قائمة الموقع

أبطال الضفة الغربية والقدس: حماية الأرض والشعب والمقدسات

2024-08-13T10:09:00+03:00
العبوات الناسفة تقلق العدو وأعوانه
راغدة عسيران

"فإذَا احتدَمت المَعركة بينَ الحقِّ والبَاطل حَتى بلغَت ذُروتها، وقَذف كلُّ فريقٍ بآخر مَا لديهِ ليكٰسبها، فهنَاك سَاعة حَرجة يبلغُ البَاطل فِيها ذرٰوة قوتِه، وَيبلغ الحَق فِيها أقصَى محٰنته، والثَّبات فِي هذِه السَّاعة الشَّديدة هوَ نقٰطة التحوّل، والامتِحان الحَاسم لإيمانِ المُؤمنين سَيبدأ عنٰدها، فإذَا ثبتَ تحوَّل كُل شَيء عِندها لمصٰلحته، وهُنا يبٰدأ الحَق طَريقه صاعدًا،  وَيبدأ البَاطل طَريقه نازلًا، وتقرَّر بِاسمِ الله النِّهاية المُرتقبة..! (حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين  - طولكرم)

اشتبك المقاومون خلال الإيام الماضية مع جيش العدو في كل من طولكرم ونابلس ومحيطهما، كما أفادت البيانات والتصريحات الصادرة عن مجموعات المقاومة في الضفة الغربية. في طولكرم، استهدفت كتائب عزالدين القسام – كتيبة طولكرم، قوة صهيونية راجلة تابعة لجيش العدو بالرصاص خلال تقدمها في المدينة، وشهدت المناطق المحيطة بمخيم طولكرم اشتباكات بين المقاومين وقوات العدو. في نابلس، اكتشفت المقاومة تسلل قوة صهيونية الى مخيم بلاطة ومخيمي عسكر القديم والجديد، فأمطرتها بزخات من الرصاص والعبوات الناسفة، ودارت اشتباكات مع قوات العدو التي اقتحمت عدة حارات ونشرت القناصة فوق البنايات واعتقلت مواطنين.

تشكّل هذه الاشتباكات اليومية الإطار العام الدال على صعود المقاومة في الضفة الغربية، التي تشهد منذ أكثر من سنة تمدّدها الجغرافي وتطوّر سلاحها وجرأة شبابها، والمعارك التي تخوضها ضد الصهاينة بكافة تشكيلاتهم. لم يمرّ يوما إلا وتعلن المجموعات المقاومة المختلفة المنتشرة في الضفة الغربية المحتلة عن عملياتها وتصديها لقوات الاحتلال. في الأسابيع الماضية، مثلا، استهدف مقاتلو كتبية طوباس مستوطنة البقيعة بشكل مباشر(5/8)، واكتشفوا قوة صهيونية في محور عقابا وأمطروها بزخات كثيفة من الرصاص كما استهدفوا التعزيزات العسكرية للعدو التي هرعت الى المكان.

وأعلن "شباب الثأر والتحرير" في كتائب شهداء الأقصى في طوباس عن استهداف حاجز تياسير بوابل كثيف من "الرصاص المبارك" (4/8)، وتمكّن مجاهدو "سرايا القدس – كتيبة جنين" من إيقاع آليات العدو المقتحمة وقوات المشاة بعدد من الكمائن في محور الجابريات ومحاور القتال المختلفة (6/8)، وكانت كتيبة جنين قد نفّذت في 24/5/24 عملية "أسوار الموت" بتفجير آليات الاحتلال التي اقتحمت المخيم.

ونفّذ مقاتلو مجموعات بلاطة فجر يوم الأحد (28/7) "عملية بطولية مباركة" على حاجز بيت فوريك، وأمطروا جنود العدو بوابل كثيف من الرصاص، وبعد اقتحامها لمخيم بلاطة "في محاولة لرد الاعتبار"، تفاجأت قوات العدو بشراسة المواجهة مع المقاتلين المدافعين عن أرضهم وأهلهم. وفي يوم 30/7، تمكّن مقاتلو مجموعات السيلة الحارثية من استهداف معسكر سالم ومستوطنة شاكيد.

تؤكد الاحصائيات على تصاعد العمليات في كافة أنحاء الضفة الغربية، وخاصة في شمالهأ وفي مخيماتها وتزايد استخدام العبوات الناسفة لضرب جنود الاحتلال وآلياته المقتحمة للمخيمات والمدن. أحصى مركز "معطى" 167 عملا مقاوما في الضفة الغربية والقدس خلال الفترة ما بين 24/7/24 و1/8/24، منهم 30 عملية إطلاق نار و10 عبوات ناسفة، في حين رصد مركز "ميثاق" 668 عملية بالعبوات الناسفة من مجموع 2405 عملية منذ بداية معركة طوفان الأقصى حتى 23/7/2024، ومنها 1510 عملية إطلاق نار واشتباك مسلح مع العدو.

شمل العمل المقاوم أنواع متعددة من العمليات، إضافة الى الاشتباك وإطلاق النار، كعمليات الطعن فكانت آخرها عملية الطعن في مستوطنة حولون (3/8) التي نفذها المقاوم عمار رزق كامل عودة (34 عاما) من مدينة سلفيت. وكان الشهيد قد اعتقل سابقا من قبل الاحتلال ومن قبل جهاز مخابرات السلطة الفلسطينية في رام الله. كما شملت عمليات اعطاب آليات جيش العدو وآليات المستوطنين، وإلقاء زجاجات حارقة وتصدي لاقتحامات المستوطنين.

يثير تطوّر العمل المقاوم في الضفة الغربية مخاوف الكيان الاستيطاني التي يعتبرها جزءا أصيلا من مشروعه الاستعماري، والتي يعمل على إفراغها من سكانها الأصليين، وخاصة منذ اتفاقيات أوسلو (1993) التي شرعنت وجوده. شارك المجتمع الدولي ومؤسساته كافة في توسيع العدوان الاستعماري التهويدي بطرق ملتوية، من جهة، ومنع مقاومة المحتل وقمع المقاومين واقتلاع فكرة المقاومة من أساسها، من جهة أخرى، بحجة وجود سلطة فلسطينية مسؤولة عن الشعب الفلسطيني في "الأراضي الفلسطينية" المحتلة. منذ بداية معركة "طوفان الأقصى"، استغلّ كيان العدو المشاركة الامبريالية معه في حرب الإبادة التي يشنّها في قطاع غزة والتعتيم الإعلامي العالمي حول باقي المناطق الفلسطينية المحتلة، ليشنّ حربا حقيقية ضد الضفة الغربية والقدس، وأهلها ومقاوميها. إضافة الى اعتقال عشرات الآلاف من المواطنين في سجونه الرهيبة، حاصر المدن والمخيمات، وهدم المنازل، دمّر البنية التحتية وجرف الشوارع ودمّر الاقتصاد ودنّس المقدسات، وانتقل الى الاغتيالات المباشرة للمقاومين عن طريق المسيّرات أو قصف المنازل والسيارات التي يتواجدون فيها.

تشير الإحصائيات الى ارتقاء حوالي 600 شهيدا في الضفة الغربية والقدس منذ بداية معركة طوفان الأقصى في 6 أكتوبر 2023. وفي شهر يوليو/تموز المنصرم، نفذ العدو عدة عمليات اغتيال عبر طائرات ومسيرات في طولكرم وجنين ونابلس أسفرت عن استشهاد 20 مواطنا، وخلال شهر أغسطس/اب الحالي، اغتال جيش العدو 9 مقاومين بقصف طائراته في عمليتين منفصلتين شمال وشرق طولكرم (3/8)، واستشهد 4 مواطنين شمال طوباس برصاص العدو، أثناء تصديهم لحصار بلدة عقابا (6/8)، واغتال العدو في اليوم ذاته 5 مقاومين في جنين وشهيدين في قرية كفر قود غرب جنين. تعتقد القيادة السياسية والأمنية في كيان العدو أن مزيدا من الاغتيالات والقمع والتدمير قد ينهي حالة المقاومة ويمنع تصاعدها وتمددها الى المناطق كافة ويعزلها عن شعبها. فتكثفت في الآونة الأخيرة التصريحات الصهيونية حول ضرورة تدمير المجتمع الفلسطيني بسبب مقاومته للاحتلال، كما جاء في تصريح وزير الخارجية الفاشي يسرائيل كاتس الذي دعا الى إخلاء مخيم جنين من سكانه. 

بسبب عنصريته المتجذرة، لا يستطيع المستعمِر الصهيوني، كسائر المستعمرين القدامى والجدد، أن يفهم أسباب الثورة والمقاومة التي تجتاح الشعوب المقهورة. فيبرّرها بالتمويل والتحريض الأجنبي تارة وبالفقر وانعدام الأفق السياسي، تارة أخرى، كما لا يمكن له أن يتصوّر أن الشباب الثائر اليوم في الضفة الغربية والقدس، يتعلّم ويخطّط ويصنّع ويتدرّب ويبدع، من أجل تحرير أرضه والدفاع عن دينه وشعبه وأمته، كما صرّح العشرات منهم في الفترة الأخيرة.

رغم تصاعد العمليات الهجومية والدفاعية قبل عدة سنوات، منذ معركة سيف القدس في أيار 2021، باتت هذه العمليات اليوم، في كل المناطق، تندرج ضمن معركة "طوفان الأقصى" للتأكيد على وحدة ساحات القتال في فلسطين ووحدة مصير الشعب الفلسطيني، أينما وجد، ووحدة الهدف. وفي هذه المعركة التي يخوضها أبطال الضفة الغربية والقدس، تبقى المقاومة في قطاع غزة حاضرة، كما صرّح أحد قادة كتيبة جنين قبل أسابيع : "نحن تعلمنا كثيرا من المقاومين في غزة، كيف نقاتل العدو".

خلال استقبال الأسير المحرّر إسلام حماد في مخيم طولكرم، ذكّر القسامي هيثم بليدي، قبل استشهاده بساعات، أهداف المعركة الحالية، قائلا : "ما كان هذا الطوفان إلا في سبيل تحرير أسرانا وأقصانا.. وسنقدّم الجند والقادة حتى النصر أو الشهادة".  يؤكد المقاومون أن المعركة اليوم تهدف الى التحرير: قبل استشهاده بأسابيع، صرّح القائد الجهادي سعيد جابر في مخيم نور شمس ان الكتيبة التي شكّلها بعد الشهيد سيف أبو لبدة (استشهد 2/4/2022) تقاتل على حق، وأن الشعب الفلسطيني صاحب حق، "هم أخذوا الأرض ونحن سنسترجعها.. الحاضنة الشعبية لا تنكسر لأننا نقاتل على دين، ومن أجل أراضينا التي أخذوها منا". وكان الشهيد عبد الجبار صباغ (الدحروكي) قد صرّح قبل استشهاده "لن نغادر طريق الجهاد والمقاومة حتى تحرير أرضنا من القتلة والمجرمين الصهاينة".

توسّعت دائرة المعارك التي يخوضها المقاومون، وبذلك، تجاوزوا سياسة الفصل والحواجز وحصار البلدات والمناطق التي يخنق من خلالها العدو الضفة الغربية والقدس. في حين كان الدفاع عن المخيمات وأهلها (جنين، طولكرم، بلاطة) والأحياء داخل المدن (البلدة القديمة في نابلس) الهدف من الاشتباكات وصدّ الاقتحامات وإرباك قوات العدو، خرج المقاومون من مقراتهم ليضربوا الحواجز والمغتصبات ويصطادوا المستوطنين على الطرقات، كما حصل يوم الأحد 11/8، في منطقة الأغوار، التي شهدت عددا من العمليات الفدائية ضد المستوطنين. وللتأكيد على وحدة المقاومة والمقاومين، فالتنسيق بين المجموعات المقاتلة سارٍ في المكان ذاته وبين المناطق أيضا، عبر التنظيم الواحد أو عبر التعاون والتلاحم بين التنظيمات. وهذا ما كشفته عملية الاغتيال في مخيم طولكرم، في بداية شهر أغسطس، حيث استشهد مجاهدون من قلقيلية، علي أبو بكر وجمال أبو هنية. فأرسل أهل مخيم نور شمس "برقية عز وشموخ" الى أهل الشهداء في قلقيلية، "نقول لكم إن ابناءكم هم أبناؤنا وأخواننا، فكانت لهم صولات وجولات في مخيم العز والرجال.. فكان المخيم الحاضن الوفي لكل الأبطال الذين سلكوا طريق الجهاد والشهادة". يستعيد اليوم مخيم نور شمس مكانة مخيم جنين، في انتفاضة الأقصى قبل ربع قرن، وما زال الى اليوم، في استقطاب الشباب الثائر من المناطق المجاورة أو البعيدة، للمشاركة في العمليات الدفاعية والهجومية، ولتصنيع العبوات الناسفة.

منذ أن دخلت العبوات الناسفة بمختلف أحجامها لصد اقتحامات العدو للمخيمات والبلدات، تيقّن الصهاينة بأن مرحلة جديدة من المواجهات قد بدأت، رغم أن العبوات الناسفة كانت سلاحا صنّعه واستخدمه المقاومون في انتفاضة الأقصى. لكن اليوم، دخلت مواد جديدة في التصنيع وتطوّرالتحكم فيها وأصبحت أحجامها تقلق العدو، بعد أن أثبتت قدرتها على إعطاب الآليات الجديدة، التي تعد مفخرة الصناعة الحربية الصهيونية، وبعد ان انتقل تصنيعها من المخيمات الى القرى والبلدات كالسيلة الحارثية واليامون والمناطق الأخرى، مثل عزون في قلقيلية وبيت أمر في الخليل. 

في آذار/ مارس 2023، برزت العبوات كأداة أساسية في مقاومة كتيبة طولكرم – سرايا القدس، التي عملت على تطويرها بشكل مستمر. يقول "أبو شجاع"، قائد الكتيبة وأحد مؤسسيها "من بداية تأسيسنا اعتمدنا على العبوات، صحيح أن هناك عساكر يحملون السلاح في الكتيبة، ولكنّا نعتمد بالأساس على وحدة هندسة في الكتيبة تصنع وتعد العبوات." وفي طوباس، نفّذت وحدة الهندسة – جند الله عملية تفجير في 26/1/24، وتمكّنت كتيبة طولكرم في 19/2/24 من زراعة وتفجير عبوة بمركبة للمستوطنين، وفي 8/3/24، تم تفجير عبوات في السيلة الحارثية بقوة من جيش العدو.

بسبب عجزه عن مواجهة المقاتلين الأبطال، لجأ العدو الى "تخريب الطرقات والممتلكات العامة والمحال التجارية والبيوت الآمنة"، كما جاء في تصريح لسرايا القدس – الضفة الغربية قبل أسابيع، محاولا في الوقت ذاته إحداث شرخ بين المواطنين والمقاومين، دون جدوى، بل زاد تمسك الأهالي بالمقاومة وأبناءها التي هي فعلا أبناءهم، كما عبّروا عن ذلك في تصريحاتهم للإعلام، سواء كانوا من أهالي الشهداء أم من أقربائهم وجيرانهم. في خضم معركة "طوفان الأقصى"، لا بد من ذكر صمود وتضحيات أهل قطاع غزة وابتلائهم بالإبادة الجماعية، فيصبرون على محنتهم ويصبّرون بعضهم البعض. تقول أم الشهيد القائد الميداني فؤاد عزيز أشقر جرادات من مخيم جنين: "الضغوطات التي يعيش فيها شعبنا هي التي تجعل فؤاد والأصغر من فؤاد والأكبر منه يتجهون الى هذا الطريق ويمتشقون السلاح. كل واحد يقدر يقدّم شيء لفلسطين فليقدّمه، رسالتي لأمهات الشهداء الله يرحم الجميع، والحمد لله ما انقطع الحبل، ستقوم ناس لتكمل الطريق.." وتضيف أم الشهيد قصي أمجد هزوز حويطي: "أي انسان يقدر تقديم شيء فليقدمه، لا يجب ان نكون متخاذلين، الأقصى ليس فقط لأهل غزة، الأقصى لنا كلنا". ويعتبر شقيق الشهيد صقر عابد من كفردان الذي استشهد بقصف المنزل بقنابل الأينرجا وتفجيره أن "هذه ضريبة، كل أبناء الشعب الفلسطيني يريدون تقديم الضريبة، الكل بطريقته. هذا الأفعال الوحشية لا تثنينا عن مواصلة الطريق، ولا تؤثر علينا.." ما يدل على أن الحاضنة الشعبية، التي تعمّق وعيها في هذه المعركة الكبيرة التي يخوضها الشعب الفلسطيني، تعبّر اليوم عن تفهمها للمقاومة ووقوفها الى جانبها وتبنيها واستعدادها لحمايتها، بل وتشجّع على الالتحاق بها.

لقد أدركت الحاضنة الشعبية، بوعيها المتصاعد، أن عليها حماية المجاهدين والوقوف الى جانبهم، مقابل العدو الصهيوني وكل من يتساوق مع مشاريعه والمشاريع الغربية التصفوية في المنطقة. فكانت حادثة اقتحام مشفى ثابت ثابت في طولكرم من قبل الأجهزة الأمنية الفلسطينية، في 26 تموز/يوليو الماضي، لاعتقال القائد المجاهد "أبو شجاع" الجابر. أعلنت المقاومة النفير العام وتوجهت الى الجماهير : "يا أبناء شعبنا الشرفاء ندعوكم للنفير العام وفك الحصار عن قائد الكتيبة بعد قيام أجهزة السلطة بحصاره أثناء تلقيه العلاج في مشفى ثابت ثابت ". هبّ الأهالي من كافة المناطق المجاورة، من طولكرم ومخيماتها ومن جنين وطوباس والفارعة وبلاطة ونابلس، كما جاء في بيان حركة الجهاد الإسلامي في طولكرم التي أبرقت التحية "الى جميع أهلنا وأحبابنا"، وأكّدت سرايا القدس في الضفة الغربية أن "وقفة أهالينا الكرام دفاعاً عن مقاتلينا الأبطال ..هي الدفاع عن أهمية وجود المقاومة التي وجدت لحماية الأرض والعرض والمقدسات" وأكدت أن "مقاتلينا ليسوا خارجين عن القانون، لأن الدفاع عن الوطن لا يحتاج إذناً أو قانوناً، إنما إخلاص لدين الله" (بيان 27/7).

مع معركة "طوفان الأقصى"، دخلت المقاومة في الضفة الغربية والقدس مرحلة جديدة تبدّد أوهام الحلول الاستسلامية والتصفوية، بعد أن أظهر الكيان الصهيوني توحشه وإرهابه أمام العالم بأسره. لقد سلكت المقاومة طريقا واضح المعالم، وأكد المقاومون ثباتهم ، لأنهم "رجال يصنعون المُعجزات بصبرهم وثباتهم وصلابتهم في قتال الأعداء"، يتحدون العدو ويؤكدون له "ان استمراره في تنفيذ الاقتحامات وقتاله المستمر مع رجالنا الأبطال هو مصدر إلهامنا وإصرارنا على تطوير القدرات العسكرية على أرض الضفة الغربية المباركة حتى ندحره عن كامل التراب الفلسطيني." (سرايا القدس، الضفة الغربية 21/7/24)، ولأن "النَّصرَ ليس في البقاء على قيد الحياة، وإنما في الثبات على العقيدة والمبدأ" (7/8)، يؤكد المقاومون أن قتالهم للعدو يتجاوز الأهداف المرحلية ويهدف الى استنهاض شعوب الأمة ووعيها. 

يرى بعض المحللين أن المقاومة في الضفة الغربية والقدس لم ترتق الى مستوى الفعل المؤثر على العدو، لا سيما خلال هذه المعركة الكبيرة التي يخوضها الشعب الفلسطيني، لكن لم ينتبه هؤلاء الى التخريب الممنهج الذي قادته السلطة الفلسطينية في رام الله وأجهزتها الأمنية على فكرة المقاومة وروحها، خلال ثلث قرن من الزمن. لقد دمّرت هذه السلطة، عبر أدواتها القمعية الخشنة والناعمة، مقومات الصمود والتحدي، على المستويات كافة. وكان على الشباب الثائر والرافض للمحتل العمل جاهدا، خلال السنوات الماضية، لإزالة وهم التعايش مع العدو الذي حاولت مؤسسات السلطة زرعه في وجدان الشعب. واليوم، خرج جيل متحرّر من أوهام السلطة والدولة والتعايش والمجتمع الدولي ومؤسساته ليقول كلمته بالنار.

 

اخبار ذات صلة