قائمة الموقع

عمليات المقاومة تتواصل في الضفة والداخل المحتل

2024-12-14T10:23:00+02:00
هبة دهيني*

لم يكتَفِ الاحتلال الإسرائيليّ بإبادته الجماعيّة في قطاع غزّة، بل وسعى لتوسيع عدوانه ليطال الضفة الغربية والداخل المحتلّ، كانتهاكٍ صريحٍ يهدف إلى تهويد القدسِ وضمّ الضفة الغربيّة، وفي الوقت عينِه، لم تُخفَت أصوات المقاومين في كافّة أنحاء البلاد، إذ لم يَخلُ شبرٌ من عملِ فدائيٍّ وكِفاحِ آخَر، فالأرضُ يرثُها أبناؤها الذين قاتلوا لتعودَ حرّة.

تصاعُدٌ كمّيّ ونوعيّ لعمليات فصائل المقاومة في الضفة الغربية والقدس المحتلّة، كان آخرها ما أعلنه مركز فلسطين -معطى- كحصادٍ أسبوعيّ للنّضال المستمرّ الّذي طالَ 104 عملًا مقاومًا نوعيًّا وشعبيًّا، شملت عمليّات دهسٍ وإطلاق نار واشتباكات مسلّحة، أضف إلى العبوّات النّاسفة وصدّ اعتداءات المستوطنين والمواجهات المباشرة بالحجارة، وكانت الضفة قد سجّلت مساء الخميس، 30 عملًا مقاومًا أصاب ثلاثة قتلى في صفوف العدوّ.

أمّا ومُذ شنّ العدوّ إبادةً مُعلنةً على قطاعِ غزّة، فقد نفّذت المقاومة في الضفة والقدس أكثر من 1990 عملية إطلاق نار واشتباك مسلّح، حتّى اللحظة، إذ في وقتٍ يقتحمُ أكثر من ثلاثة آلاف مستوطن المسجد الأقصى المبارك، وما يزيد عن أربعة آلاف انتهاك للمباني والحرمات في الضفة والقدس، بين اعتقالٍ واحتجازٍ واقتحام وهدمٍ للمنازل، ومصادرة للأملاك وتصعيد للأنشطة الاستيطانية الواهية، وفي وقتٍ تنقل دولٌ كدولة باراغواي سفارتها من "تل أبيب" إلى القدس المحتلّة، كضوءٍ أخضر للاحتلال لاستكمال إبادته وإعطائه "شرعية" زائفة "تشجّع" اعتبار القدس المحتلّة "عاصمة" للكيان الموهوم، وفي الوقت الذي تدمّر فيه قوّات العدوّ أكثر من 260 منزلًا ومنشأة في الضفة والقدس خلالَ شهرٍ واحد، فإنّ المقاومينَ يحملون شعاراتٍ نضاليّة لا تموت، فيجاهدونَ في كل الميادين بأقلّ ما يملكون.

بالحجر يقاومون، بالسلاح وبالسكين، فبينما يصادر العدو ممتلكاتهم، يصنعونَ من تعبِ أيديهم وأجسادهم طرقًا للتّصدّي، إذ صنّف العدوّ الضفة الغربية كساحة قتالٍ أخرى إلى جانب غزّة، فأرَته قفزاتٍ في العمليات الفدائيّة، وتصعيدًا واضحًا يطالُ رأسَ حكومته ويزعزع "أمنه" الواهي، فالمقاومة تزداد قوّةً كلّما ازداد العدوّ تعنًّتًا، وكلّما استفحَلَ في مذابحه، تجتَثّ المقاومة جنود العدوّ من تحت الأرض وتضعه في مقصلة عمليّاتها، كي يترجّلَ الفدائيّ صهوةَ التّضحيةِ لإنزال الاحتلال ومستوطنيه إلى الدّرك الأسفل من المعركة!

"إنّها حربُ إبادةٍ مفروضة، ومن العارِ أن نخوضها متفرّقين"، قالها الشهيد الدكتور فتحي الشّقاقي من قبل، وهي قولٌ مستمرٌّ حتّى زوال الاحتلال، إذ في غزة والضفة والقدس، إنها حرب إبادة مفروضة علينا، وعارٌ أن لا نقاتل بأقل ما نملك، وأن لا نعلن ضلوعنا وانخراطنا في هذه الحرب الوجودية، فمهما شطّ الاحتلال في عنجهيته وظلمه، ستريه المقاومة ضراعتَهُ وخبالَه، وسَتُري العالم أجمع، انتصارها الممتدّ من حجرِ الفدائيّ إلى عبوّاته وأسلحته!

*وكالة القدس للأنباء

اخبار ذات صلة