وكالة القدس للأنباء - متابعة
من المتوقع أن يصل المبعوث الأمريكي “عاموس هوكشتاين” إلى المنطقة في محاولة لانجاز اتفاق لوقف النار على الجبهة اللبنانية وسط شكوك في بيروت بنجاح مهتمه خاصة ان ادارته الديمقراطية خسرت الانتخابات بنسبة حاسمة لصالح إدارة جمهورية بدأت تتشكل.
لكن رغم أجواء عدم اليقين بنجاح المبعوث الأمريكي الا ان مهمته اكتسبت زخما بسبب عاملين الأول ما ظهر عن حاجة "إسرائيلية" لوقف النار على جبهة الشمال بسبب فشل الغزو البري لجنوب لبنان وارتفاع فاتورة الخسائر في صفوف الجيش "الإسرائيلي" ورفع حزب الله وتيرة اطلاق الصواريخ والمسيرات باتجاه المدن والبلدات داخل فلسطين المحتلة . والعامل الثاني تشجيع مباشر من الرئيس المنتخب دونالد ترامب لمهمة ”هوكستين".
وفي هذا الخصوص نقلت صحيفة يديعوت أحرونوت بان الرئيس المنتخب دونالد ترامب نقل رسالة إلى إدارة الرئيس المنتهية ولايته جو بايدن، مفادها أنه يجب إحراز تقدم نحو تسوية مع لبنان – وقال مسؤولون أميركيون أن “فرص التسوية في لبنان بقيادة هوكشتاين وبتشجيع ترامب تتزايد”، وبحسبهم فإن “هناك أيضاً جهوداً كبيرة لإبرام صفقة تبادل محدودة .
وهنا لابد من الانتباه لمعنى كلمة صفقة محدودة، فهي قد تشير ان ”هوكشتاين ” يحمل معه صيغة هدنه مؤقته اكثر منه اتفاقا دائما، وقد تكون تلك الهدنة وقفا لاطلاق النار لمدة ستين يوما سبق وطرحها هوكشتاين في بيروت في زيارته الأخيرة، الى حين تسلم الإدارة الجمهورية مهامها في العشرين من كانون الثاني المقبل والتي بدورها قد تتولى مهمة الوصول الى صيغة دائمة . صيغة الستين يوما رفضت رفضا قاطعا من قبل المقاومة في لبنان لانها تضمنت شروطا "إسرائيلية" تعطي "الاسرائيلي" حرية الحركة العسكرية في الأجواء اللبنانية واستهداف ما تعتبره خطرا على "إسرائيل" او تحركات عسكرية لحزب الله، لذلك اذا كان “هوكشتاين ” قادم لابرام اتفاق مؤقت فانه حتما سيشمل تعديلات في الصيغة السابقة لتكون مقبولة في بيروت.
وبالنسبة للإدارة الديمقراطية تحدثت مصادر دبلوماسية لوسائل اعلام عربية عن ان الإدارة الأميركية الديموقراطية اصبحت في سباق مع الوقت. فهي “تريد إعادة بعض البريق إلى صورتها بعد الهزيمة الساحقة التي تلقتها في الانتخابات الرئاسية، والتي عزاها مسؤولون أميركيون ومراقبون، إلى تذبذب الموقف وعدم اتخاذ قرار حاسم، وتفادي ممارسة أي ضغط فعلي على رئيس الوزراء "الإسرائيلي" بنيامين نتنياهو في شأن الحرب على غزة، فيما لم تقم بأي مسعى جدي لفرض اتفاق لوقف النار في لبنان"..
اما في داخل "إسرائيل" فتواصل الحديث عن وقف اطلاق النار مع لبنان وقالت إذاعة الجيش "الإسرائيلي" ان وزير الشؤون الاستراتيجية أجرى زيارة سرية لروسيا سعيا للتوصل إلى تسوية مع لبنان، ما يعني ان "إسرائيل" تسعى لتفاهمات مباشرة مع حزب الله عبر روسيا، وهذا يعزز اتجاه ان تل ابيب باتت بحاجة لوقف النار في لبنان بشكل سريع.
وتقول المصادر في تل ابيب للقناة 12 العبرية بان هناك ترجيح "إسرائيلي" بقرب إصدار مجلس الأمن قرارا بوقف القتال بغزة وتقييد نشاط الجيش الإسرائيلي.
وتضيف المصادر أن هناك مخاوف من احتمال امتناع واشنطن عن استخدام الفيتو لحماية المصالح الإسرائيلية في مجلس الأمن.
وفي بيروت شدد وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الاعمال عبد الله بو حبيب خلال اجتماع وزراء الخارجية التحضيري للقمة العربية والإسلامية غير العادية في الرياض بالمملكة العربية السعودي على ان لبنان ”يحتاج اليوم، أكثر من أي وقت مضى إلى دعم ومساندة العالمين العربي والإسلامي، لإيقاف حرب إلغاء لبنان التنوع، والتعايش بين الاديان والحضارات.”
وقال عبد الله بو حبيب ان رؤيتنا لحل مستدام تنطلق من التطبيق الشامل والمتوازي للقرار 1701. وعازمون على تعزيز انتشار الجيش في الجنوب والحكومة قررت تطويع نحو 1500 جندي. وان استمرار إسرائيل بخرق سيادة لبنان يسهم في تأسيس حروب مستقبلية نعمل لتلافيها.
ونشرت "تايمز أوف إسرائيل" استطلاعا لمعهد الديمقراطية الإسرائيلي افاد بان "الإسرائيليين" منقسمون بعمق إزاء الحرب ضد حزب الله.
46.5 % يؤيدون سعي "إسرائيل" للتوصل لاتفاق مع حزب الله.
46 % يعتقدون أن "إسرائيل" يجب أن تواصل قتال حزب الله.
في هذه الاثناء توجهت عائلات المختطفين اليوم إلى واشنطن، حيث من المتوقع أن تجتمع مع كبار المسؤولين بشأن الترويج لصفقة على المدى القريب قبل تغيير الحكومة في الولايات المتحدة، ومن بين أمور أخرى، ستجتمع العائلات مع كبار المسؤولين في البيت الأبيض، إلى جانب سلسلة من الاجتماعات مع أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين.
ومن جانب اخر ما زال مسلسل الفضائح في مكتب رئيس الحكومة متواصلا، وتصدرت قضية ابتزاز مقربين من نتنياهو لضابط رفيع المستوى باشرطة فيديو غير أخلاقية للحصول منه على وثائق سرية مجمل القضايا والفضائح الأخرى المتعلقة بالتسريبات الى صحف اجنبية وتزوير وثائق لخداع الرأي العام في "إسرائيل" . ويبدو اننا اليوم على موعد مع فضيحة من نوع جديد مرتبطة بوزير الامن المتطرف بن غفير، الذي سيتوجه للمحكمة اليوم لمنع النشر في هذه القضية التي لم يعرف تفاصيلها بعد.
