خطفت حرب الإبادة التي يتعرض لها أهلنا في قطاع غزة، فرحة عيد الأضحى في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، فغابت مظاهر الزينة من الشوارع، وشهدت الأسواق جموداً غير مسبوق سواء في حركة البيع أو الشراء، وخيمت أجواء الكآبة والحزن على الأهالي وهم يشاهدون يومياً صوَر المجازر والدمار وقتل الأطفال في كل بقعة من أرض قطاع غزة.
هذا بالإضافة إلى الوضع الاقتصادي الصعب الذي يعاني منه اللاجئون، وارتفاع اسعار اللحوم والدواجن والمواد الغذائية والملابس، ما يضاعف المعاناة .
في هذا السياق، تحدثت أم جواد لـ"وكالة القدس للأنباء" متسائلة: "كيف يمكننا أن نستعد لاستقبال العيد وأهلنا في غزة كل يوم يبادون أمام أعيننا، عن أي عيد يمكن أن نتحدث؟"، مؤكدة أنه "لا عيد هذا العام، ونحن نفسياتنا مدمرة بسبب الحرب والمجازر التي يرتكبها العدو، والحركة في المخيم تبدو عادية فالناس يقصدون السوق لشراء ما يحتاجونه من مكونات لإعداد الطعام فقط".
غياب مظاهر العيد من المخيمات
بدورها، بيّنت جمانة سليمان، أنه "في مثل هذه الأيام كانت الزينة تغطي الشوارع والأزقة، وكانت روائح الكعك تفوح من كل مكان، وترى الأطفال فرحين في ملابسهم الجديدة، والأهالي يشترون الحلوى للتوزيع، لكن اليوم، العيد ليس له أي معنى وأهلنا في قطاع غزة يعانون ويبادون أمام أعين العالم، لكن لا حياة لمن تنادي"، مبينة أنها "أم لثلاثة أولاد ولم أشتر لهم قطعة ثياب واحدة، فلا يمكننا أن نفرح في هذا الوضع، ونحن نرى أشلاء أطفال غزة في الشوارع".
أما أم اسماعيل سعدي، فقالت: "لن نحتفل بالعيد إلا إذا احتفل الفلسطينيون جميعاً، ولن يفرح أولادي بالعيد ما لم يفرح كل أولاد الفلسطينيين، نحن ننتظر بإذن الله أن يكون هذا العيد نصر لنا، ولا يمكن أن يكون هناك فرح في المخيم أو أي مظهر من مظاهر العيد حتى يتم إيقاف هذا العدوان على أبناء شعبنا في قطاع غزة".
من جانبه، أوضح أبو إياد "أننا شعب واحد ولا يمكن لجزء من هذا الشعب محتفلاً بالعيد والجزء الثاني يباد، والأوضاع بشكل عام لا تسمح بالاحتفال بالعيد، لا الوضع الاقتصادي ولا الوضع الأمني، ولا يجب أن ننسى أيضاً أن اخواتنا في جنوب لبنان يقاتلون بشراسة من أجل نصرة غزة، فبأي عين يمكن أن يكون هناك فرح أو احتفال؟"، مؤكداً أن "الاحتفال سيكون بإذن الله يوم النصر، وغير ذلك تحرم علينا الاحتفالات حتى تقف الحرب الشرسة على أهلنا في قطاع غزة".
هذه عينات من تصريحات أبناء المخيمات الفلسطينية في لبنان، التي عبّرت عن مشاعرها لمناسبة العيد في هذه الظروف المأساوية، وهي ملخص لأصوات الأغلبية الساحقة من أهالي المخيمات الذين يؤكدون أنه رغم كل الدم والدموع فإن المجاهدين في ميادين المواجهة سيحققون النصر تلو النصر بفضل ثبات وصمود الشعب، وقوة وإرادة المقاومة، ودعم أحرار الأمة والعالم.