وكالة القدس للأنباء - متابعة
أعلنت الأجهزة الأمنية الفلسطينية، صباح اليوم السبت، عن مقتل أحد الضباط في حرس (محمود عباس) خلال (الاعتداء) على مخيم جنين شمالي الضفة الغربية، فيما يتواصل الحصار على المخيم لليوم الرابع والعشرين على التوالي. وأكد الناطق الرسمي لقوى الأمن الفلسطيني أنور رجب، في تصريح صحافي، مقتل الضابط الرائد حسين أحمد حسن نصار، مرتب حرس الرئيس، من مدينة يطا في محافظة الخليل، الذي قتل فجر اليوم خلال عملية الاعتداء على مخيم جنين.
ولليوم الرابع والعشرين على التوالي، تواصل الأجهزة الأمنية لسلطة رام الله حصار مداخل مخيم جنين مع إغلاقها بالسواتر الترابية، فيما قتل خمسة من أهالي المخيم إضافة إلى مقتل خمسة من ضباط الأجهزة الأمنية الفلسطينية. ويشهد مخيم جنين اشتباكات بين مقاومين فلسطينيين والأجهزة الأمنية الفلسطينية بالتوازي مع السيطرة على منازل في مناطق مختلفة من المخيم وتحويلها إلى ثكنات عسكرية وطرد سكانها منها ونشر قناصة عليها، فيما قصفت الأجهزة الأمنية الفلسطينية بقذائف محمولة، أمس، منازل يعتقد أن فيها مقاتلين من كتيبة جنين التابعة لسرايا القدس، الذراع العسكرية لحركة الجهاد الإسلامي، ما أدى لاشتعال النيران فيها.
وتصاعدت حدة الأحداث بعدما أعلنت الأجهزة الأمنية لسلطة عباس، في الرابع عشر من الشهر الجاري، عن تنفيذ المرحلة ما قبل الأخيرة من العملية الأمنية المسماة زورا وبهتانا، "حماية وطن"، بهدف استعادة السيطرة الأمنية في المنطقة.
وشهدت مدينة جنين ومخيمها مسيرات مبايعة للمقاومة ورفضاً لسياسات الأمن الفلسطيني، ومن أجل حقن دماء الفلسطينين، كما شهدت المدينة إضرابات تجارية على عدة أيام لإنهاء الأزمة وخشية من الأوضاع الميدانية في ظل تواصل الاشتباكات، فيما قدم العديد من المبادرات على مستوى الضفة الغربية لإنهاء الأزمة لكنها لم تنجح حتى الآن.
وكانت فصائل فلسطينية حذرت من احتمال انتقال الأحداث المتوترة التي يشهدها مخيم جنين إلى مناطق أخرى في الضفة الغربية، داعية إلى إنهاء الحملة الأمنية على مخيم جنين، فيما أعربت منظمات أهلية فلسطينية عن مخاوفها من تأثير هذه الأحداث على السلم الأهلي داخل المجتمع الفلسطيني.
ويوم أمس الجمعة، حذرت حركة حماس من عواقب لجوء الأجهزة الأمنية الفلسطينية إلى الضرب وإذلال المواطنين الفلسطينيين بسبب موقفهم من حملتها في جنين شمالي الضفة الغربية، وذلك في أعقاب نشر مقاطع فيديو تظهر تنكيل قوات الأمن بالمعتقلين. وتأتي الأحداث على خلفية اعتقالات نفّذتها الأجهزة الأمنية بحقّ نشطاء من المخيم ينتمون لحركة الجهاد الإسلامي، تبعها استيلاء أفراد الكتيبة، في الخامس من الشهر الجاري، على مركبتين إحداهما تعود للارتباط العسكري الفلسطيني والأخرى لوزارة الزراعة، أعقبها عودة اعتقال نشطاء وذوي شهداء من المخيم ثمّ حصاره وإغلاق مداخله.
في غضون ذلك، دعت الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان "ديوان المظالم الفلسطيني" اليوم السبت، إلى وقف خطاب الكراهية، والتحقيق بفيديوهات تظهر إساءة معاملة الفلسطينيين من قبل ضباط الأمن الفلسطيني، على خلفية موقفهم مما يجري في مخيم جنين.