تتصاعدُ ضربات المقاومة اللبنانية تجاه أراضي فلسطين المحتلّة مُتوّجةً بصواريخ جديدة تدكّ عمق الكيان، كما وتشاركها في ذلك دول محور المقاومة تأكيدًا على شعار وحدة السّاحات، إذ سبقَ واشتعلت سماء تلّ أبيب بصوارخ إيرانيّة كردٍّ على ما قام به العدوّ من اغتيالات، وأمام كلّ هذا، تتمسّك وسائل إعلام الاحتلال بشائعاتها الّتي تدعم هزيمته، من خلال إعلان استعداداتها لعمليّة برّيّة على الحدود مع لبنان.
ومع إعلان العدوّ الواهي بدء عمليّته الّتي لا علاقةَ لها بالواقع الميدانيّ، جرى تبادل لإطلاق النّيران بين المقاومة والعدوّ "الإسرائيليّ"، ولكنّ أقدام المحتلّ لم تطأ الأراضي اللبنانية كما يطمح الاحتلال بعد، بل إنّ كلّ ما تمّ الترويج له كان محاولةً لرسم صورة نصرٍ موهومةٍ يتمسّك بها العدوّ، ثمّ تأتي المقاومة في كلّ مرّةٍ لتذيق الاحتلال مُرَّ حماقته، إذ تستمرّ بإعلان استهداف مواقع الكيان وجنوده في بياناتها المستمرّة منذ الصّباح، حتّى تُوِّجَت بحدث أمنيّ صعب على الحدود مع فلسطين المحتلّة، تأكيدًا على قول سماحة الأمين العام السيد الشهيد حسن نصر الله: "لن يبقى لكم دبّابات".
تمكّن حزب الله من تجاوز الضربات "الإسرائيلية" الواهية ومن استعادة توازنه، وأطلق بحسب إذاعة جيش العدوّ، أكثر من 110 صاروخًا صباح أمس تجاه أراضي فلسطين المحتلّة، بينما يبقى العدوّ متمسّكًا بضعفه في عدم إعلان أعداد القتلى في صفوفه، إلا أنّ المصادر تؤكّد إصابة أكثر من 35 جنديًّا بدرجات متفاوتة خلال كمين مع قوات الرّضوان، إضافةً إلى مقتل جنود آخرين، وكانت "عملية إنقاذهم صعبة جدًّا بسبب القصف المدفعي الكثيف الذي نفّذه حزب الله"، بحسب وسائل إعلام عبريّة.
يعتبر العدوّ نفسه قد تقدّم خطوةً في حربه المفتوحة مع لبنان من خلال إعلان استعداده لبدء العمليّة البرّيّة، إلا أنّ توقّعاته ومساره "الانتصاريّ" الواهي قد تبدَّد واختفى عقِبَ ضربات المقاومة وكمائن حزب الله، فكلّما حاول العدوّ الاقتراب من أراضينا أكثر، كلّما تصدّت له المقاومةُ بكمائنها وضرباتها وقوّات رضوانها أكثر، وقد حرص العدوّ في اليومَين الماضييَين على استخدام أساليب التّهويل في إشاعة ما ينوي فعله في جنوب لبنان، ظانًّا أنّه بذلك يُحبط معنويّات الحاضنة الشّعبيّة للمقاومة، إلّا أنّ نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم كان قد أكّد، في أول كلمة له بعد استشهاد السيد حسن نصر الله، أن "المقاومة صامدة والوضع التنظيمي والجهادي في حالة جيدة"، وأنّ المجاهدين ينتظرونَ العدوّ لمواجهته في كلّ الميادين.
النّصرُ صبرُ ساعة، والمقاومةُ ستواجه المحتلّ برًّا وبحرًا وجوًّا، ولن تثنينا محاولات العدوّ الواهية عن نصرة أراضينا المحتلّة، وهذا المحتلّ الجبان الّذي يخشى الاعتراف بقتلاه، سيفشل في تصدير فيلمه "الإسرائيليّ" الفاشل على الحدود، حين يبصر المقاومةَ وهي ترفع أعلام الثّأر معلنةً نصرًا إلهيًّا في كلّ شبرٍ من البلاد، حتى يرى العدوّ أنّ تعبه في التهديد والوعيد والتخويف الممنهج، لن يُرجعهُ سوى مهزومًا، ولن يزيدنا سوى انتصارًا. *وكالة القدس للأنباء