قائمة الموقع

رسالة مجاهدي "سرايا القدس" الى "حزب الله": "طوفان الأقصى" وبداية معركة التحرير

2024-08-29T10:42:00+03:00
راغدة عسيران

في يوم 20 أغسطس/آب 2024، وجّه مجاهدو "سرايا القدس"، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، رسالة الى مجاهدي المقاومة الإسلامية في لبنان - حزب الله، وأمينها العام السيد حسن نصرالله. نشر إعلام المقاومة، على صفحاته الإلكترونية، نص الرسالة التي سبقت بأيام ردّ المقاومة الإسلامية (25 أغسطس/آب) على اغتيال الشهيد السيد فؤاد شكر، رئيس هيئة أركان المقاومة الإسلامية، في الضاحية الجنوبية من بيروت، وارتقاء عدد من الشهداء المدنيين.

بعد التحية الى السيد حسن نصرالله، والشهداء والجرحى، والى المجاهدين "الصابرين والثابتين كالجبال الراسيات"، تضمنت الرسالة عدة نقاط مهمة، أبرزها:

أكّدت الرسالة على أهمية المعارك التي تخوضها المقاومة الإسلامية في لبنان، منذ أكثر من عشرة شهور، في إطار مساندة المقاومة في قطاع غزة، وهي مقاومة "صادقة" و"مخلصة". وقد أفادت وزارة الصحة اللبنانية قبل إيام عن ارتقاء 564 شهيدا جراء العدوان "الإسرائيلي" على لبنان منذ الثامن من تشسرين الأول/أكتوبر.

كما أكّدت الرسالة على تيقّن المجاهدين من "أنكم ستؤدون مهمتكم بكل جدارة". قد يكون هذا التأكيد ردا على شكوك البعض، بنية صادقة أو خبيثة، حول دور المقاومة الإسلامية في لبنان في "الجهاد والصبر والتضحيات" خلال معركة "طوفان الأقصى"، وحول الردّ المنتظر على اغتيال الشهيد فؤاد شكر، بسبب استمرار حرب الإبادة التي شنّها العدو الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني وقراءتهم الخاطئة للمعركة، و"طول" انتظار الردّ.

وبعد ردّ المقاومة الإسلامية في يوم 25 أغسطس/آب، باركت حركة الجهاد الإسلامي "للأخوة في حزب الله الهجوم الذي شنته في عمق الكيان الغاصب، ونجاحها في توجيه ضربات جريئة وشجاعة، تأكيدا على ثباتها في مواقفها والايفاء بوعدها".

الى جانب المقاومة الإسلامية في لبنان، تقف قوى محور المقاومة، "إيران الإسلامية" و"سوريا العروبة" و"العراق الأبي" و"اليمن العزيز الذي سجّل "أروع معاني الانتماء لفلسطين وقضيتها"، التي ستواصل إسنادها للمجاهدين الفلسطينيين. من خلال المقاومة الإسلامية في لبنان، وجّه المجاهدون في "سرايا القدس" هذه "الكلمات في هذه اللحظات الفارقة في تاريخ الأمة" الى قوى محور المقاومة، حيث من المنتظر أن يتم الرد على العدوان الصهيوني على اليمن (الغارة والمجزرة في الحديدة) وإيران (اختراق السيادة الإيرانية واغتيال القائد إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحماس).

تنطلق هذه الكلمات "من قلب غزة ومن رحى المواجهات والقتال" أي من الذين يخوضون معارك يومية ضد العدو ويسطرون الملاحم في كل بقعة من قطاع غزة والضفة الغربية، رغم فظاعة العدوان الصهيوني، و"من قلب معاناة شعبنا المجاهد الصابر الثابت" الذي أثبت للعالم أجمع أنه متشبث بحقوقه، وعلّم الشعوب كافة معنى الحرية والكرامة.

لقد غرق العدو "الأحمق المهزوم" في "وحل غزة"، ويتلقى "ضربات مجاهدينا وكمائنهم"، وهو "المذعور في شوارع قطاع غزة وأزقته". لقد أخطأ في تقديراته وحساباته، ليس فقط بالنسبة لجبهة لبنان، بل أيضا في قطاع غزة حيث يقتل ويدمّر منذ أكثر من عشرة شهور دون أي نتيجة ملموسة لصالحه، وفي الضفة الغربية، حينما قرّر مواصلة حربه الهمجية ضد مدنها ومخيماتها في الشمال، معتقدا أنه سيتمكن من إنهاء المقاومة.

بين المجاهدين في ساحات محور المقاومة، والعدو وأعوانه، هناك "خذلان البعيد والقريب"، أي الذين كان من المنتظر أن يساندوا المقاومة الشريفة لأنها تقاتل من أجل كرامة وحرية الأمة، أو يدعموا الشعب الفلسطيني على الأقل، لتمكينه من الصمود أمام حرب الإبادة. لم تحدّد الرسالة من هم هؤلاء المتخاذلين، لكن قد تكون الأنظمة العربية والإسلامية أولا، التي يشارك بعضها في العدوان الصهيوني من خلال الدعم الاقتصادي والإعلامي والسياسي، ثم الأحزاب والقوى السياسية العربية التي لم تنخرط في هذه المعركة الفاصلة، وظلت تصدر الإدانات دون اتخاذ مواقف عملية ضد الغرب الاستعماري في بلدانها، المساند والمنخرط في حرب الإبادة.

بعد تحديد الجبهات "في هذه اللحظات الفارقة في تاريخ الأمة"، المجاهدون من جهة، والعدو من جهة أخرى، وصفّ المتخاذلين، تعلن الرسالة أنه "حان اليوم التقدم نحو فتح باب خيبر من جديد، والعمل لزوال "إسرائيل" من الوجود".

لماذا هذه اللحظات "فارقة" في تاريخ الأمة؟ لأن معركة "طوفان الأقصى" والعبور التاريخي الى الثكنة الصهيونية المحصنة شكّلت لحظة بداية سقوط كيان العدو وانكشاف هشاشته، من جهة، وجهوزية المقاومين الشجعان والمستبسلين لخوض معركة طويلة، من جهة أخرى، في ظل تغيّر البيئة الإقليمية والدولية لصالح التحرر من الهيمنة الأميركية، رغم شراسة الأعداء.

ماذا يعني "فتح باب خيبر من جديد"؟

العودة الى تاريخ الأمة، الى غزوة خيبر بالذات، تعني أولا توحيد المسلمين والعرب حول تاريخهم ومعاركهم المصيرية، وثانيا، التذكير بما حلّ بيهود خيبر الذين نقضوا العهد وخانوا المجتمع الإسلامي وقيادته، أي طردهم وزوال دولتهم. واليوم، يمثّل المستوطنون الصهاينة الذين غزوا فلسطين بدعم من الأجنبي الغربي، وتبنّوا الفكر الاستعماري الهمجي والعنصري، وارتكبوا أبشع الجرائم بحق الإنسانية، يمثلون "خيبر" بكل تجلياته. يعني ذلك أنه يجب القضاء على هذه "الغدة السرطانية" في قلب الأمة.

ثالثا، أن معركة "طوفان الأقصى" هي معركة الأمة ضد الاستكبار العالمي والكيان الصهيوني الذي يمثله. وأن الانخرط في هذه المعركة "في هذه اللحظات الفارقة" يجسّد بالفعل وليس فقط بالقول مركزية فلسطين بالنسبة للأمة وحركات التحرر. من فلسطين بدأت معركة التحرير ونحو فلسطين يجب ان تتجه قوى التحرر العربية والإسلامية لمساندة الشعب الفلسطيني والانخراط في معركته التاريخية. تؤكد الرسالة الى المجاهدين المنخرطين في "طوفان الأقصى" ومن خلالهم، الى شعوب الأمة، أن المجاهدين في فلسطين لن يستسلموا للهمجية والاستكبار العالمي، وأنهم مستمرون في "قطاعنا الباسل وضفتنا البطلة" حتى "تحرير كامل تراب فلسطين الحبيب ومقدساتها"، وأنهم سيواجهون المشاريع الاستسلامية التي تطبخها الولايات المتحدة والأنظمة الموالية لها في المنطقة لكسر إرادة الشعب الفلسطيني. ولدى المجاهدين اليقين بأن "النصر قريب"، فالمطلوب إذا "الصبر حتى النصر".

اخبار ذات صلة