهم الصحفية شذى الصباغ والطفل محمد العامر والقائد في كتيبة جنين يزيد جعايصة، وليس آخرا إطلاق الرصاص المتعمد على منزل عائلة الحاج في مخيم جنين، ما أدى إلى استشهاد محمود الجلقموسي (الحاج)، وابنه الطفل قسم (14 عاماً)، وإصابة ابنته بجراح... واعتقال العشرات من أبناء المخيم، ومن بينهم مطاردين. من قبل سلطات الاحتلال.
وأعرب الفلسطينيون في مخيمات لبنان عن رفضهم الشديد للعملية العسكرية التي تخدم مصالح الاحتلال "الإسرائيلي" في القضاء على المقاومة في غزة والضفة، معتبرين أن تساوق السلطة مع الاحتلال "الإسرائيلي" في مشروعه ضد المقاومة هو خيانة لدماء الشهداء ولتاريخ شعبنا الفلسطيني الممتد منذ نحو 100 عام.
وقوبلت العملية العسكرية بالرفض والاستهجان من قبل اللاجئين الفلسطينيين الذين تساءلوا عن حقيقة وأهداف ودوافع هذه العملية، مؤكدين أن السلطة تقدم خدمة مجانية للاحتلال "الإسرائيلي" من خلال مواجهتها للمقاومين وملاحقتهم لا سيما في ظل حرب الإبادة التي يرتكبها الاحتلال في قطاع غزة، ومشاريع الاستيطان والتهويد التي تستهدف الضفة أرضا ومقدسات، وفي مقطمتها المسجد الأقصى المبارك.
يقول الشاب محمد عوض من أبناء مخيم نهر البارد، شمال لبنان: "ليس هناك فرق بين ما تفعله "السلطة الفلسطينية" داخل مخيم جنين من استهدافها للمقاومين وما يفعله الاحتلال، وما تقوم به السلطة لا يخدم الا الاحتلال "الإسرائيلي" الذي يتابع عن كثب ويشرف على سير العملية العسكرية بالتنسيق مع عدد من الضباط الأمريكيين في رام الله"، مؤكدًا أن هذه العملية العسكرية ستفشل في القضاء على المقاومة في جنين والضفة الغربية.
وتابع عوض: نحن أبناء المخيمات الفلسطينية في لبنان مع المقاومة قلبًا وقالبًا، ولن نتخلى عنها فهي أملنا الوحيد للعودة إلى بلدنا الحبيب فلسطين، ونرفض الحملات الإعلامية الموجهة لدعم عملية السلطة لأن ذلك كذب وافتراء وتزوير للحقائق، وهي محاولة فاشلة لنقل الصراع إلى المخيمات الفلسطينية في لبنان.
وشهدت المخيمات الفلسطينية في لبنان سلسلة من الدعوات الشبابية لتنظيم أنشطة تضامنية مع غزة والضفة الغربية ومخيم جنين، قبل أن يتم التراجع عنها خشية استهدافها من قبل بعض المشبوهين.
وعبر عدد من الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي عن تضامنهم ودعمهم الكامل لأهالي جنين ومقاومتها، مؤكدين أن جنين كانت وما زالت وستبقى رمزًا للمقاومة والصمود، وأن أي عمل يستهدف المقاومة هو خيانة لتضحيات الشعب الفلسطيني ونضاله المستمر ضد الاحتلال منذ عقود.
فيما اعتبر الناشط الإعلامي عبد الكريم محمد أن العملية العسكرية التي تشنها السلطة الفلسطينية في جنين هي امتداد للحرب الكونية "الإسرائيلية" التي تنفذها حكومة الاحتلال في غزة، وهما عملية واحدة تهدف إلى تقويض جهود المقاومة في مواجهة الاحتلال.
بدوره، يقول الناشط في الحراك الفلسطيني في مخيم نهر البارد محمد أبو قاسم: "نتابع بحسرة ومرارة ما يحصل مع شعبنا وأهلنا ومقاومتنا في مخيم جنين وتفاجأنا بأعمال السلطة الفلسطينية بحق مقاومتنا في جنين من حصار وقتل واجرام، ونعتبر أن ما يحصل هو طعن للمقاومة ولأهلنا الصامدين في غزة.
ويطالب الفلسطينيون السلطة بأن تكون جزءًا من الوحدة الوطنية بدلاً من أن تكون أداة في يد الاحتلال تنفذ مخططه الذي يتعارض مع ثوابت القضية الفلسطينية..