الجليل – وكالة القدس للأنباء
أيام قليلة تفصلنا عن انطلاقة عام دراسي جديد، عام يحمل لشباب هذا الشعب الفلسطيني المقاوم المزيد من الامل في مستقبل يرقى لرفع اسم فلسطين عاليا في محافل العلم والتقدم.
يأتي هذا العام في ظل مجازر الإبادة التي يتعرض لها أبناء الشعب الفلسطيني في غزة، وفي ظل الهجمة الصهيونية الأميركية الممنهجة على الاونروا في اطار تصفية القضية الفلسطينية.
وللاطلاع على مجريات انطلاقة العام الدراسي في منطقه البقاع، التقت وكالة القدس للأنباء الأستاذ أسامة عطواني عضو لجنة المتابعة المركزية للجان الشعبية في لبنان.
عطواني: هناك مشاكل عامة وخاصة!
يرى عطواني أن تشكيل الاونروا منذ اللجوء وضع على عاتقها مسؤولية التعليم. وتمتلك الانروا 703 مدارس في الأقاليم الخمسة من ضمنها 65 مدرسة في لبنان تضم 37 الف طالب.
أضاف عطواني، نحن ندرك أنه بالتوازي مع حرب الابادة التي تحصل في غزة هناك حرب إبادة للتعليم، حيث أن محاربة المناهج الفلسطينية بحجة التحريض على العنف هو محض افتراءات من أجل تدمير قطاع التعليم في الاونروا. في حين من خلال حرب الابادة هذه تم تدمير المئات من المدارس واستشهد اكثر من 400 استاذ ودكتور جامعي و 12000 طالب وكل هذا وفق تقرير خبراء الامم المتحدة صدر خلال شهر نيسان.
اما فيما يخص التعليم في لبنان يرى عطواني أن هناك مشاكل عامة ومشاكل خاصة ومناطقية . هذه المشاكل تتكرر كل عام مع انطلاقة العام الدراسي .
أولا: مشكلة عدم تأمين الكادر التعليمي، ما يسبب بافتتاح العام الدراسي عادة بإرباك ودائما هناك شواغر تستغرق فترة على حساب الطلاب ما يضطر الإدارة للقبول بمعلمين دون الكفاءة او في غير الاختصاص.
ثانيا: الاكتظاظ في الصفوف حيث ان هنالك اكثر من 50 طالب ضمن مساحة ضيقة ما يؤثر على جودة التعليم.
وفيما يخص منطقة البقاع يوجد في منطقة البقاع اربع مدارس للاونروا هي مجمع القسطل في مخيم الجليل، مدرسة الجرمق في سعدنايل، مدرسة جفنة في ثعلبايا ومدرسة وادي الحوارث في برالياس.
المشكلة الاولى تتعلق بمدرسة وادي الحوارث التي هي مستأجرة في برالياس وتقع قرب نهر الليطاني الملوث، مبنى هذه المدرسة لا يصلح لا هندسيا ولا بيئيا ولا صحيا ومنذ سنوات تطالب اللجان الشعبية باستبدال المدرسة بمبنى اخر بمواصفات هندسية وصحية مناسبة. قبل شهرين قدمت الانروا دراسة هندسية حول بناء مدرسة بديلة ولكن حتى الان لم يبدا التنفيذ علما أن الأرض مؤمنة والتمويل مؤمن . وهنا تساءل عطواني متى سيبدا التنفيذ؟ هل بانتظار تدهور صحة ابنائنا اكثر فاكثر؟؟.
اما فيما يخص مجمع القسطل في بعلبك كانت هناك مشكلة في التدفئة تم علاجها حيث سيتم الإعتماد على الطاقة الشمسية لتأمين التدفئة على مدار النهار للطلاب . وقد تم تزويد المدرسة بالاحتياجات اللوجستية للطاقة الشمسية بما يجعلها كافية طيلة فترة الشتاء . الامر الذي يجب ان ينسحب على كافة مدارس الاونروا في منطقه البقاع.
عطواني اكد ان تجاوب الاونروا في كل القضايا دائما يكون بطيء ولا يتناسب مع حجم المعاناة القائمة على الارض.
طارق حسين:
تابعت وكالة القدس للأنباء استطلاع أراء المعنيين بالشأن التعليمي، حيث التقت مسؤول منظمة الجيل الجديد (مجد) في بعلبك الطالب طارق حسين، الذي بدوره اكد ان افتتاح العام الدراسي هو بارقة أمل متجددة كل عام في حياة ابناء الشعب الفلسطيني الذي يعاني التنكيل والإبادة في ظل صمت دولي وعربي مخزٍ . الأمر الذي يجعل العلم سلاح بيد كل شاب فلسطيني يجب علينا التمسك به والحفاظ عليه.
حسين يقول أن المدارس في منطقة البقاع تفتتح أبوابها كل عام على نقص في المعلمين ونقص في القرطاسية . أما الكتب الدراسية الموجودة فاصبحت قديمة وبحاجة الى تجديد.
ايضا هناك مشكلة دائمة ان الاونروا تقوم بعمل صيانة للمدارس اثناء العام الدراسي وليس في العطلة الصيفية، وهذا الأمر يشوش على أجواء التعليم، ويؤثرعلى التحصيل العلمي للطلاب. فالمطلوب اليوم من ادارة الاونروا الدفع باتجاه عام دراسي صحيح وسليم يضمن جودة التعليم عبر تأمين الكادر وتأمين القرطاسية واعطاء المدرسين مكانتهم للحفاظ على الطلاب فلا يمكن تحت عناوين براقة وحقوق الطفل ان لا يتمتع المدرس بحقه في الأمن والأمان الطبيعي، ومن غير المقبول اعطاء الحق للطالب على حساب المعلم فنحن مع الحفاظ على مكانة المعلم وقيمته.
ايضا يعتبر حسين موضوع تأمين بدل نقل للطلاب في الاماكن البعيدة عن المدارس هو نقطة اساسية يجب ان تتعاطى الاونروا معها بمسؤولية.
حسين دعا الاهالي الى التعاون مع المدرسة والمعلمين من اجل مستقبل جيل كامل من الشباب الفلسطيني.
دواه: مطلوب توفير التدفئة
والتقت وكالة القدس للأنباء، انس دواه وهو من أهالي مخيم الجليل، الذي أشار إلى ضرورة توفير التدفئة، بخاصة وقت الدوام في الصباح الباكر، حيث يكون باردا جدا.
وتحدث عن اضطرار الاهالي لإعطاء دروس خصوصية لأبنائهم ما يشكل عبء مادي اضافي على الأهل في ظل ارتفاع اسعار القرطاسية ومستلزماتها . هذه التكاليف المالية التي تشكل عبئا ثقيلا على الاهالي يزيدها اشتراط بعض المعلمين نوعيات دفاتر مختلفة عن القرطاسية التي توزعها الاونروا أيضا اضطرار الاهالي لشراء كتب جديدة بدل عن الكتب القديمة التي توزعها الاونروا حتى يتسنى لابنائهم متابعة تحصيلهم العلمي. وشكى دواة من ثقل حجم الحقيبة المدرسية على ظهر الاطفال ما يسبب في امراض لهم على المدى البعيد الامر الذي يحتاج الى ايجاد حلول للحفاظ على صحة الطلاب خاصة الاطفال منهم .
في ظل هذه الظروف التي يعيشها شعبنا الفلسطيني وللحفاظ على التعليم الذي يشكل رافعة للمجتمعات والدول يجب العمل ضمن حلقة متكاملة بين المدرسة واللجان الشعبية والاهالي ومؤسسات المجتمع المحلي من اجل المضي قدما نحو مستقبل ناجح للطلاب.