ليانة بدر.. روائية وشاعرة ومخرجة فلسطينية، أخرجت فيلمها الأول عن الشاعرة فدوى طوقان ونال العديد من الجوائز. وتعد ليانة بدر من الوجوه الأدبية البارزة في فلسطين، ولطالما شكلت تجربتها الأدبية أفقاً غنياً بالعديد من الأعمال التي تراوحت بين الكتابة الشعرية والروائية إلى جانب السينما الوثائقية. وتبدو أعمالها الأدبية والسينمائية متجذرة في البيئة الفلسطينية وعوالمها، إذ تحرص في كل عمل لها أن تتماهى مع أرضها وتاريخها وذاكرتها، وتجعل منها أفقاً للتفكير في ما يخدم الواقع.
وفي روايتها "الخيمة البيضاء"، التي أصدرتها منذ زمن، تناولت تاريخ الشعب الفلسطيني منذ استلاب وسرقة أرضه عام 1948، وها هو التاريخ يعيد نفسه اليوم في قطاع غزة، والخيم البيضاء سيطرت على غزة.
عن أعمالها ومسيرتها، تحدثت الروائية، ليانة بدر، لـ"وكالة القدس للأنباء"، قالت عن روايتها "الخيمة البيضاء": منذ تلك الأيام والتاريخ الشخصي للأفراد مستلب ومصادر تماماً، لقد حرم شعبنا منذ بداية الاحتلال من فرص تطوير ذاته علمياً واقتصادياً، ومن إنشاء مؤسساته التي يمكنها خدمة الفلسطينيين أو تقديم الإمكانيات المناسبة لهم دون تعذيبهم. وبسبب الاضطهاد المزمن للاحتلال، وإغلاق الطرق، ومصادرة الأرض، وامتهان المواطنين، وتدمير كل ما يمكن أن يحتاجوه"، إضافة إلى "تكاثر الاعتقالات العشوائية، وامتلاء السجون بالشبان الذين تفرض عليهم أحكاماً تعسفية.. نعم هذا كله يؤجج ثورة وغضب الفلسطينيين لأنهم استطاعوا أن يروا المصير الذي يدبره لهم أعداءهم، فالحرية والاستقلال هو ما يريده الفلسطينيون. وبسبب الأحداث الأخيرة أتيحت الفرصة للعالم بأجمعه كي يرى أعمال وأهوال الاحتلال".
وأوضحت بدر، أنها "قصدت بالخيمة البيضاء مصير الفلسطينيين الذين يعاني كل منهم من تعذيب الاحتلال حسب وضعه، والعالم سارد في وهم الحل العادل الذي جرى في أوسلو، بينما تم انتهاك كل ما ضمته تلك الاتفاقية التي تحولت إلى الحواجز والسور "الإسرائيلي" الذي عمل على سرقة المزيد والمزيد من الأرض...
إذاً ما زلنا ضمن الخيمة.. ينعكس هذا على وضع المرأة التي تتصدر أحداثاً كثيرة في رواياتي".
المواهب الجديدة تشق طريقها رغم كل الصعاب
وأضافت الروائية الفلسطينية ليانة بدر، أنا "لا أشعر بالرضى تجاه المشهد الثقافي في العادة، لأن المثقفين يعانون التبعثر، وليس ثمة ما يساندهم، لأن الأطر المعروفة لا تحفل بتنمية المواهب الشابة وإعطائها الفرص، لكن المواهب القوية تشق طريقها رغماً عن كل شيء، لقد كتب الأدباء في غزة ما يعبر عما يعيشوه في هذه الحرب، وطبعت شهاداتهم الماهرة، كما برزت مواهب شعرية متميزة، أهمها قصائد مصعب أبو توهة التي يكتبها بالإنجليزية، بالإضافة إلى العربية بحيث يجذب شعره الآلاف، كذلك نال ديوانه الأول الذي كتبه بالإنجليزية جائزة الكتاب الأمريكي..
ويهمني في هذا السياق، أن أشيد بالحركة التشكيلية الحيَّة والمتقدمة في قطاع غزة، عبر فنانيها الموهوبين الذين عرضوا العديد من نتاجاتهم في معارض دولية".
وبيّنت أنها "ننتظر روايات فلسطينية جديدة أكثر وأكثر، ترصد ما يجري في الوطن بكامله سواء غزة التي يتم قتل المدنيين فيها على مسمع العالم وبصره، دون أن تتحرك الدول الكبرى لإيقاف هذه المجازر، أو الضفة المحتلة التي تعاني من بطش المستوطنين وظلمهم واستبدادهم بسرقة الأرض دون أي رادع، إضافة إلى الاجتياحات الوحشية التي لا تتوقف في جنين وطولكرم وغيرها"، مؤكدة أنه "مهما قام الاستعمار الاستيطاني بجرائم فسوف يكون مصيرهم مثل جنوب أفريقيا التي نالت استقلالها رغماً عن كل شيء".
وفي نهاية حديثها، كشفت ليانة لقراء ومتابعي وكالة القدس للأنباء، أن لديها "رواية تحت الطبع تتحدث عن فترة الوجود الفلسطيني في لبنان ما بين سقوط مخيم تل الزعتر، ومغادرة المقاتلين الفلسطينيين لبيروت (في آب العام 1982)، هذه فترة مهمة جداً من تاريخنا وعلينا أن نسجلها روائياً، كما أن لدي ديواناً شعرياً رائعاً أعده للطباعة تحت إسم "سيرة الزهر".