قائمة الموقع

الغارديان: افتقار الكيان إلى الرؤية في الحرب متعددة الجبهات قد يكون قاتلاً

2024-10-07T09:34:00+03:00
اثار الصواريخ الايرانية على تل ابيب
وكالة القدس للأنباء – ترجمة

بعد أن تسببت الضربات الإيرانية في إلحاق الضرر بالقواعد وتكبد "جيش الدفاع الإسرائيلي" خسائر بشرية في لبنان، يقول الخبراء إن العقيدة العسكرية "الإسرائيلية" قد تكون غائبة.

خلال الأسبوع الماضي، حين كان "الإسرائيليون" يقتربون من بداية الأعياد اليهودية، عشية رأس السنة، بدأت الأخبار تنتشر. تكبدت وحدات عدة من جيش الدفاع "الإسرائيلي" المقاتلة على الحدود مع لبنان خسائر بشرية في موقعين مختلفين على الأقل. لقي جنود مصرعهم في القتال، وأصيب كثيرون بجروح.

كان تأكيد عدد الجرحى والقتلى، إن لم يكن الظروف المحيطة، بمثابة تذكير صارخ "للإسرائيليين" بالضربات التي تأتي في الحرب، حتى في الوقت الذي أسفر فيه الهجوم الجوي "الإسرائيلي" عن مقتل المئات من اللبنانيين وإصابة الكثيرين. جاء مقتل الجنود بعد أسبوعين من توجيه "إسرائيل" سلسلة من الضربات لحزب الله، بما في ذلك اغتيال زعيم الجماعة السيد حسن نصر الله، ومعظم كبار قياداته.

وكان من بين الأمور التي أكدت هذا الشعور بالخطر قصة أخرى كشفت عن نفسها ببطء خلال الأسبوع الماضي: كيف أن موجة الصواريخ الإيرانية التي أطلقت ضد "إسرائيل" ليست غير ذات أهمية، كما زعمت قيادة إسرائيل في البداية، بل أظهرت أن ضربة واسعة النطاق لا يمكنها أن تطغى على دفاعات "إسرائيل" المضادة للصواريخ فحسب، بل إن طهران قد تفجر بدقة رؤوساً حربية على أهداف كانت تستهدفها، وهذه المرة كانت قواعد عسكرية عدة.

يثير كل هذا تساؤلات خطيرة في حين تستعد "إسرائيل" لرد عسكري "كبير" على إيران بسبب هجومها الصاروخي.

بعد مرور عام على الحرب "الإسرائيلية" السريعة الانتشار على جبهات متعددة تشمل حالياً إيران ولبنان وغزة واليمن وسورية والعراق، فإن التفوق العسكري والاستخباراتي "الإسرائيلي"، الذي لا شك فيه، يتعثر على جبهات عدة.

في حرب "إسرائيل" المتوسّعة، كما قال المحلل الأمني "الإسرائيلي" مايكل ميلشتاين لصحيفة الغارديان الأسبوع الماضي، كانت هناك "انتصارات تكتيكية" ولكن "لا توجد رؤية استراتيجية"؛ وبالتأكيد لا توجد رؤية توحد الجبهات المختلفة.

من الواضح أن الصراع الذي شهده العام الماضي قد كشف بشكل خطير عن العقيدة العملياتية الجديدة التي ابتكرتها "إسرائيل"، والتي خططت لخوض حروب حاسمة قصيرة إلى حد كبير ضد جهات فاعلة غير حكومية مسلحة بالصواريخ، بهدف تجنب الانجرار إلى صراعات استنزاف مطولة.

لكن ما حدث هو العكس. ففي حين حاول المسؤولون "الإسرائيليون" تصوير حماس باعتبارها قوة عسكرية مهزومة ــ وهو وصف مشكوك فيه في المقام الأول ــ فإنهم يعترفون بأنها لا تزال قائمة كمنظمة حرب عصابات في غزة، وإن كان وضعها قد تدهور.

وبينما قتلت "إسرائيل" أكثر من أربعين ألف فلسطيني في غزة، ودمرت مساحات واسعة من القطاع الساحلي، وشردت سكاناً هاجمهم الجوع والموت والمرض في مناسبات متعددة، كانت المدرعات "الإسرائيلية" تهاجم مناطق من القطاع مرة أخرى هذا الأسبوع في عملية جديدة في شمال غزة لمنع حماس من إعادة تجميع صفوفها.

كما يحتفظ حزب الله، على الرغم من الخسائر الفادحة التي تكبدها في قياداته، بقدرته على القتال على أرضه في قرى جنوب لبنان حيث أمضى ما يقرب من عقدين من الزمان في الاستعداد لهذا الصراع.

كل هذا يثير تساؤلات خطيرة حول ما إذا كانت لدى "إسرائيل" رؤية أكثر وضوحاً لصراعها المتصاعد مع إيران.

بدأ العديد من الخبراء يشيرون إلى أن الحرب الطويلة المدى مع إيران قد تتطور أيضًا إلى صراع أكثر استنزافًا على الرغم من الاختلالات النسبية في القدرات، حتى مع استمرار "إسرائيل" في التخطيط لحجم ردها على الهجوم الصاروخي الأسبوع الماضي.

في حديثه إلى تلفزيون بلومبرج، وصف كارميل أربيت، وهو زميل بارز في برنامج الشرق الأوسط في المجلس الأطلسي، هذه الديناميكية. وتوقع أربيت: "أعتقد أننا سننظر إلى هذا باعتباره الواقع الجديد لفترة طويلة".

وأضاف: "أعتقد أن السؤال ببساطة سيكون كم مرة سيحدث هذا؟ وهل سيكون مجرد شيء مثل الذي رايناه، أم أنه سيتصاعد أكثر. وأعتقد أن أمل المجتمع الدولي في هذه المرحلة هو تجنب حرب عالمية ثالثة بدلاً من حرب استنزاف أصغر نطاقًا".

تتفق نيكول جرايفسكي، وهي زميلة مؤسسة كارنيغي للسلام، مع هذا الرأي جزئياً، في حين تحذر من أن سلسلة ممتدة من الضربات المتبادلة قد تدفع طهران إلى رد فعل أقل قابلية للتنبؤ.

"إن استمرار الضربات المتبادلة غير المتكافئة بين إيران و"إسرائيل" يهدد بالتحول إلى حلقة عقيمة من الضربات الصاروخية الإيرانية والانتقام "الإسرائيلي"، وكل منها يكشف عن القيود العسكرية لطهران في حين يفشل في تغيير التوازن - وربما يدفع إيران نحو تدابير أكثر يأساً، ولا يمكن التنبؤ بها في سعيها إلى الردع الموثوق".

كتب المحلل العسكري الرئيسي في صحيفة هآرتس، عاموس هارئيل: "في الأمد البعيد - ولا يمكن افتراض أن الصراع "الإسرائيلي" الإيراني سينتهي قريباً - ستكون هناك منافسة بين معدل الإنتاج وتطور الأنظمة الهجومية الإيرانية، من جهة، وأنظمة الاعتراض الإسرائيلية من جهة أخرى".

ولكن مع انغماس "إسرائيل" الآن في صراع متسع النطاق، فمن غير الواضح ما إذا كانت قادرة على الإفلات مما أسماه أنتوني فاف، مدير معهد الدراسات الاستراتيجية في كلية الحرب التابعة للجيش الأميركي، في أغسطس/آب، "فخ التصعيد".

كتب فاف: "إذا زادت إسرائيل من تصعيدها، فإنها بذلك تغذي دوامة التصعيد التي قد تتجاوز في مرحلة ما قدرتها العسكرية على الإدارة".

وأضاف: "وإذا اختارت الوضع الراهن، حيث تظل حماس قادرة على تنفيذ عمليات "إرهابية"، فإن "إسرائيل" لم تفعل الكثير لتحسين وضعها الأمني. ولا تحقق أي من النتيجتين أهداف "إسرائيل" الأمنية... إن فرض الاختيار بين التصعيد والوضع الراهن يمنح إيران، وبالتالي حزب الله، ميزة، وهو سمة أساسية لاستراتيجيتها بالوكالة".

----------------- 

العنوان الأصلي: Israel’s lack of vision in multi-fronted war may be fatally exposed

الكاتب: Peter Beaumont

المصدر: The Guardian

التاريخ: 6 تشرين الأول / أكتوبر 2024

اخبار ذات صلة