جلال عارف*
خرج مجرم الحرب نتنياهو من جلسة مجلسي الشيوخ والنواب في واشنطن التي ألقى فيها خطابه الذي لم يحمل كلمة صادقة واحدة، منتشيا بالاحتفاء الذي لقيه، الذي سيظل يمثل سقطة سياسية وأخلاقية تدفع أمريكا ثمنها من صورتها، التي روجت لها، حسب جلال عارف في “الأخبار” المصرية، كقيادة عالمية، بوصلتها الأساسية هي الحرية وحقوق الإنسان وحق الشعوب في تقرير مصيرها..
لكن مجرم الحرب كان يعرف بالتأكيد الوجه الآخر لحقيقة الأوضاع ويفهم معنى أن تمتنع نائبة الرئيس هاريس عن رئاسة الجلسة المشتركة بحكم منصبها، وغيابها مع عشرات النواب والشيوخ الديمقراطيين، بمن فيهم وجوه بارزة مثل بيلوسي رئيسة النواب السابقة وساندرز، الذي أعلن بكل وضوح أنه لن يكون في استقبال مجرم حرب يستحق الاعتقال لا التكريم.
مجرم الحرب “المنتشي” باللقاء الفضيحة مع الكونغرس، وجد نفسه بعد ذلك يواجه الحقائق الصادمة.
كان هدفه الأساسي من زيارة أمريكا هو تحدي إدارة بايدن والضغط عليها لكي تمده بكل الأسلحة والتأييد والدعم لمخططاته في استمرار الحرب على الفلسطينيين وتوسيعها لضرب لبنان، لكنه – بعد انسحاب بايدن من الانتخابات – وجد تمسكا بوقف القتال لا بتوسيع الحرب، ليدرك أنه سيعود بعد ذلك ليواجه غالبية "الإسرائيليين" المطالبين بإنهاء الحرب لإنقاذ "إسرائيل" نفسها من قيادة أدمنت الفشل والإرهاب.
الصدمة الأخرى جاءته من هاريس، التي خرجت بعد الاجتماع لتعلن أن الوقت حان لإنهاء الحرب، ولتؤكد أنها لن تصمت على الفظائع التي يتم ارتكابها في غزة، ولتقول إنها أكدت في اللقاء حق الشعب الفلسطيني في الحرية والكرامة وتقرير المصير.
ولا شك في أنه لم “يفاجأ” فقط من حديث هاريس وإنما صدم من حديث المرشحة الديمقراطية المحتملة لانتخابات الرئاسة، التي لا يمكن أن تقوله وهي تخوض معركة شرسة إلا إذا كانت تدرك أنه يمثل قطاعا واسعا من الجمهور الأمريكي، من بينهم يهود أمريكا أنفسهم.
ثم جاءت الضربة الأخرى من بريطانيا هذه المرة، حيث أعلنت حكومتها العمالية الجديدة سحب الطلب الذي قدمته الحكومة السابقة للمحكمة الجنائية الدولية، وأنها لن تشكك في سلطة المحكمة في إصدار مذكرات اعتقال ضد نتنياهو ووزير دفاعه، ليدرك نتنياهو أن فضيحة استقباله في الكونغرس لن تمنع العدالة الدولية عن الحكم عليه كمجرم حرب مصيره السجن.. ولو كره المصفقون في الكونغرس. (الأخبار المصرية*)