/تقارير وتحقيقات/ عرض الخبر

تقرير مجددًا وبالأرقام.. المقاومة تكسر هيبة جيش الاحتلال الذي قيل يوماً إنه "لا يُقهر"

2024/07/26 الساعة 02:34 م

أسماء بزيع – وكالة القدس للأنباء

بإجماع الكتاب والخبراء والمحللين والمسؤولين الأمنيين السابقين الصهاينة، ومراكز الأبحاث والكتّاب في الولايات المتحدة على حقيقة واحدة، فإنّ "إسرائيل" خسرت الحرب في غزة، معتبرين أن مشكلتها تكمن في رفض اعتراف رئيس حكومتها بنيامين نتنياهو بالهزيمة، لأنه لا يريد إنهاء الحرب بهذه النتيجة، خوفاً من دفع الثمن، على غرار سلفه إيهود أولمرت، الذي دخل السجن، إثر الهزيمة "الإسرائيلية" في حرب تموز عام 2006 في مواجهة المقاومة في جنوب لبنان.

ومجددًا كشفت الأرقام حجم الهزيمة التي وقع بها الاحتلال الإرهابي في ظل تكتم كبير عن حقائق أكبر وأكثر. وها هي عملية "طوفان الأقصى" روت من جديد بسالة وشراسة المقاومة الفلسطينية التي أذهلت المجتمع الدولي بأكمله وأحدثت زلزالاً وصدمة كبيرة داخل الكيان الصهيوني، فأصابت هيبة الجيش الذي قيل يوماً "إنه لا يُقهر". الجيش الذي كان جنوده يذهبون للقتال كمن يسير الى نزهة، بات القتل والموت في انتظارهم أينما حلّوا. وعليه، فالميدان أطاح بكل الدراسات التي سبق وصنّفت الجيش "الإسرائيلي" في لائحة أقوى الجيوش في العالم.

في حصيلة الخسائر المعلن عنها، أعلن جيش الاحتلال عن ‫ فقدانه 353 قتيلًا وإصابة 3072 آخرين خلال معارك غزة الضارية، بما في ذلك 230 حالة حرجة. أمّا وفقًا لدانيال هغاري المتحدث باسم الجيش والحكومة "الإسرائيلية"، فقد بلغت حصيلة القتلى المعترف بهم في السابع من أكتوبر أكثر من 1200 قتيل، بما في ذلك 683 جندي و59 شرطيًا و10 من جهاز الشاباك. ومن المتوقع أن يتم الاعتراف بأكثر من 12500 فردًا بالاعتلال الدائم جراء الضربات التي تعرضوا لها.. بينما يقدم 20 ألف جندي طلبات للاعتراف بهم كمعاقين في العام الحالي. إضافةً، لإصابة 11549 فردًا، منهم 5000 جندي، وبينهم 3400 سيعترف بإعاقتهم الدائمة، مع 1000 فرد من الجنود النظاميين والعسكريين. وتجدر الإشارة هنا إلى أنّ هذه الحصيلة ليست النهائية ولا التامة، فالاحتلال مازال يتكتم على الكثير من خسائره البشرية والمادية التي ألحقته بها المقاومة.

ومنذ 7 أكتوبر، عالج مستشفى "برزيلاي" أكثر من 3500 إصابة، ذلك وفقًا لتصريحات مدير المستشفى. وفي السابع من أكتوبر، كانت المقاومة تحتجز 242 أسيرًا، لا يزال 137 منهم محتجزين في غزة، وفقًا للإعلام "الإسرائيلي". إضافة لسقوط 191 شخصًا بين قتيلٍ وجريحٍ في الأراضي الفلسطينية المحتلة نتيجة القصف، بمن فيهم 13 شخصًا في الجبهة الشمالية.

وفي وقت سابق أكدت المقاومة مقتل 551 ضابطًا وجنديًا وإصابة 681 آخرين، في استهدافهم للقوات الراجلة وتجمعات الجنود،

وأفادت عن وقوع أكثر من 216 كمين أسفرت فيه عن مقتل وإصابة قوات "إسرائيلية"، دون تحديد أعداد، ومكتفية بذكر بعض المصطلحات مثل: "الاجهار على عشرات، سقوطهم جميعًا، الاجهار على ماتبقى.."

كما أعلنت المقاومة تدمير أكثر من 360  آلية "إسرائيلية" بالكامل واستهداف أكثر من 1238 آلية دون ذكر مصير الجنود على متنها.

قتلى-جيش-الصهاينة-1024x580.jpeg
الخسائر العسكرية خلال التوغل البري

خلال التوغل البري، أعلنت المقاومة الفلسطينية عن تدميرها جزئيًا أو كليًا 1489 دبابة، ومدرعة، وجرافة وناقلة جند، منذ بدء العملية. كما استهدفت تحشدات عسكرية بنحو 287 هجومًا، وغرف قيادة عسكرية متقدمة بـ 19 هجومًا، وقواعد عسكرية بـ 43 هجومًا. وقامت المقاومة أيضًا، باستهداف قوات راجلة بـ 322 هجومًا، وتجمعات جنود بأكثر من 68 هجومًا، وقوات النجدة بـ8 هجمات. كما تم استهداف مروحيات عسكرية بـ +22 هجمات، وطائرات استطلاع بأكثر من 30 هجومًا. وشملت الاستهدافات أيضًا مدن وبلدات ومستوطنات في الداخل المحتل عام 48 بنحو 121 هجومًا وبالصواريخ، إصافةً لاستهداف 14 "كيبوتس".

الفرار تحت وطأة عمليات وقصف المقاومة

وتحت وطأة عمليات وقصف المقاومة، فرَّ نحو 250 ألف مستوطن خارج "إسرائيل" بعد طوفان الأقصى، ونزح حوالي 500 ألف شخص داخل البلاد، من الجنوب والشمال على حد سواء. ومن بينهم نزح نحو 60 ألف مستوطن من مستوطنات الغلاف، بما في ذلك 35 ألفًا من مستوطنة سديروت بمفردها. كما تم إخلاء حوالي الـ65 ألف مستوطن من مدينة عسقلان، ويجري العمل على إخلاء نحو 60 ألف مستوطن من المستوطنات القريبة من حدود لبنان.

وأظهرت الإحصائيات أن 72 مبنى تضرر بشكل كامل في سديروت، و180 مبنى في عسقلان. وتلقت سلطة الضرائب حوالي 1200 إخطار بالأضرار الناتجة عن الهجمات، وفقًا لتقارير الجزيرة.

في الجانب الاقتصادي وكلفة الحرب

خلال فترة الحرب، بلغت كلفتها الإجمالية حوالي 58 مليار دولار، وهو رقم جديد أعلنه حاكم البنك المركزي "الإسرائيلي". وفي الشهر الأول فقط، بلغت النفقات العسكرية حوالي 7.6 مليار دولار، بمعدل يومي يبلغ 255 مليون دولار، وفقًا لتقديرات "كالكاليست". وقدرت شركة السلاح "ميتاف" كلفة السلاح والذخيرة واستدعاء الاحتياطي بنحو 6.25 مليار دولار.

وفي سياق متصل، بلغت كلفة الخسائر على صعيد الإيرادات خلال الشهر الأول حوالي 0.37 مليار دولار، وتكبدت خسائر عائدات الضرائب وقدرها 7.75 مليار دولار، حسب تقديرات الجزيرة. كما شهد مؤشر البورصة (تاسي 35) تراجعًا بنسبة 15٪، وفقدت القيمة السوقية للبورصة حوالي 25 مليار دولار خلال هذا الشهر. وتوقعت التقديرات خسارة بنسبة 10٪ في الأسهم المرتبطة "بإسرائيل" على مستوى العالم.

كما يتوقع بنك "جي بي مورغان تشيس" الأميركي انكماشًا بنسبة 11٪ في الاقتصاد "الإسرائيلي". بحيث تقدر تكلفة التعويضات لجميع المتضررين من الأفراد والشركات بحوالي 4.25 مليار دولار، أمّا كلفة إعادة إعمار 30 مستوطنة في غلاف غزة التي تضررت جراء المعركة فتقدّر بنحو 2.5 مليار دولار. وأخيرًا، تقدر تكلفة الأضرار التي لحقت بالممتلكات حوالي الـ1.4 مليار دولار.

وخلال معاركه على القطاع، تكبد الاحتلال خسائر اقتصادية هائلة بلغت 17.5 مليار دولار نتيجة الشلل الاقتصادي، حيث فقد الاحتلال ما بين 300 إلى 400 مليون دولار يوميًا بسبب هذا الشلل. كما سجلت صادرات خدمات السفر والنقل انكماشًا بقيمة 0.5 مليار دولار، ما يشكل 0.2٪ من الناتج المحلي الإجمالي، وذلك بسبب إلغاء 1135 رحلة طيران من أصل 2662 كانت مجدولة حتى تاريخ 19 أكتوبر، وفقًا لشركةCirium، الرائدة العالمية في تحليلات الطيران.

ومن جانب آخر، تكبد الاحتلال منذ بداية المعركة خسائر هائلة بلغت 8.4 مليار دولار بسبب تغيب الموظفين عن عملهم، بمعدل 1.2 مليار دولار أسبوعيًا، وفقًا لإحصاءات القسم الاقتصادي لتحالف أرباب الصناعة. ورغمًا عن ضخ البنك المركزي لـ45 مليار دولار من احتياطاته دعمًا للعملة، إلا أن الاقتصاد "الإسرائيلي" تكبد خسائر بقيمة 7 مليارات دولار في الشيقل.

images
وتضاف إلى ذلك خسائر قطاع السياحة التي بلغت 3.5 مليار دولار، ومئات الملايين من الدولارات خسائر عائدات النفط والغاز أسبوعيًا بعد تعليق صادرات الخط البحري المتجه لمصر وغلق حقل تمار للغاز مقابل شاطئ عسقلان. يُضاف إلى خسائر سجلتها قطاعات الصناعة والتكنولوجيا والصحة والتعليم بعد استدعاء 360 ألف عامل يعتبروا جنودًا احتياط.

وتمثل فاتورة الحرب تكلفة هائلة بلغت الـ7 مليارات دولار، وفقًا لتقديرات بنك "هبوعاليم" "الإسرائيلي"، وهذا يمثل نسبة قدرها 1.5٪ من الناتج المحلي الإجمالي. بالإضافة لتكبد قطاع الرافعات في مواقع البناء خسارة تقدر بمبلغ 1.9 مليار دولار وفقًا لرويترز، بمعدل يومي بلغ الـ37 مليون دولار. ومن أجل دعم الشركات الناشئة في مجال التكنولوجيا ومساعدتها على الصمود خلال الحرب، قامت حكومة الاحتلال بتخصيص مبلغ قدره 25 مليون دولارًا لمساعدة 100 شركة ناشئة، وفقًا لتصريحات الرئيس التنفيذي لـ"هيئة الابتكار الإسرائيلي".

أمَا على صعيد الخسائر الضريبية، فقد سجلت "إسرائيل" خسارة قدرها 7.6 مليار دولار في الدخل الضريبي، وفقًا لتقديرات بيت الاستثمار الإسرائيلي "ميتاف". وشهدت أيضًا ارتفاعًا ملحوظًا في أجور تأمينات السفن والنقل البحري المتجه للكيان، حيث ارتفعت بمقدار 10 أضعاف القيمة المعتادة. وتجدر الإشارة إلى أن الحكومة قامت بصرف مبلغ قدره 0.25 مليار دولار كبدل معيشة يومي لـ330 ألف شخص تم إجلاؤهم من الشمال والجنوب خلال 20 يوم، وفقًا لرئيس الوكالة الوطنية لإدارة الطوارئ(NEMA). وأخيرًا، بلغ إجمالي الخسائر التي لحقت بالممتلكات خلال الأسبوع 0.37 مليار دولار، وفقًا لصندوق التعويضات في "إسرائيل".

تجدر الإشارة إلى اتفاق محللين سياسيين على أن إعلان جيش الاحتلال "الإسرائيلي" عن عدد مصابيه خلال الحرب، بأنّه لا يمثل الحصيلة الحقيقية والتي يرونها أنها أكثر من ذلك بكثير، مؤكدين أن حالة التكتم على المعلومات في هذه الحرب غير مسبوقة. وذلك لمحاولة القيادة السياسية والعسكرية الحفاظ على الحالة المعنوية لدى الشارع وبقاء الدعم والثقة في الجيش والتي تخلخلت بشكل واضح بعد الإخفاق في السابع من أكتوبر/تشرين الأول، حيث ضُربت الثقة التاريخية بين المجتمع والمؤسسة العسكرية. كما فضح  الإعلام المتواطئ بشكل فج مع الروايات الصهيونية، بعد تبنيه لإعلانات الناطق باسم جيش الاحتلال، والذي ثبت كذبه أكثر من مرة، واعتماده على معلومات غير دقيقة.

رابط مختصرhttps://alqudsnews.net/p/207258

اقرأ أيضا