/مقالات/ عرض الخبر

فايننشيال تايمز: إيران ستسخدم كل الوسائل لدعم حزب الله

2024/07/02 الساعة 11:57 ص
كمال خرازي
كمال خرازي

وكالة القدس للأنباء – ترجمة

مساعد المرشد الأعلى يحذر "إسرائيل" من مخاطر إثارة صراع إقليمي في حالة شن هجوم شامل ضد الجماعة المسلحة.

حذر أحد مستشاري المرشد الأعلى الإيراني من أنه إذا شنت إسرائيل هجوماً شاملاً ضد حزب الله، فإنها ستخاطر بإشعال حرب إقليمية تدعم فيها طهران و"محور المقاومة" الحزب اللبناني المسلح "بكل الوسائل".

قال كمال خرازي، مستشار الشؤون الخارجية لآية الله علي خامنئي، لصحيفة فايننشال تايمز إن الجمهورية الإسلامية "غير مهتمة" بحرب إقليمية، وحث الولايات المتحدة على ممارسة الضغط على إسرائيل لمنع المزيد من التصعيد.

لكنه حين سئل عما إذا كانت إيران ستدعم حزب الله – وهو أهم وأقوى وكيل لها – عسكرياً في حالة نشوب صراع شامل، قال خرازي: "إن كل الشعب اللبناني والدول العربية وأعضاء محور المقاومة سيدعمون لبنان ضد إسرائيل".

وأضاف في مقابلة: "سيكون هناك احتمال توسيع الحرب إلى المنطقة بأكملها، حيث ستشارك فيها جميع الدول بما في ذلك إيران. وفي هذه الحالة لن يكون أمامنا خيار سوى دعم حزب الله بكل الوسائل".

وأضاف: "إن توسيع الحرب ليس في مصلحة أحد – لا إيران ولا الولايات المتحدة".

تصاعدت التوترات بين إيران والولايات المتحدة و"إسرائيل" منذ هجوم حماس في 7 أكتوبر والهجوم الانتقامي "الإسرائيلي" في غزة، حيث شنَّت الجماعات المسلحة المدعومة من إيران هجمات ضد الدولة اليهودية والجنود الأمريكيين في المنطقة.

فقد تبادل حزب الله إطلاق النار بشكل شبه يومي عبر الحدود مع "إسرائيل"، وهاجم المتمردون الحوثيون في اليمن السفن في البحر الأحمر وأطلقوا طائرات بدون طيار وصواريخ على "إسرائيل"، وهاجم المسلحون الشيعة في العراق وسوريا القوات الأمريكية وأطلقوا قذائف على "إسرائيل".

كما شنت إيران و"إسرائيل" هجمات صاروخية متبادلة ضد بعضهما البعض في أبريل/نيسان – ما يمثل أول ضربة إيرانية مباشرة ضد "إسرائيل" انطلاقاً من أراضيها. ومع ذلك، سعى الجانبان إلى تهدئة التوتر، حيث اعتبرت الضربات محسوبة وتسببت في أضرار محدودة.

لكن المخاوف من حرب شاملة بين "إسرائيل" وحزب الله تزايدت في الأسابيع الأخيرة وسط خطاب عدواني متزايد من كلا المعسكرين، ما أثار مخاوف في الغرب بشأن رد فعل إيران.

حذرت بعثة إيران لدى الأمم المتحدة يوم الجمعة من "حرب إبادة" إن شنَّت "إسرائيل" هجوما على حزب الله، قائلة إن "كل الخيارات" مطروحة على الطاولة.

وقال مسؤول إيراني آخر لصحيفة "فاينانشيال تايمز" إنه من غير المرجح أن تستهدف إيران "إسرائيل" بشكل مباشر، وبدلاً من ذلك تقوم بتعبئة شبكة من الجماعات المسلحة المدعومة من إيران في جميع أنحاء المنطقة والتي تشكل محور المقاومة.

تأتي هذه المخاوف في الوقت الذي يستعد فيه الإيرانيون لتشكيل حكومة جديدة بعد وفاة الرئيس إبراهيم رئيسي في مايو/أيار في حادث تحطم طائرة هليكوبتر. ومن المقرر إجراء جولة إعادة للانتخابات الرئاسية يوم الجمعة بعدما فشل أي مرشح من الحصول على أكثر من 50 في المائة من الأصوات في الجولة الأولى التي أجريت في 28 يونيو/حزيران.

سيختار الناخبون بين الإصلاحي مسعود بيزشكيان، الذي يريد إعادة التواصل مع الغرب لتأمين تخفيف العقوبات، بما في ذلك تلك المفروضة بسبب طموحات طهران النووية، وسعيد جليلي، المتشدد الأيديولوجي المعادي للولايات المتحدة.

قال خرازي إنه على الرغم من أنه ستكون هناك "بعض الاختلافات" في النهج اعتمادا على الفائز، فإن استراتيجية السياسة الخارجية الشاملة يحددها خامنئي وستظل كما هي.

وقال إن الانتخابات ستخلق فرصة "لانفتاحات جديدة" بين إيران والغرب. ولكن لتحقيق ذلك، ستحتاج الدول الغربية إلى التراجع "عن السياسات الحالية والدخول في مفاوضات مع إيران على أساس المساواة والاحترام المتبادل."

وأضاف: "إذا قرروا التعاون، فنحن مستعدون للتعاون".

وقال إن الجمهورية الإسلامية ستكون مستعدة لإجراء مفاوضات غير مباشرة مع واشنطن بشأن برنامج طهران النووي في ظل حكومة جديدة، إذا كان ذلك سيؤدي إلى عودة الولايات المتحدة إلى اتفاق 2015 الذي وقعته إيران مع القوى العالمية – المعروف باسم خطة العمل الشاملة المشتركة.

دخلت إيران والغرب في مواجهة منذ أن تخلى الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب من جانب واحد عن خطة العمل الشاملة المشتركة في العام 2018 وفرض موجات من العقوبات على الجمهورية. سعت إدارة بايدن إلى إحياء الاتفاق، لكن الجهود الدبلوماسية انهارت بعد أن ألقى الغرب باللوم على إيران لرفض مسودة اقتراح لإنقاذ الاتفاق في أغسطس/آب 2022.

ومنذ ذلك الحين، أصبح الموقعون الأمريكيون والأوروبيون على خطة العمل الشاملة المشتركة قلقين بشكل متزايد بشأن توسع طهران في برنامجها النووي. تقوم إيران بتخصيب اليورانيوم بنسبة نقاء 60% - وهي نسبة قريبة من درجة نقاء الأسلحة - منذ أكثر من ثلاث سنوات. يقول الخبراء إن لديها الآن مواد انشطارية كافية لإنتاج حوالي ثلاث قنابل نووية في غضون أسابيع.

وكان مسؤولون أمريكيون وإيرانيون كبار عقدوا محادثات غير مباشرة في عمان في فبراير/شباط ومايو/أيار لمناقشة الأزمة، فضلا عن الأعمال العدائية الإقليمية.

قال خرازي: "نحن لا نؤيد صنع أسلحة نووية"، مستشهداً بفتوى أصدرها خامنئي في العام 2003 تحظر تطوير الأسلحة النووية. لكنه قال إنه إذا واجهت إيران تهديداً وجودياً، "فمن الطبيعي أن نغير قناعتنا".

وأضاف أنه إذا قام الغرب بتفعيل أحكام "العودة السريعة" لإعادة فرض عقوبات الأمم المتحدة التي تم رفعها حين وقعت طهران على خطة العمل الشاملة المشتركة، رداً على توسع إيران المستمر في برنامجها، "فسيكون هناك رد فعل شديد من إيران فيما يتعلق بتغيير استراتيجيتها النووية".

وأضاف: "حتى الآن لم نقرر المضي أبعد من التخصيب بنسبة 60 بالمئة. لكننا نحاول توسيع خبرتنا باستخدام آلات مختلفة وإعدادات مختلفة".

أعرب الغرب عن غضبه من بيع إيران طائرات بدون طيار مسلحة لموسكو، التي استخدمتها روسيا في حربها في أوكرانيا.

أصر خرازي على أن إيران كانت محايدة في هذا الصراع قائلاً إنها باعت طائرات بدون طيار لروسيا قبل غزو موسكو لجارتها. وحين سئل عن المخاوف الغربية من أن إيران قد تبيع صواريخ لموسكو، قال: "كانت هناك مثل هذه الاتهامات، لكنها غير صحيحة".

لكنه قال إنه "لا توجد عقبة بين إيران وروسيا أمام صفقات الأسلحة"، مضيفاً أن طهران تجري مفاوضات لشراء طائرات مقاتلة روسية.

وأضاف أنه "من المقرر أن نوقع معهم اتفاقية استراتيجية شاملة في المستقبل القريب".

-------------------- 

العنوان الأصلي:  Iran would use ‘all means’ to back Hizbollah if Israel launches full-blown war, official says

الكاتب:  Andrew England and Bita Ghaffari

المصدر:  Financial Times

التاريخ: 2 تموز / يوليو 2024

 

رابط مختصرhttps://alqudsnews.net/p/206423

اقرأ أيضا