/مقالات/ عرض الخبر

كيف ينعكس تأخير رد "محور االمقاومة" على كيان العدو؟

2024/08/30 الساعة 12:06 م

وكالة القدس للأنباء - أسماء بزيع

تبين مجددًا أنّ المقاومة تقدمت بخطوات كبيرة في مجال الحرب النفسية، وبمقارنة بسيطة بين "الهدهد" والفيديوهات الصادرة عن الإعلام الحربي إمّا عن المقاومة في غزة أو في لبنان أو حتى اليمن، وبين الحملة الدعائية "الإسرائيلية" وسلسلة الأخبار المفبركة وليس آخرها تقرير نشرته صحيفة "التلغراف" البريطانية عن مطار بيروت الدولي، فإنّ المحور عامةً وحزب الله في لبنان خاصةً، قد حقق التفوق مجددًا.

بدليل استمرار حركة مطار بيروت النشطة، وأسلوب حياة اللبنانيين الذي لم يتغير. عدا عن صبر أهل غزة وثباتهم، والمجد والعزة التي تبعثه الصور والفيديوهات الواردة من القطاع. إضافةً للعمليات المباركة للقوات اليمنية التي لم تتوقف حتى اليوم، في الوقت نفسه الذي  يتهافت فيه "الاسرائيليون" بطريقة هستيرية على شراء مولدات الكهرباء، خوفًا من انقطاع الطاقة على نحو كامل في الأيام الاولى للحرب المفترضة في الشمال.

ولم يقتصر الأمر على ذلك فقط، فقد كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت العبرية" في تقرير لها عن "تزايد استعدادات "الإسرائيليين" لرد إيراني" على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنية في طهران. وتشمل هذه الاستعدادات "تخزين المعلبات وشراء مستلزمات البقاء في الملاجئ لفترة طويلة"، ويأتي ذلك، وسط "تفاقم مشاعر القلق بأوساط المجتمع "الإسرائيلي"، التي انعكست في تزايد الإقبال على تعاطي الكحول والمهدئات، وطلب الاستشارات النفسية، إضافة إلى زيادة في معدل مغادرة البلاد" وفق الصحيفة.

ومن جهة أخرى ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أنه "بالإضافة إلى القلق على مصير الأسرى "الإسرائيليين" في قطاع غزة، ورغبة المستوطنين في العودة إلى مغتصباتهم التي أخرجوا منها، فإنّ "إسرائيل" في انتظارها للرد تواجه واقعًا غير منطقي يصل إلى حدود الهلوسة". مؤكدة إذا كان هناك شيء أسوأ من الكارثة، فهو انتظار حدوثها، لافتةً إلى أنّ "الانتظار في حالة من عدم اليقين هو وقود القلق".

حالة تأهب قصوى، مطاراتٌ خالية مصانع متوقفة ومستوطنون خائفون، رعب الرد الآتي يسيطر على "إسرائيل" ويستنزف جيشها وجبهتها الداخلية. ومن هنا نستطيع القول، إنّه قد بدأ نصف الرد، بالانتظار، بالخوف والاستنزاف الذي أحاط الكيان الذي يصف نفسه بـ"أكبر قوة في الشرق الأوسط"، وهو الآن يقف على "رجل ونصف" لفترة غير محدودة، في انتظار الضربة من مختلف الجبهات، مع هلع وقوع الحرب الشاملة غير محسوبة النتائج والتداعيات.

وإبقاء هذا الكيان الفاشي على هذا الحال وشله من الداخل لا يقل أهمية عن العملية العسكرية التي ستنفذ ردًا على اغتيال القائد هنية. هذا ما أكدته وسائل إعلام عبرية بأن تهديدات المحور والانتظار الذي لا ينتهي للرد الإيراني، يمكن أن يُفقد المستوطنين صوابهم، مضيفةً: "نحن لا نحتمل عدم اليقين، ومعرفة أننا سنتعرض لصدمة كهربائية أقل سوءًا من عدم معرفتنا بما سيحدث".

"مدمرة" و "محبطة" لـ"إسرائيل" هكذا وصفت "يديعوت أحرونوت" فترة انتظار الرد في تقريرٍ آخر لها، وهذا ما ليس لدى العدو غيره، الانتظار. وذلك بعد أن بات بحكم المؤكد لم يعد قادرًا على حماية نفسه منفردًا، وإنما بحاجة إلى إسناد أميركي غربي. وقد بدا واضحًا في الوساطات والرسائل الأخيرة التي سعت لعدم رد المحور على "إسرائيل". لكن لا تأثير للاتصالات الدبلوماسية والمبادرات الأجنبية لتراجع طهران بل المحور عن "ثأره".

وسيدرك نتنياهو أن القوة، مهما عظمت، لها حدود، وأنّ نشوة القوة والنجاح التكتيكي في اغتيال قائد هنا أو مسؤول هناك ربما ستتحول إلى خسارة استراتيجية وحسرة دائمة، وسيكسر ظهره، رغم محاولته التغطية على انسحاب غالبية قواته من غزة، من خلال تصدير الأزمة الداخلية التي يعيشها والضغوط الدولية إلى الخارج، وافتعال حرب مباشرة مع إيران. (وكالة القدس للأنباء)

رابط مختصرhttps://alqudsnews.net/p/208207

اقرأ أيضا