وكالة القدس للأنباء - متابعة
تواصل القتال في مناطق شمال وادي غزة تصدّر المشهد الميداني في القطاع، حيث وسّع جيش العدو عمليته البرية في مناطق جنوب غرب مدينة غزة، وبالتحديد حي تل الهوى الذي يُعد البوابة الجنوبية للمدينة، والتي كان جيش العدو قد أعلن في الشهر الثاني من الحرب البرية في نهاية العام الماضي، تمكّنه من القضاء على «كتيبة القسام» فيها بشكل تام، غير أن الوقائع الميدانية التي سارت بأعلى مستويات الزخم، خلال اليومين الماضيين، أعادت الأهداف العسكرية "الإسرائيلية" إلى المربع الرقم صفر.
وفي الوقت نفسه، استأنف العدو مجازره ضد النازحين الغزيين، فاستهدف خياماً خارج مدرسة في خانيونس، موقعاً نحو 29 شهيداً وعشرات الجرحى.
وتكمن أهمية محور القتال في تل الهوى، في أن التمكّن من القضاء على جيوب المقاومة فيه، من شأنه أن يؤمّن هدف حرية الحركة الميدانية لجيش العدو للقيام بعمليات خاطفة وسريعة في عمق مدينة غزة. كما أن السيطرة على ذلك الحي المحاذي لـ«محور نتساريم» الذي يتوسّط القطاع، من شأنه أن يوسّع قطر الأمان المحيط بمواقع جيش الاحتلال المستحدثة هناك، بمعنى أنها تحرم المقاومة من القدرة على إطلاق قذائف الهاون ذات المدى القصير في اتجاه ذلك المحور.
وفي التفاصيل، سُجّل، أمس، تنفيذ المقاومة نحو 20 مهمة قتالية في حيَّي تل الهوى والشجاعية، حيث أعلنت «كتائب القسام» أن مقاوميها استهدفوا قوة متحصّنة داخل أحد المنازل بقذيفة «تي بي جي» مضادة للتحصينات، وأوقعوا أفرادها بين قتيل وجريح في تل الهوى. كما ذكرت أنها تمكّنت من قنص جندي "إسرائيلي" في الحي نفسه، ووزّع «الإعلام العسكري» التابع لها مقطعاً مصوّراً يوثّق العملية. كذلك، قالت الكتائب إنها فجّرت جرافة «دي ناين» في محيط برج الرياض غرب الحي.
بدورها، أعلنت «سرايا القدس» استهداف مقاتليها قوة صهيونية راجلة بقنابل «برق» المقذوفة.
ومع ساعات المساء، أبلغت «كتائب القسام» عن مجموعة من المهام القتالية، إذ أكّدت قيام مقاتليها بتفجير عبوة ناسفة مضادة للأفراد بمجموعة من جنود العدو بالقرب من برج الرياض غرب تل الهوى، كما أعلنت تفجير جرافتين عسكريتين من نوع «دي ناين» وقعتا في داخل حقل ألغام، بالقرب من مسجد خالد بن الوليد في الحي نفسه، ما تسبب بتدميرهما بالكامل.
وأكّدت «سرايا القدس»، من جهتها، تدمير آلية عسكرية صهيونية بعبوة أرضية برميلية من نوع «ثاقب» في الحي المذكور. من جهتها، أعلنت «كتائب شهداء الأقصى» استهداف دبابة بقذيفة مضادة للدروع خلف منطقة الصناعة على أطراف الحي ذاته.
أما حي الشجاعية شرق مدينة غزة، والذي تواصلت فيه العملية البرية لليوم الثامن على التوالي، فشهد، أمس، عدداً من المهمات القتالية، إذ أعلنت «كتائب القسام» تفجير أربع دبابات في شارع بغداد وسط الحي، كما أبلغ «الإعلام العسكري» التابع لها عن قيام المقاومين باستهداف قوة صهيونية متحصّنة داخل أحد المنازل بقذيفة «تي بي جي» والاشتباك معها بالأسلحة الرشاشة، وقال إنه «خلال قيام عدد من أفراد القوة بالانسحاب وسحب الجنود المصابين، تمّ استهدافهم بعبوة رعدية ضد الأفراد، ما تسبب بوقوعهم بين قتيل وجريح». أيضاً، أعلنت الكتائب استهداف قوة صهيونية تحصّنت داخل أحد المنازل بقذيفتي «تاندوم» في محيط مسجد الهواشي.
كذلك، أعلنت الأذرع العسكرية لفصائل المقاومة تنفيذ عدد من المهمات القتالية في محاور القتال الأخرى، إذ أشارت «كتائب شهداء الأقصى» إلى أنها قصفت تمركزاً لآليات العدو في «محور نتساريم» بصاروخين من نوع «107»، فيما أفادت السرايا بأنها قصفت مستوطنة نير إسحاق برشقة صاروخية. وفي الجنوب، قالت «سرايا القدس» إنها قصفت بقذائف الهاون تموضعاً لجنود العدو في محيط منطقة العبد جبر، جنوب مخيم يبنا، في مدينة رفح.
وفي نهاية اليوم الحافل، أقرّ جيش العدو بمقتل جنديين وإصابة 11 آخرين في معارك شمال القطاع.
وفي المقابل، أعلن مدير المكتب الإعلامي لحكومة «حماس» في غزة أن 29 فلسطينياً استشهدوا في غارة "إسرائيلية" أصابت خياماً تؤوي عائلات نازحة خارج مدرسة في بلدة عبسان، شرقي خانيونس، في جنوب القطاع.
