/منوعات/ عرض الخبر

"لعبة "فرسان الأقصى" تثير غضب إسرائيل ... لعبة رقمية تكشف رعبهم ...

2024/12/07 الساعة 02:47 م

ألاء الغزي

أثارت اللعبة الرقمية "فرسان الأقصى" التي تحاكي يوم العبور المجيد في السابع من أكتوبر 2023 تفاعلا عالميا واسعا، وغضبا "إسرائيليا" دفع العديد من الجهات المؤيدة للاحتلال بإزالتها من منصة الألعاب الشهيرة “ستيم". (Steam).

وتتيح لعبة “فرسان الأقصى”، التي صدرت في العام 2022، للاعبين اللعب بشخصية خيالية بطلها أحمد الفلسطيني، وهو شاب قضى خمس سنوات في سجون الاحتلال بعد أن فقد عائلته على يد جنوده، ثم تبدأ رحلته بالمقاومة للانتقام من جنود الاحتلال والانضمام إلى مجموعة مقاومة تدعى “فرسان الأقصى”، حيث يخوض اللاعب مغامرات تعكس مقاومة الاحتلال.

إلا أن التحديثات الأخيرة المستوحاة من أحداث طوفان الأقصى لقيت تفاعلاً كبيراً، ما أثار حفيظة الاحتلال ودولاً غربية عملت على حظرها، و من بين هذه الدول: ألمانيا، وأستراليا، والمملكة المتحدة، والنمسا.

ورغم القيود والمضايقات، وجدت اللعبة جمهورًا واسعًا بين الفلسطينيين وداعمي قضيتهم حول العالم. يعتبرها كثيرون وسيلة مبتكرة لتعريف الأجيال الجديدة القضية الفلسطينية عبر أسلوب عصري يجمع بين الترفيه والتعليم .

 استلهم نجم اللعبة من تاريخ والده الذي هاجر إلى البرازيل بعد الاجتياح "الإسرائيلي" للبنان عام 1982، وأراد مطور اللعبة نضال نجم ( الذي يعرف نفسه بأنه مسلم برازيلي) أن يستخدم التكنولوجيا لتحدي الصور النمطية التي غالبا ما تصور الفلسطينيين والعرب كإرهابيين في الألعاب الغربية، قائلا في إحدى المقابلات الصحفية: “هدفي كان إيصال روايتنا إلى العالم، وإظهار حق الفلسطينيين بالمقاومة".

يؤكد نجم أن لعبته كانت تهدف إلى الاحتجاج السياسي ولم تكن تابعة لأي جماعة فلسطينية محددة. يقول، "لقد حاولت أن أظهر أننا كفلسطينيين لدينا الحق في مقاومة الاحتلال "الإسرائيلي" والإبادة الجماعية التي نراها بوضوح على أساس يومي في الأخبار. ولكنني أحب أيضًا أن أبقى دائمًا "تحت الخط الأحمر الرفيع" بين حرية التعبير و"الدعاية الإرهابية".

أضاف نجم: "فرسان الأقصى ليست مجرد لعبة، بل وسيلة للتأكيد على وجودنا، ولإبراز الحقائق التي يحاول الاحتلال طمسها"

وفي تصريحاته، أكد نجم أن التحديث يهدف إلى تسليط الضوء على ما وصفه بـ”حق الفلسطينيين في مقاومة الاحتلال”، وقال: “اللعبة ليست أكثر من احتجاج رقمي يعكس ما يتعرض له شعبنا يوميا".

 يُظهر نجاح اللعبة، رغم التضييقات، أن الفلسطينيين قادرون على استخدام الفضاء الرقمي كمنصة لتعزيز روايتهم، وسط محاولات مستمرة لإقصائها. وبينما يعتبرها البعض شكلاً من أشكال المقاومة الحديثة، يرى آخرون أنها أداة لتوثيق الأحداث بطريقة لا تنفصل عن واقع الصراع. تتكشف القصة عبر سلسلة من المهمات على الأرض والبحر والجو، مع وعد بتجربة مكثفة وسرد غني. وعلى عكس عدد من الألعاب الشهيرة التي تُظهر الشرق الأوسط عبر عدسة غربية، تتحدى "فرسان الأقصى" الصور النمطية، وتقدم شخصيات عربية ومسلمة بمثابة أبطال يحملون قضية إنسانية عميقة.

ويقدم التحديث مشاهد تفاعلية تظهر اقتحام قاعدة “رعيم” العسكرية "الإسرائيلية" عبر الطائرات الشراعية، على غرار الغارات التي شنها مقاتلو حماس في السابع من أكتوبر/تشرين الأول، وهو يرتدي وشاحًا أخضر حول جبهته. واللون الأخضر هو لون علم حماس، مستعيدا صورة رمزية لصمود الفلسطينيين ومقاومتهم.

كما تُظهر اللعبة جنود الاحتلال وهم يرتدون حفاضات الأطفال رسمت عليها النجمة "الإسرائيلية" يتقدمهم الناطق باسم الجيش الإسرائيلي دانييل هاغاري، وتصوّر الجنود وهم يُقتلون ويُؤسرون من قبل رجال المقاومة الفلسطينية.

ويوضح نجم أن اللعبة تستمد إلهامها من ألعاب رقمية كلاسيكية مثل Metal Gear    Solid و   Call of Duty: Modern Warfare.   ورغم أنها بُنيت باستخدام الإصدار الثالث من محرك  Unreal Engine، إلا أنها تتميز برسومات ثلاثية الأبعاد متقدمة وآليات لعب حديثة.

وتقدم اللعبة معارك زعماء ملحمية، وأسلحة قوية، ومهمات مليئة بالإثارة والاكشن تشمل قيادة المركبات وإسقاط المروحيات.

ما يميز لعبة "فرسان الأقصى" عن غيرها هو موقفها الواضح وغير المعتذر بشأن الصراع الفلسطيني-"الإسرائيلي" .

وأشارت القناة "الإسرائيلية" إلى أنه تم حظر اللعبة من البيع في ألمانيا وبريطانيا والنمسا، لكنها لا تزال متاحة في الولايات المتحدة ودول أخرى، وزعمت أن اللعبة "سببت الرعب في العالم".

وتحت بند إخلاء المسؤولية، تكتب منصة ستريم على اللعبة: “هذه اللعبة لا تشجع على “الإرهاب” أو معاداة السامية أو الكراهية ضد اليهود أو أي مجموعة أخرى، بل هي رسالة احتجاج ضد الاحتلال العسكري "الإسرائيلي" للأراضي الفلسطينية".

وفي رسالة بالبريد الإلكتروني بتاريخ 24 أكتوبر/تشرين الأول، أخبرت شركة Valve Corporation موقع Nijm أنها تلقت اتصالاً من وحدة الإحالة لمكافحة الإرهاب عبر الإنترنت، لكنها لم تشارك المزيد من التفاصيل.

 وقال نجم إنه إذا تم حظر لعبته في المملكة المتحدة، فيجب على السلطات أيضًا حظر Call of Duty Black Ops 6، وهي لعبة إطلاق نار من منظور الشخص الأول تدور أحداثها خلال حرب الخليج وتسمح للناس باللعب كجنود أمريكيين وقتل جنود عراقيين.

 وتابع، "لا ألوم Valve ولا Steam؛ اللوم يقع على الحكومة البريطانية والسلطات التي أغضبتها لعبة فيديو. وبناءً على منطقهم الخاطئ، يجب حظر أحدث إصدار من Call of Duty Black Ops 6  أيضًا". وقال نجم إن اللعبة تم تنزيلها من قبل حوالي 50 ألف مستخدم.

 ولم تعد ألعاب الفيديو مجرد وسيلة ترفيهية؛ بل صارت أداة قوية للتوعية حول القضايا العالمية. عبر تقديم تجارب تفاعلية، يمكن للاعبين أن يعيشوا وجهات نظر مختلفة ويتعمّقوا في قضايا لم يسبق لهم التفكير فيها. على سبيل المثال، أظهرت لعبة This War of Mine  كيف تبدو الحياة اليومية للمدنيين أثناء الحروب، ما دفع اللاعبين إلى التفكير في معاناة أولئك الذين يعيشون في مناطق الصراع. كما أنّ ألعاباً مثل Frostpunk  تناولت موضوعات تتعلق بالمجتمعات، والموارد، والأخلاقيات في أوقات الأزمات.

التقدم التكنولوجي غيّر كل شيء في صناعة ألعاب الفيديو. الرسومات الواقعية، الذكاء الاصطناعي المتقدم، وتجارب الواقع الافتراضي والواقع المعزّز دفعت حدود ما يمكن للألعاب تحقيقه. وصار من الممكن خلق عوالم رقمية شديدة الواقعية تجعل اللاعبين يشعرون كأنهم جزء من القصة. أسهم هذا التطور في تحويل الألعاب إلى وسيلة للتعبير الفني.

اليوم، الألعاب ليست مجرد هواية؛ بل هي صناعة تقدر بمليارات الدولارات، تضم مجتمعات عالمية من اللاعبين، والمطوّرين، والمصممين. أصبحت البطولات الإلكترونية (E-sports) ظاهرة عالمية تنافس الرياضات التقليدية، تجذب ملايين المتابعين واللاعبين. وسواء كنت تلعب من أجل التسلية، الاستكشاف، أو حتى لفهم قضايا معقدة، فإنّ ألعاب الفيديو أصبحت أكثر من مجرد وسيلة ترفيه. إنها نافذة إلى عالم غني بالقصص، الفرص، والتحديات.

رابط مختصرhttps://alqudsnews.net/p/210966

اقرأ أيضا