/تقارير وتحقيقات/ عرض الخبر

تقرير أهالي المخيمات لـ"القدس للأنباء": نحن بيئة المقاومة وتجمعنا مع الشعب اللبناني رباط الدم والأخوة

2024/12/22 الساعة 02:05 م

وكالة القدس للأنباء – مصطفى علي

أكد العدوان الصهيوني الإجرامي على لبنان بشكل عام وعلى ضاحية بيروت الجنوبية بشكل خاص كونها تمثل معقل المقاومة الجبهة الرئيسية المساندة للمقاومة الفلسطينية في غزة العزة، على مدى اللحمة وروح الأخوة ورباط الدم التي تجلت بين الشعبين الفلسطيني واللبناني، حيث لبى أهالي المخيمات نداءات الاستغاثة لأهلهم النازحين من الضاحية الجنوبية وجنوب لبنان إلى أحياء العاصمة بيروت.

فقد شهدت حركة نزوح كبيرة بعد استهداف ضاحية بيروت، وبرج البراجنة، حيث سقط عددًا كبيرًا من الشهداء المدنيين الأبرياء وقد سكن الحزن والألم نفوس الأهالي في المخيمات، وذلك بسبب شدة القصف الصهيوني الهمجي على الضاحية التي هجرها أهلها وسكنها الخراب والدمار كعقاب لها بأنها هبت نصرة لأهل غزة الكرامة.

وبالرغم من شدة القصف والدمار إلا أن هذه الحرب الشنيعة قد أثبتت مدى التأخي ورباط الدم الذي يجمع شعب المقاومة في لبنان مع إخوانهم في المخيمات الذين لبوا نداء الواجب الإنساني بفتح بيوتهم للنازحين والتجمهر أمام مراكز الإيواء لتقديم المساعدات الإغاثية والعينية للنازحين ومن الضاحية الجنوبية والجنوب اللبناني الصامد.

رباط الأخوة والدم

يقول مدير جمعية الشفاء للخدمات الطبية في بيروت، محمد حسنين، في حديثه لـ"وكالة القدس للأنباء"، فور بدء موجات النزوح لأهلنا في الجنوب والضاحية نحو العاصمة بيروت، قررنا أن نكون معهم ورفعنا حالة التأهب القصوى في صفوف كوادرنا وطواقمنا الطبية في مخيمات بيروت، حيث قمنا بإنشاء مراكز مناوبة على مدار الساعة أمام مركز الإيواء معهد الحريري بالقرب من مخيم شاتيلا، وقد قدمنا جميع الاحتياجات من طعام وشراب ولباس بالإضافة إلى إجراء الفحوصات  وعلاج المرضى وتأمين الدواء والمستلزمات الطبية ".

وأشار حسنين إلى روح التضامن والتكافل الاجتماعي الذي أبدوه أهالي المخيمات فتجمهروا أمام المستشفيات للتبرع بالدم للجرحى المصابين، كما لفت وجود المبادرات الفردية كتقديم الماء ووجبات الطعام الجاهزة وغيرها".

وختم حسنين كلامه،  مؤكدًا على "وحدة التآخي والتلاحم بين الشعبين  اللبناني والفلسطيني الذين يجمعهما حب المقاومة من أجل القدس وفلسطين".

صامدون في المخيمات

بدوره الناشط الشاب في مخيم برج البراجنة، أمجد بدوي، فأكد على أن الشعب الفلسطيني مجاهد بالفطرة، حيث يشب ويترعرع على حب فلسطين ومن ناصر قضيتها العادلة، فكيف لا نقف مع من وقف مع أهلنا في غزة، ولذلك قررنا ومنذ اللحظة الأولى لبدء العدوان والقصف الصهيوني على الضاحية الجنوبية أن نكون مع شعب المقاومة، حيث فتحنا المطابخ الخيرية لتقديم الوجبات الجاهزة لإخوتنا النازحين، كما استنفرنا كل طواقمنا الطبية العاملة في مخيم برج البراجنة ".

وأشار بدوي إلى أن شباب المخيم لم يتركوا أرض المخيم طيلة أيام العدوان بالرغم من شدة القصف والدمار الذي طال مناطق قريبة جدًا للمخيم، إلا أننا استطعنا أن نخبز الخبز في المخيم ونوصل الخبز والماء والطعام إلى النازحين ومن قرر البقاء في الضاحية".

أما المسعف في "جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني" وسام الدبدوب فقد نوَه بسرعة رجال الإسعاف والدفاع المدني الفلسطيني للوصول إلى أماكن القصف والمشاركة في إطفاء الحرائق وانتشال الشهداء والجرحى من تحت ركام المباني المدمرة".

كما أكدت الممرضة سهى السايس بأن الكثير من الجرحى تلقوا العلاج في مستشفى حيفا داخل مخيم برج البراجنة وذلك بالرغم من تضرر مبنى المستشفى إلا أن الأطباء وجميع الكوادر الطبية لم يغادروا المستشفى طيلة أيام العدوان".

هكذا تبقى المخيمات الفلسطينية صمام الأمان للاجئ الفلسطيني، فهي كما يقول الفلسطينيون زيارة مؤقتة في لبنان بانتظار العودة إلى فلسطين، لكن هذه المخيمات مستهدفة وفي عين العاصفة، ولا يعرف متى يتذرع العدو بأي ذريعة حتى يغتال المخيمات، كونها حامية للقضية الفلسطينية وعنوان العودة.. لذا تتجدد المخاوف الأمنية من التصعيد بين العدو والمقاومة في لبنان، ما قد يؤدي إلى حرب شاملة.

على الرغم من الوضع الاقتصادي المتردي، والحرمان من الحقوق الإنسانية، غير أنه وأمام الإجرام الذي يقوم به العدو، تبقى المخيمات البيئة الحاضنة للفلسطينيين، وخزان المقاومة ورمز النضال من أجل العودة إلى فلسطين.

رابط مختصرhttps://alqudsnews.net/p/211409

اقرأ أيضا