/مقالات/ عرض الخبر

عن وهمِ سياسة العدوّ.. واستمرار المقاومة!

2024/08/05 الساعة 11:07 ص

هبة دهيني – وكالة القدس للأنباء

هل أنتَ منخرطٌ في هذه الحرب أم لا؟ أنتَ تقرأ كلماتي هذه، لذا فغالبًا أنتَ في مكانٍ آمن، وما زلت على قيد الحياة بعيدًا عن القصف اليوميّ، ومن المرجّح أنّكَ في غربِ آسيا، تقف حذرًا مترقّبًا لما ستؤول إليه الأمور، وسط وجود قاعدةٍ عسكريّةٍ للغرب في بلادك تُسمّى "إسرائيل"، بعدما رمَّمَت هذه الأخيرة سياساتٍ لرسم صورة "نصر" واهية أمام "جمهور" حكومتها المزعومة، وتسويق الاغتيالات كإنجازات استراتيجية، حين فشلت ميدانيًّا على مدى عشرة أشهر من الإبادة، أنا هنا لأذكّرَك -إن نسيت- أنَّك في منتصف الحرب، بل أنتَ مجنّدٌ فيها، وبأنّ المقاومةَ واجبٌ حتميّ، ومقارعة المشروع الصّهيونيّ مستمرّةٌ طالما هناكَ احتلال.

يأتي ترميم سياسة الاغتيالات لدى العدوّ كنتاجٍ لفشله الميدانيّ وضمن إيقاظ لسياساته على مدى عقودٍ طوال، شاملًا قائمةً كبيرةً من قيادات المقاومة، من شخصيّاتٍ لها دورُها في تجديد الوعي الشعبي تُجاه القضية الفلسطينية وتصويب السّلاح أمام العدوّ "الإسرائيليّ"، حتّى كان آخرها اغتيال القائد فؤاد شكر، الشخصية العسكرية البارزة في حزب الله، كمحاولة لترميم مشهد الردع المتآكل منذ حرب تموز 2006، وبعدها اغتيال رئيس المكتب السّياسي لحركة حماس، القائد إسماعيل هنية، خلال زيارته لطهران. 

مستمرٌّ هُو العدوّ في محاولاته الواهية تلك، مُذ سعى لقطعِ سبيل المقاومةِ باغتيال عمادِها في دمشق، إذ كانوا مقتنعين أنّ وجهَ مغنيّة لن يفارقهم حتّى لو ذهب الجسدُ اغتيالًا، "إنه يخيفني، لا يزال يخيفني" تردّدت في أوساط العدوّ باسم ضابط الاستخبارات الصهيوني دافيد باركاي، وبقيَ مشهد آليّات العدوّ خُردةً بيدِ أبناء الحاجّ الأشدّاء، وها هو السّبيل نفسه الآن مستمرّ، بعدما أكّد مغنيّة من قبل أنّ "الرّوح هي الأصل"، فلقد وصل العدوّ إلى تطوّره التكنولوجيّ والاستخباراتيّ ولم يدرك يومًا "كيف نقاتل"، لذا ننتصر، لأنّنا نقاومُ بأرواحنا وببوصلة قادتنا الشّهداء.

واليوم، يجدّد لنا كلّ قائدٍ الوصيّة نفسها باستشهاده، ليؤكّد كلّ واحدٍ منهم أنّ موتَ الجسد لا يعني موتَ الفكرة، فيردّد الشهيد القائد هنيّة "ماضٍ وأعرف ما دربي وما هدفي والموت يرقص لي في كلّ منعطفِ"، وفي السّياق نفسه، فلقد كان الشهيد القائد شُكر ذا بأس شديد بمواقفَ ثابتة أدرك فيها كيف يحمل المقاومة على كتفَيه، فاختُتمَت حياته كما استحقّ، بالشّهادة.

الآن، والعالم يترقّبُ الرّدّ الّذي ينتظره العدوّ بكلّ رعبٍ قبل الصّديق، فإنّا نؤكّد أنّ سبيل المقاومةِ لا يُقطَع برحيل قادتها، بل يستمرّ طالما أنّ وصاياهم طرقٌ طويلةٌ ببوصلةٍ ثابتة، "هذا سبيلي إن صدقتَ محبّتي فاحمل سلاحي"، وها نحن الآن نفتّش في أقحوانِ الشّهادة عن نور سِيَر الشّهداء وحيواتهمُ الّتي جعلت منهم نماذجَ يُحتذى بها في محورنا المقاوم، ويخافها العدوّ حتّى بعد موتها.

وأنتَ، حتّى لو كنتَ في أقصى بقاع الأرض، أو حُكِمَ عليك العيش في غرب آسيا، في جنوب لبنان أم في الضاحية الجنوبية لبيروت، في قطاع غزّة أم في أراضي فلسطين المحتلّة، في العراق أم في اليمن أم في سورية، فأنتَ مجنّدٌ في الحرب، مجنّدٌ بفكركَ المسلّح الّذي يحاول الغربُ استعمارَه وتصفية المقاومة فيه، مجنّدٌ بتمسّككَ بوصايا الشّهداء وسبُلهمُ الواضحة، مجنّدٌ بالقتال في الحرب النّاعمة الّتي تُدارُ علينا جميعًا، وأخيرًا، فإنّ القتال يستدعي سلاحًا، وإنّك وإن لم تستطعِ الوقوف على جبهات القتال، فإنّ السّلاح هوَ ما تحمله في يدَيك، فأدرِك طريق شُكر وهنيّة واحمل وصاياهُما، فإنّ الميّتَ من جلس على هوامش الإبادة، والحيّ من قاوم، ولو كان شهيدًا.

رابط مختصرhttps://alqudsnews.net/p/207485

اقرأ أيضا