قائمة الموقع

2025.. الضفة الغربية المحتلة أمام تحدي الاستيطان

2025-01-03T12:03:00+02:00
هبة دهيني*

في سياق المذابح المستمرّة والموت الجماعيّ في قطاع غزّة، وتجنيد الاحتلال لمستوطنيه ليكونوا أداةً لمشاريع وحشيّة يقتل فيها العدوّ بثلاثيّة الموت -البرد والجوع والقصف- النّازحين في الخيام، تستكمل آلة الحرب "الإسرائيليّة" استيطانها في الضفة الغربية المحتلّة، بتمنّيات حكومة العدوّ الواهية في أن تصبح الضفة معقلًا للاستيطان.

إذ كشفت تقارير إعلامية عبريّة عن مخطط استيطاني يستهدف الضفة الغربية، وأتى ذلك بالتزامن مع تصريحات الوزير اليميني المتطرف بتسلئيل سموتريتش، بأنّ (2025 سيكون عام الحسم وضمّ الضفة إلى "إسرائيل")، فبعدما كان عام 2024 مليئًا بالاقتحامات "الإسرائيلية" في الضفة، فتح نتنياهو "شهيَّته" تجاهها، وقرّر أن يقضم أراضيها بالتوازي مع طموحاته الوهمية لمسح غزّة بالكامل، فماذا في تفاصيل ذلك؟

وتيرة الاعتداءات "الإسرائيلية" لم تتوقف، إلى جانب التخطيط لتنفيذ "مشروع" ضمّ الضفة للأراضي المحتلة، بعدما شجّع سموتريتش على ملء الضفة بالمستوطنات والمستوطنين، حتى يفقد الفلسطينيون كل أملٍ لهم بدولة مستقلة، فهذا ما يطمح إليه العدو، ليجعل الفلسطينيين بين خيارَينِ أحلاهما مرّ: التطهير العرقيّ والإبادة المباشرة.

فمن الإبادة الجماعية في غزّة، إلى التطهير العرقي والاستيطان في الضفة الغربية، تتّضح حقيقة الكيان المحتلّ أكثر لأولئك الذين لم يبصروا شلال الدم الغزّيّ بعد، فهذا الكيان يريد تنفيذ مخططه ومشروعه ببناء شرق أوسط جديد على جغرافيا غرب آسيا، وما استيطان الضفة سوى مقدّمة لمخططاتٍ نازيّة آتية.

تحدٍّ استيطانيّ يهدّد الضفة الغربية المحتلّة، ومع ذلك، لم يتوقف المقاومون على مدى أكثر من 450 يومًا من الإبادة الجماعية والاستيطان والهدم والقمع والاقتحامات، عن النضال والكفاح والتصدي للمستوطنين وجنود الاحتلال، فشهدَ عام 2024 5892 عملًا مقاومًا نوعيًّا وشعبيًّا في الضفة الغربية والقدس المحتلّة -التي يعمل الاحتلال على هدم منشآتها وجرفها وتدميرها- أسفرت هذه العمليات عن مقتل 48 "إسرائيليًّا"، وإصابة 386 آخرين.

فخلال كلّ هذه الأيام التي يحارب فيها الاحتلال الحجر والبشر في غزّة، لم يقدر "جيشه" الواهي على اقتلاع المقاومة، ولا على فرض سيطرته العسكرية، ولا على مسح قطاع غزة وإبعاد كل الغزيين المتمسكين بأرضهم، ولا على استعادة أسراه، فيفرغ بعد ذلك حقده بالمدنيين والأطفال والنساء العزّل.

ومن هنا، فإنّ الكيان الذي أنشِئَ على دماء الفلسطينيين، ووجوده غير الشرعي وغير القانوني، لن يغيّر من أسلوب وحشيّته أبدًا، وكلّ مذابحه لن تردع المقاومة عن القتال لا في غزة ولا في الضفة، ولا في الداخل الفلسطيني المحتل.

 هذا العام، ترى فيه "إسرائيل" أحلام استيطانها، وعامٌ تبصر فيه المقاومة قوّتها التي لن تموت، وستنبض مع كلّ شهيدٍ وكلّ قطرة دمٍ تسقط على هذه الأرض الشريفة، التي يدنّسها المستوطنون أينما حَلّوا، فإن أرادوا استيطان الضفة، فليعلموا أنّ القرار يعود إلى ميزان القوى، ونضال الشعب الفلسطيني صنع اليوم أكبر قوّة ممكنة لمقارعة هذا الاحتلال، وهي القدرة على استمرار المقاومة، فحتى لو أعلن المحتل استيطان الضفة، هذا لن يوقف إرادة الشعب الفلسطيني، ولن يمسحَ وجوده ولا إصراره ولا عزيمته لاستمرارية القضية الحقّة، وللعودة وإن بدت اليوم بعيدة إثر مخططات المحتلّ، فإنّ إفشال مخطط الكيان في كافة الأراضي الفلسطينية، لا وبل في أراضي غرب آسيا، ليس ضربًا من خيال، ما دمنا نقاتل، بالسلاح واللحم الحي والحجارة!

*وكالة القدس للأنباء

اخبار ذات صلة