وكالة القدس للأنباء – مصطفى علي
بوابل من الحمم صب العدو الصهيو أمريكي جام حقدة وغلَه من البركان بضربة غادرة استهدفت الضاحية الجنوبية لبيروت المقاومة، وذلك باستخدام صواريخ خارقة للتحصينات لأول مرة، محرمة دوليًا، وقنابل غبية لا تبالي أين تسقط وعلى من؟ معدَلة وموجهة بنظام الـ GBS وتعمل على الليزر حافرة للأرض بحزام ناري ومجموعة كبيرة من الغارات هدفها القضاء على المقاومة ومعقلها غير آبهة بأرواح المدنيين من النساء والأطفال والشيوخ.
المشهد ذاته، وأدوات القتل ذاتها أيضًا .. فرائحة الموت والدمار في غزة تنتقل إلى الضاحية الجنوبية لبيروت، التي تتلقى الضربات ويسقط الشهداء وتهدم المباني والبيوت وموجات النزوح إلى الأماكن الأكثر أمنًا، في محاولة المواطنين للنجاة بأنفسهم من المحرقة الصهيونية.
في منطقة توائم مخيم برج البراجنة للاجئين الفلسطينيين في ضواحي بيروت غارات مكثفة زنار نار بصواريخ تزن 2000 رطل من المتفجرات، التي أصابت المباني المأهولة بالسكان وسوتها بالأرض مخلفةً عددًا كبيرًا من الشهداء والجرحى التي لا يزال الكثير منهم عالقين تحت الأنقاض وذلك بسبب كثافة الغارات التي يشنها العدو الصهيوني المجرم.
كل ما يحصل من عدوان يندرج تحت مخطط إجرامي للقضاء على الفكر والنهج المقاوم المساند للمقاومة الفلسطينية في غزة. بثوان، مبانٍ سويت بالأرض محدثة حفرة واسعة وعميقة جدًا بغارة اعتبرت الأعنف في تاريخ الحروب "الإسرائيلية" على لبنان على عمق 30 مترًا مخلفة انهيارات في المباني على رؤوس قاطنيها مخلفة حصيلة كبيرة من الشهداء والجرحى والمفقودين تحت الأنقاض، ومحدثة حالة من الرعب والهلع في صفوف المواطنين الآمنين.
اختلط الدم الفلسطيني بالدم اللبناني في وحدة المسار والمصير بوجه العدو الصهيوني المجرم عندما سقط الشهيد راني الحاج الفلسطيني وإبن مخيم برج البراجنة الذي صودف مروره في المكان ليؤكد بأن العدو الصهيوني عدو الجميع ولا يميز بين مدني وعسكري بل يتفنن في قتل الأبرياء.
الدفاع المدني الفلسطيني وفرق الإسعاف الشفاء وبمساندة من الهلال الأحمر الفلسطيني وبالتنسيق مع الدفاع المدني والهيئة الصحية كلها تكاتفت من أجل رفع الأنقاض وانتشال المصابين بالقصف ونقلهم إلى مستشفيات العاصمة، كما هرع شباب مخيمي برج البراجنة وشاتيلا للتبرع بالدم للمصابين ومن جميع الفئات، ليمتزج الدم الفلسطيني واللبناني تعبيراً على الأخوة ووحدة رباط الدم والمصير.
وكالة القدس للأنباء، التقت مدير "جمعية الشفاء للخدمات الطبية" في بيروت، محمد حسنين، الذي قال لنا: أن "شباب الجمعية على أهبة الجهوزية والاستعداد للتضحية من أجل أشقائنا في حزب الله وفرق الإسعاف لدينا تعمل على مدار الوقت لإنقاذ المصابين جراء الغارات الصهيونية الغاشمة على الضاحية الجنوبية والجنوب والبقاع ولن نتوانى عن تلبية نداء الواجب المقاوم ووضع كامل طواقمنا الطبية تحت تصرف الإخوة في المقاومة اللبنانية".
ولفت إلى أن الطواقم الطبية والإغاثية منتشرة حول مراكز الإيواء، من أجل تقديم الخدمات الطبية والمساعدات العينية والغذائية لإخوتنا النازحين من الجنوب والضاحية الجنوبية".
وفي ما يتعلق بالاستهداف الصهيوني الغادر لسماحة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، اعتبر حسنين بأن الشعب الفلسطيني يعتصره الألم لفقدان قامة مقاومة أفنى عمره مجاهدًا مقاوماً من أجل فلسطين وقد استشهد على طريق تحرير القدس وكامل تراب فلسطين".
وأضاف: " رغم الألم وحزن الفراق إلا أننا على يقين بأن قافلة الشهداء ستمضي قدمًا ولن تتوقف عند اغتيال قائد كبير، فحزب الله قدم خلال مسيرته شهداء عظام ولم تنتهِ مسيرته الجهادية بل أصبح أقوى وأصلب ونحن مؤمنون بحتمية زوال الكيان الصهيوني المؤقت".
وختم حسنين حديثه لوكالتنا قائلاً: "رحم الله السيد نصر الله وكافة الشهداء، وسيأتي خلفه ليكمل وصيته ويسير على درب الجهاد والمقاومة وستبقى البوصلة متجهة نحو القدس".
بدوره، الناشط الإغاثي في مخيم برج البراجنة، أمجد بدوي، أكد لوكالة القدس للأنباء بأن الشعب الفلسطيني كله يعتصره الألم على استشهاد السيد حسن نصرالله رحمه الله، وبأن الشعب الفلسطيني لن ينسى ما قدمه السيد من تضحيات جسام من أجل إسناد ونصرة أهل غزة".
وقال: "كيف لا نضحي بأرواحنا وإمكانياتنا ودماءنا فداء للحق والمساند للشعب الفلسطيني، فقادة المقاومة الإسلامية في حزب الله هم رجال عظماء قدموا أرواحهم شهداء للقضية الفلسطينية ونصرة للمظلوم ".
وختم: "رحم الله الشهداء وشفى الله جرحانا قربانًا للقدس وفلسطين".
من جهته، العنصر في الدفاع المدني الفلسطيني، محمد شحادة، فأكد بأنه وفور سماع الغارة الصهيونية العنيفة على الضاحية الجنوبية هرعنا إلى المكان وقمنا وبالتنسيق مع الدفاع المدني اللبناني برفع الأنقاض وانتشال المصابين من تحت ركام المباني المدمرة".
وختم: " نحن نقف مع من وقف معنا ومع شعبنا في غزة منذ البداية حتى الآن لم يتخلوا عنا، رجال حزب الله هم صوت الحق المقاوم ونحن على يقين بأن كل الغارات واغتيال القادة سيزيد حزب الله قوة وصلابة وبأن الرد المزلزل للكيان مسألة وقت فالحزب عودنا على المفاجآت".