سمية قاسم - وكالة القدس للأنباء
يفرض الاحتلال "الإسرائيلي" حصارًا كاملًا على شمال قطاع غزة، ويمنع دخول المساعدات الإنسانية والطبية ضمن حرب الإبادة والتجويع التي يفرضها على أهالي الشمال.
وعزل الاحتلال "الإسرائيلي" بلدات بيت حانون وبيت لاهيا وجباليا في أقصى شمال القطاع عن مدينة غزة، ومنع دخول المساعدات الإنسانية إليها وفرض حصارًا خانقًا يرتكب من خلاله المجازر وينسف المباني ومراكز الإيواء وخيام النازحين فوق رؤوس ساكنيها، ما أدى الى وقوع مئات الشهداء والجرحى، ويستهدف الاحتلال "الإسرائيلي" طواقم الدفاع المدني والإسعاف ويمنعها من العمل وتأدية مهامها .
وتعد هذه المرحلة من أصعب وأخطر المراحل التي يمر بها شمال القطاع نتيجة حصار الأهالي داخل منازلهم أو داخل مراكز الإيواء التي لجأوا إليها مع عدم توفر مواد غذائية أو مياه صالحة للشرب، بالإضافة إلى ذلك يعمل الاحتلال على قصف وقتل كل من يحاول الخروج من مكانه.
ويشهد مخيم جباليا وبيت لاهيا مجازر عنيفة وعمليات نسف للمباني فوق رؤوس ساكنيها، وأطلق الأهالي دعوات استغاثة في ظل انقطاع شبكة الاتصالات والانترنت عن شمال القطاع.
وفي بيان للدفاع المدني الفلسطيني شمال القطاع قال: "تصلنا نداءات استغاثة من عشرات المصابين المحاصرين تحت أنقاض منازلهم بعد قصفها من الاحتلال "الإسرائيلي" ولا نستطيع تلبيتها بسبب رفض جيش العدو واستهدافه فرق الدفاع المدني والإسعاف ومنع طواقمنا من تأدية مهامها".
وقال المتحدث باسم الدفاع المدني في قطاع غزة محمود بصل: "إن قوات الاحتلال الإسرائيلي تواصل محاصرة وتجويع وارتكاب المجازر بحق المدنيين وسط ظروف إنسانية صعبة جدًا نتيجة منع دخول المساعدات".
واضاف" آلاف الفلسطينيين ينامون بلا طعام ولا شراب نتيجة الحصار "الإسرائيلي" المشدد على مخيم جباليا".
وتابع البصل "جثث عشرات الفلسطينيين المنتشرة بشوارع المخيم بفعل القصف الإسرائيلي المستمر".
وغرد بعض سكان مخيم جباليا على وسائل التواصل الاجتماعي بكلمات تختصر حجم المعاناة التي يعيشونها قائلين: " نحن نذبح من الوريد إلى الوريد"، وقال آخر، "نحن في شمال قطاع غزة نموت جوعًا وعطشًا، الشوارع ممتلئة بجثث الشهداء والجرحى ولا أحد يستطيع اسعافها لأن من يقترب منها أو يخرج من مكانه يقتل، فالمباني تنسف وتدمر على رؤوس ساكنيها".
وفي رسالة من احدى شابات مخيم جباليا من وسط الإبادة والحصار في شمال قطاع غزة، قالت: "أنا حاليًا متواجدة في مخيم جباليا في مكان تبعد عنه الآليات "الاسرائيلية" حوالي 600 متر والكواد كابتر والاباتشي تطلق النار باتجاهنا 24 ساعة، قصفوا بيت جارنا بداخله العديد من الأطفال وأصدقائي وأبناء حارتي".
وتتابع "بطلنا نعد أيام الحصار ومبارح نص صديقاتي استشهدوا... المواساة الوحيدة إنه احنا في أرض رباط".
ويتعمد الاحتلال "الإسرائيلي" تغييب الصورة عن شمال قطاع غزة للاستفراد بالصامدين هناك وارتكاب المجازر بحقهم بعيدًا عن أعين العالم.
وفي بيانٍ للمكتب الإعلامي الحكومي في غزة قال : "نحن أمام تطهير عرقي وحرب استئصال إجرامية ينفذها جيش الاحتلال بحق أبناء شعبنا مع توقف المستشفيات عن العمل في الشمال فيما تعمل باقي مستشفيات شمال القطاع بإمكانيات متواضعة نتيجة الحصار الذي يفرضه الاحتلال ونقص المواد الطبية.
ويأتي ذلك بالتزامن مع مواصلة جيش الاحتلال "الإسرائيلي" حرب الابادة أو ضمن خطة الجنرالات التي يتحدث عنها جيش الاحتلال والتي تهدف إلى السيطرة على شمال قطاع غزة، وتهجير سكان المنطقة إلى الجنوب، ثم فرض حصار كامل على الشمال، بما في ذلك منع دخول الإمدادات والمساعدات الغذائية والماء والوقود، واستخدام التجويع وسيلة ضغط للتهجير.