هبة دهيني*
صاروخٌ بالستيّ واحدٌ من اليمن، يهزّ يافا المحتلّة بمَن فيها، ويزرع القلق في قلب مليون مستوطنٍ فيهرعون إلى الملاجئ. صنعاءُ الّتي لم تتوقف عن إسناد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة منذ بدء العدوان، ولوَّنَت صواريخها سماء فلسطين المحتلّة، وعلّمَت العالم، أنّ اليمنيّ الحافي المحاصَر في صنعاء، أقرب إلى غزّة من كلّ الحكومات العربيّة المتخاذلة..
ففي وقتٍ ينامُ "العرب" على أسِرّةٍ من ذهب، وأطفال غزّة يموتون بردًا وجوعًا، تستهدف القوات المسلحة اليمنية الكيان بأكثر من 1100 صاروخ وطائرة مُسيّرة، كحصيلةٍ أوّليّة، منذ بدء حرب الإسناد.
"صنعاء تعيش في مواجهة مفتوحة مع الكيان، ولن تتوقف عن تنفيذ هجماتها ضده حتى وقف الحرب على غزة"، هذا ما أكّده قائد حركة أنصار الله، السّيّد عبد الملك الحوثي، في الوقتِ الّذي يصعّد اليمن عمليّاته نُصرةً لشعبِ غزّةَ وإسنادًا لمقاومته، بالتّوازي مع تصريح وسائل إعلام "إسرائيليّة" نقلًا عن صحيفة "معاريف"، أنّ الكيان المحتلّ "لا يعرف كيف يتعامل مع اليمن"، وأنّه غير مستعدٍّ بشكلٍ كافٍ على الصّعيدَين الاستخباراتيّ والسياسيّ، لمواجهة تلك التّهديدات.
جاء ذلك بعد استهدافات اليمن المستمرّة ليافا المحتلّة، كان آخرها بصاروخٍ بالستيّ فرط صوتيّ من نوع فلسطين 2، أضف إلى الاستهداف الحيويّ جنوبيّ فلسطين المحتلّة، بالاشتراك مع المقاومة الإسلاميّة في العراق، كردٍّ على العدوان "الإسرائيليّ" المستمرّ على شعب غزّةَ الصّامد.
إذ لم تكتفِ القوات اليمنية بحصار السّفن الصهيونية منذ بدء حرب الإبادة، على الرغم مما تتعرض له من قصفٍ أميركيّ وبريطانيّ، بل أمطرَت فلسطينَ المحتلّة بصواريخها ومسيّراتها، لتدكّ عمق الكيان المحتلّ، يأتي ذلك بالتوازي مع المسيرات المليونية اليمنية التي يطلقها الشعب اليمني المقاوم، لتأكيد الاستعداد لخوض معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس، إسنادًا ودعمًا للمقاومتَين الفلسطينية واللبنانية، بصلابة موقف الشعب اليمني وقيادته في نصرة غزّة ولبنان ومساندة محور المقاومة، عبر كل الوسائل المتاحة.
هكذا يتحدّى اليمنيّ المناضلُ عنجهيّة واستكبار "أميركا" ومعها الكيان المحتلّ وبريطانيا، ويستطيع على الرغم من الحصار والتهديدات العالمية، أن يدوس بأقدام مقاوميه رأس الحربة الصهيونيّة، فبالسّلاح والكلمة، يكافح اليمنيون العرب لأجل غزّة، كصفعةٍ على خدّ الجغرافيا العربيّة، والحكومات الّتي تخاذلت بالرغم من امتلاكها كل القدرات الممكنة لتحرير فلسطينَ من العدوّ الغاصب.
لن يثني اليمنَ لا تهديدٌ ولا حصار، ولن يوقفه عن فعله المقاوم أيّ عدوان عليه، حتّى لو صعَّدَ المحتلّ حقدهُ واستهدف المنشآت المدنيّة، فإنّ الرّعب في داخله يظهر من خلال تصريحات وسائل الإعلام العبريّة، وقلقها من ضربات اليمن المستمرّة، إذ أن صنعاء تقاتل بقوّة الله وإرادته، وإيمانها بالمقاومةِ وحاضنتها الشّعبيّة، ليعلم القاصي والدّاني، أنّ كلمةَ اليمن لا يردعها استكبار، وأنّ عمليّاته ستظلّ مستمرّة حتّى وقف العدوان على قطاع غزّة، وإلّا فليستعدّ الكيان الصهيونيّ ومن يقف وراء مذابحه، إلى تاريخٍ جديدٍ تخطّه الأصابع اليمنيّة، وإلى عمليّاتٍ تؤسّس للفتح الموعودِ بالجهاد المقدّس!
*وكالة القدس للأنباء