وكالة القدس للأنباء - متابعة
كشفت معطيات عبرية رسميّة النقاب عن أنّه منذ أكتوبر الفائت 2023، أسفر القصف الصاروخيّ لحزب الله على شمال الكيان عن مقتل 26 مدنيًا و20 جنديًا "إسرائيليًا"، في الوقت الذي لا توجد فيه أيّ مؤشراتٍ لعودة المستوطنين الصهاينة إلى مغتصباتهم في الشمال، والتي تحولّت لأماكن أشباح، وعلى نحوٍ خاصٍّ مغتصبة (كريات شمونة).
ويوم الاثنين من هذا الأسبوع عقد رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو، مؤتمرًا صحافيًا، تلعثم فيه عندما سُئِل عن موعد عودة مهجري الشمال إلى مستوطناتهم، وقال إنّ الحلّ لهذا الأمر سيكون عسكريًا أوْ سياسيًا، ولم يُطلِق كعادته تهديداتٍ بإعادة لبنان إلى العصر الحجريّ، وبذلك تهرّب من الإجابة على السؤال.
على صلةٍ، وفي مقال جاء تحت عنوان: "سياسة الاحتواء انتقلت من غلاف غزة إلى الشمال"، قال مراسل القناة الـ 12 بالتلفزيون العبريّ، ألموغ بوكر، الذي يُغطّي جنوب الكيان، إنّه “بعد الهجوم ضدّ حزب الله في الشمال، قالوا لنا إنّه ليس هناك علاقة بين نية (الأمين العام لحزب الله السيد) حسن نصر الله بإطلاق صواريخ على مركز الدولة العبريّة وبين القرار بتنفيذ هجومٍ واسعٍ ضدّ حزب الله، لكنّ المؤسسة الأمنية "الاسرائيلية" أوضحت لنا أنّ معظم هذه الصواريخ كانت نحو مستوطنات في الشمال.
وأضاف “حتى ذلك الوقت بدا الأمر في غير محلّه، لأنّ إطلاق حزب الله للصواريخ لم يبدأ بعد الهجوم الوقائي (وفق الزعم "الاسرائيليّ" يوم 25 آب 2024)، فـ 2400 قذيفة صاروخية أطلقت من لبنان منذ بداية الحرب، ولم نرَ هجومًا وقائيًا كهذا يحصل قبل ذلك".
وتابع “ليس هذا فحسب، يكفي النظر إلى ما حصل أول من أمس: عند الساعة 11:40 صدرت تعليمات إلى المستوطنين في الجليل الأعلى وفي (كريات شمونة) بالبقاء بالقرب من الأماكن المحصّنة بسبب الاشتباه بإطلاق نار من لبنان. عند الساعة 11:50، بعد عشر دقائق، انطلقت صافرات الإنذار في (كريات شمونة) والمحيط. عشرات الصواريخ أُطلقت على مستوطنات الشمال".
وأكمل “عندئذ إذا كنّا نعلم أنّ هجومًا سيحدث، فلماذا لا يكون هناك هجوم وقائي أوْ جباية ثمن مسبق؟ لماذا لا نهاجمهم قبل أنْ يهاجمنا حزب الله؟ التفسير بسيط: حساب (كريات شمونة) مختلف تمامًا عن حساب (غوش دان)”، أيْ المنطقة الواقعة وسط "إسرائيل"، وتشمل أهّم مدينة تل أبيب.
ورأى بوكر أنّ “هذه السياسة معروفة جيدًا لسكان الغلاف: طوال 20 عامًا عشنا مع حساب لغلاف غزة وحساب آخر لتل أبيب. هذه السياسة هي التي أدت في النهاية إلى السابع من تشرين الأول (أكتوبر) 2023. هذه السياسة، إذا لم تتغيّر، يمكن أنْ تؤدي أيضًا إلى كارثة في الشمال".
وختم: طوال سنوات كان (رئيس المكتب السياسي لحركة حماس يحيى السنوار) هو الذي يحدّد جدول أعمال سكان الجنوب، والآن (السيد) نصر الله يحدّد لسكان الشمال جدول أعمالهم. لكن لا تقلقوا، في النهاية سيصل أيضًا إلى (غوش دان). عندها فقط سيحصل سكان الشمال على ما يبدو على الحماية التي يستحقّونها".