/تقارير وتحقيقات/ عرض الخبر

تقرير هجمة متجدّدة على طولكرم: عبوات الضفة تُنهك العدو

2024/07/24 الساعة 08:35 ص
عبوات المقاومة في الضفة تصطاد آليات الاحتلال
عبوات المقاومة في الضفة تصطاد آليات الاحتلال

وكالة القدس للأنباء - متابعة

قبل أن تجفّ دماء الشهداء الخمسة في مخيم طولكرم، والشهيدين في الخليل، جاء الردّ مدوياً من مدينة جنين، بعدما فجّر مقاومون عبوة ناسفة عن بُعد، بمركبة تابعة لوزارة جيش الاحتلال قرب جدار الفصل العنصري. وأفادت مصادر "إسرائيلية" بأن موظفَين من وزارة الجيش أصيبا في انفجار عبوة قرب كيبوتس «ميراف» شمالي الضفة الغربية، مضيفةً أن قوات كبيرة هرعت إلى المكان بحثاً عن المنفّذين.

وسبق ذلك إعلان «كتيبة طولكرم»، ظهر أمس، تفجير عبوة ناسفة معدَّة مسبقاً في مكان تمركز القناصة وقوات العدو في محور المربعة، فضلاً عن استهداف آليات العدو في محور ذنابة قرب المدينة.

وكان ودّع مخيم طولكرم ثلاثة من قادة المقاومة، هم: قائد «كتائب القسام» في المخيم أشرف نافع، وصديقه المقرّب قائد «شهداء الأقصى» محمد عوض، والمقاوم محمد بديع، إضافةً إلى أم وابنتها. وسقط هؤلاء في عملية عسكرية بدأها جيش العدو، مساء الإثنين، في مدينة طولكرم ومخيّمها، ودفع فيها بنحو 25 آلية عسكرية، منها جرافات من النوع الثقيل، إلى المخيم، وسط تحليق مكثّف للمسيّرات. كما فرض طوقاً حول «طولكرم» من كل محاوره، ونصب فرق القنّاصة في محيطه، توازياً مع مداهمة عدد من المنازل، وتفتيشها، والتحقيق مع أصحابها ميدانياً.

ومنذ بدء الاقتحام، اندلعت اشتباكات مسلّحة عنيفة بين قوات الاحتلال ومقاومين، تمكّنوا من تفجير عشرات العبوات الناسفة شديدة الانفجار بآليات العدو، وأمطروا جنود المشاة بالرصاص. ورصدت عدسات المواطنين سحب جيش الاحتلال بعض آلياته المعطوبة، بينما نشرت «كتائب القسام» و«كتيبة طولكرم» فيديوهات توثّق تفجير عدد من آلياته، توالت البيانات العسكرية المقتضبة من «كتيبة طولكرم - سرايا القدس»، و«كتائب القسام»، و«كتائب شهداء الأقصى»، عن خوض مقاتليها مواجهات ضارية، وتمكّنهم من إيقاع خسائر محقَّقة في صفوف الجنود.

وفي مقابل ذلك، بدت واضحةً نيَّة العدو الضغط على الحاضنة الشعبية للمقاومة، عبر تجريف الشوارع والمحال والبنى التحتية، والذي تسبّب بانقطاع التيار الكهربائي والمياه عن عدد من حارات «طولكرم»، فضلاً عن التشويش على شبكات الإنترنت داخل المدينة والمخيم. كما برزت هذه النية في استخدام سلاح الطيران، وتحديداً المسيرات التي استُخدمت إحداها بعد اشتداد الاشتباكات، ما أدى إلى استشهاد الخمسة، وشكل ترجمةً عملية لقرار وزير الحرب، يوآف غالانت، إطلاق العنان لسلاح الجو لتنفيذ عمليات اغتيال وقصف في الضفة.

كذلك، رصد مواطنون تنكيل جيش الاحتلال بجثامين الشهداء عبر حملها بالجرافة، واختطافها لاحقاً، في وقت قالت فيه طواقم طبية إن هناك إصابات خطيرة تم نقلها، إلى جانب إصابات من داخل المخيم لم يتمكّن أحد من الوصول إليها، في ظلّ عرقلة العدو حركة المواطنين واستهدافه إياها بشكل مباشر. وفي الوقت نفسه، استُشهد، أمس، شابان في منطقة الخليل، هما جهاد محمد شلالدة (35 عاماً) من بلدة سعير قضاء الخليل، والذي قضى متأثراً بإصابته الخطيرة برصاص الاحتلال؛ ورامز محمد الحلايقة (22 عاماً) من بلدة الشيوخ، أثناء مواجهات مع قوات العدو التي اقتحمت منطقة رأس العاروض جنوبي بلدة سعير.

وكانت استبقت «كتائب القسام» في طولكرم، العملية العسكرية "الإسرائيلية" في المخيم، بنشر مشاهد نوعية لتفاصيل عمليات نفّذتها أخيراً ضدّ قوات الاحتلال، واستخدمت فيها آلية تفجير العبوات الناسفة عن بُعد. ووثّق المقطع المصوّر سلسلة من الهجمات التي أسفرت عن 7 إصابات في صفوف جيش الاحتلال، كان أولاها تفجيرٌ لعبوة ناسفة في مستوطنة حرميش، اعترف الاحتلال على إثره باصابة أربعة جنود؛ والثانية، إطلاق نار من قبل عناصر «الكتائب» على مركبة للمستوطنين قرب قرية رامين، ما أدى إلى إصابة ثلاثة مستوطنين؛ والثالثة، تفجير كبير قرب حاجز عناب لم يعلن الاحتلال عنه، وتستر على تفاصيله، ليتبين أنه ناجم عن عبوة كبيرة استهدفت حافلة للمستوطنين. كما أعلنت «القسام» أنها أدخلت تقنية جديدة في التصنيع والتفجير عن بُعد، الأمر الذي سيكون وبالاً على المحتل، وفقاً لما جاء في الفيديو.

وهكذا، يبدو أن تقييمات جيش العدو حول تعاظم المقاومة في الضفة تثبت صحّتها، حيث يتواصل تنفيذ أو محاولات تنفيذ عمليات نوعية، كان آخرها ما كشف عنه الاحتلال من قيام أسير أُفرج عنه قبل شهرين، بقتل السجّان "الإسرائيلي"، يواحي أڤني، في منزله في مستوطنة قرب رام الله، في الـ8 من تموز الجاري، ما شكّل ضربة جديدة وخطيرة للعدو. وتُعدّ هذه العملية الأولى من نوعها، علماً أن المستهدَف بها يعمل داخل سجن عوفر كضابط ذي رتبة عالية ومسؤول عن وحدة الكلاب.

كذلك، سلط الإعلام العبري الضوء على تلقّي مدير سجن النقب وضباط في «الشاباك» تهديدات نتيجة اعتداءاتهم المتكررة على الأسرى الفلسطينيين، فيما أعلن الجهاز، أمس، أنه اعتقل شابين من مخيم عقبة جبر قرب مدينة أريحا، خطّطا لتنفيذ عمليات إطلاق نارٍ ضد جيش الاحتلال، وأسر مستوطنين واحتجازهم. وزعم، في بيانه، ضبط أسلحة نارية وعبوات ناسفة وواقي رصاص بحوزتهما، إضافة إلى اكتشاف مخزنٍ تحت الأرض مخصّص لاحتجاز أسرى العدو، مضيفاً أن أحد أعضاء الخلية اعتقلته الأجهزة الأمنية الفلسطينية في وقتٍ لاحق. وجاء هذا بعد ساعات فقط من إعلان «الشاباك» اعتقال ما قال إنها «خليّة» من طلبة جامعة بيرزيت، شماليّ مدينة رام الله، «خطّطت لتنفيذ عملية، بتوجيه من مقرّ حماس في تركيا» بحسب ادعائه، متابعاً أنه "تمّ العثور على سلاح، ومصادرة عشرات الآلاف من الدولارات".

 

رابط مختصرhttps://alqudsnews.net/p/207163

اقرأ أيضا