تعيش الأسر النازحة في قطاع غزة ظروفاً قاسية، بسبب البرد الشديد، بعد أن تسببت الأمطار الغزيرة بأضرار فادحة للأماكن التي لجأوا إليها هرباً من القصف. فقد غمرت مياه الأمطار الخيام، ما رفع نسبة البرودة التي تسببت باستشهاد سبعة أطفال حتى اللحظة.. نتيجة تجمد الدم في عروقهم، في ظل فقدان التدفئة، كان آخرهم الطفل علي بطران، الذي ولد قبل 30 يوماً، في خيمة، وسط القطاع، وهو توأم الطفل جمعة، الذي توفي قبله بيوم واحد.
وأعلنت وزارة الصحة بشكل رسمي استشهاد سادس طفل بسبب البرد خلال أقل من أسبوع، وأكد الأطباء إنهم تجمدوا حتى الموت، أثناء وجودهم في الخيم وانخفاض درجات الحرارة .
نموت جراء كل أنواع القتل..
وقد عبّر الأهالي عبر مختلف وسائل التواصل عن معاناتهم جراء هذا الوضع المأساوي، مناشدين كل الهيئات والمؤسسات الدولية، والضمير العالمي التحرك، والخروج من ثلاجات الموتى، بعد أن أصبح الوضع غير محتمل.
وبينت كريمة النجار، انه "بعد ليلة برد قارس، طلع علينا الصبح ونحن ما زلنا أحياء، ولكن بروح مرهقة، وقلب موجوع"، مضيفة: "ما حد يحكيلنا كيفكم يا أهل غـزة، وكيف الوضع عندكم، نحن نموت من القهر والبرد والخوف والجوع والقصف، نحن نموت بكل أنواع القتل، هذا هو حالنا وأكثر!، موضحة "احنا الكبار مش متحملين البرد كيف الأطفال؟ رضيعة توفيت بالخيم من شدة البرد، يا عالم يا مسلمين، أقسم بالله، بالليل الجو كإنه ثلاجة، يعني قريباً رح تترحموا علينا حسبنا الله ونعم الوكيل".
الأطفال تجمدوا!
وقالت غزاوية أخرى: "كيف ستنجو الأسر النازحة في مثل هذه الظروف الجوية القاسية!. الخيام متهالكة، المياه غمرت كل شيء، لا ندري كيف سنتمكن من قضاء الشتاء بهذه الطريقة"، مضيفة: "الأطفال تجمدوا من البرد، والرضع استشهدوا، 6 في أقل من أسبوع! ولا حياة لمن تنادي"!
أنقذونا من هذا الموت البطيء
من جانبه، تساءل الغزاوي محمود حاج، على: "ماذا تعني 2024؟ ونحنا ما عشنا فيها يوم واحد دون نزوح أو قصف أو شهداء أو معاناة"، مضيفاً: 'سنة كاملة ممسوحة من سجل حياتنا، وكل واحد في غزة سيموت حتماً، ليس من العدو إنما من البرد الذي يفتك عظامنا.. متنا من البرد يا عالم، يا مسلمين"
وكان المفوض العام ل"وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين -أونروا" فيليب لازاريني، قد أكد إن أطفال غزة يتجمدون حتى الموت بسبب البرد ونقص المأوى"، موضحاً أن "الأغطية والإمدادات الشتوية ظلت عالقة منذ أشهر في انتظار الموافقة على دخولها إلى غزة"، داعياً إلى وقف فوري لإطلاق النار".
هكذا يواجه الفلسطينيون في غزة البرد القارس وعدم توافر المأوى، وسط تصعيد عدوان الإبادة، ومنع وصول المساعدات الأساسية من غذاء ومياه ورعاية صحية ووسائل تدفئة إليهم، ناهيك عن أنهم مستمرون من نزوح لآخر منذ أكثر من عام، فيما يعاني الأطفال من سوء حاد في التغذية، ومن البرودة الشديدة
.